تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال الفيروز آبادي: «وقد جاء في الشعر صياريف» ولعل ما أورده الزمخشري تبعا لاقتضاء سجع العبارة ظاهرا، انظر «لسان العرب 9: 190، القاموس المحيط 3: 162، مادة صرف».

(22) البهرج: الباطل، واللفظة معربة. وقيل كلمه هنديه أصلها نبهله، وهو الردئ، فنقلت إلى الفارسية، فقيل نبهره، ثم عربت فقيل: بهرج. «النهاية ـ بهرج ـ 1: 166».

(221)

مدارج وميز أسلسها على الاسلات (23)، وأعذبها على العذبات (24)، وأحلاها في الذوق وأسمحها، وأبهاها عند السبر وأملحها، وأبعدها من مج الاسماع، وأقربها امتزاجا بالطباع، وأوقعها لفحول الامة الناغمة بأجراسها، وأحسنها طباقا لطرق أنفاسها.

ولما انتقل من انتقاء وسائطها، بعد انتقاد بسائطها، إلى أن يؤلف ويركب، ويرصف ويرتب، عمد في عمل التراكيب إلى أشرف الانماط والاساليب، فألف أنماطا تستهش (25) أنفس الناطقين، وكلمات تتحلب (26) لها لهى (27) الذائقين، وتجول في فجوات الافواه، فتتمطق (28) بها مستلذات، ويطرق بها الآذان فتهوي بها مغذات (29)، وما طنت على مسامع أحد من أجيال الاعاجم، وأخياف الطماطم (30) إلا أصغى إليها متوجسا، وأصاخ لها مستأنسا، وأناس (31) فوديه (32) مستعجبا، وأمال عطفيه مستغربا، وقال: ما هذا اللسان المستلذ على الصماخ (33) إيقاعه، المحولى في مخارق الآذان استماعه، المفارق لجميع اللغات والالسنة، المصون من الحروف الملكنة.


(23) الاسلات: جمع أسلة، وهي طرف اللسان «النهاية ـ أسل ـ 1: 49».
(24) عذبة اللسان: طرفه، والجمع «عذبات» كقصبة وقصبات. «مجمع البحرين ـ عذب ـ 2: 117».
(25) يقال: استهشني أمر كذا فهششت له أي استخفني فخففت له «لسان العرب ـ هشش ـ 6: 364».
(26) تحلب العرق وانحلب أي سال «الصحاح ـ حلب ـ 1: 115».
(27) جمع لهاة، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم «النهاية ـ لها ـ 4: 284».
(28) يقال: ذاقه فتمطق له إذا ضم شفتيه إليه وألصق لسانه بنطع فيه مع صوت «أساس البلاغة: 432».
(29) مغذات: مسرعات.
(30) أخياف أي مختلفون، والطماطم جمع طمطم، وهو الذي في لسانه عجمة لايفصح. انظر «أساس البلاغة ـ خيف ـ 124، الصحاح ـ طمم ـ 5: 1976».
(31) ناس الشيء ينوس نوسا ونوسانا: تحرك وتذبذب متدليا. «لسان العرب ـ نوس ـ 6: 245».
(32) الفَوْدُ: معظم شعر الرأس ممايلي الاذن، ووفودا الرأس جانباه «لسان العرب ـ فود ـ 3: 340».
(33) صماخ الاذن بالكسر: الخرق الذي يفضي إلى الرأس، وهو المسيع، وقيل هو الاذن نفسها «مجمع البحرين ـ صمخ ـ 2: 437».

(222)

وما ذاك إلا لان حكم المسموعات حكم المبصرات والممسوسات، وغيرها من سائر المحسوسات، فكما أن الاعين فارقة بين المناظر العثاث والملاح، والاوجه القباح والصباح، والانوف فاصلة بين الاعطار الفوائح، وبين مستكرهات الروائح، والافواه مميزة بين طعوم المآكل والمشارب وبين المستبشعات منها والاطائب، والايدي مفرزة لما استلانت مما استخشنت، ولما استخفت مما استرزنت (34)، كذلك الآذان تعزل مستقيمات الالحان من عوجها، وتعرف مقبول الكلام من ممجوجها، والالسن تنبسط إلى ما أشبه من الكلام مجاج الغمام (35)، وتنقبض عما يشاكل منه اجاج (36) الجمام (37)، وهذه طريقة عامية يسمعها ويبصرها ويسلمها ولا ينكرها من يرى به شيء من طرف، أو يرامق (38) بأدنى عرف.
وأما الطريقة الخاصية التي تضمحل معها الشبه، ويسكت عندها المنطق المفوه، فما عنى بتدوينه العلماء، ودأب في تضييفه العظماء، في ألفاظ العربية وكلمها، من بيان خصائصها ونوادر حكمها، مما يتعلق بذاوتها، ويتصل بصفاتها، من العلمين الشريفين، والعلمين المنيفين، وهما علم الابنية وعلم الاعراف، المشتملان على فنون من الابواب، وناهيك بكتاب سيبويه (39) الذي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير