تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بني أخي ونوط القلب مني * وأبيض ماؤه غدق كثير

ومن المجاز: مفازة بعيدة النياط أي الحد والمتعلق، ولا يخفى ما في المتن من تعبير مجازي، انظر «أساس البلاغة ـ نوط ـ 476».

(47) الكلمه قلقة في هذه العبارة.

(48) يقال: أصاب خصله واحرز خصله: غلب على الرهان، وقال بعضهم: الخصلة الاصابة في الرمي «لسان العرب ـ خصل ـ 11: 206».

(49) الشبه والشبه: النحاس الاصفر، انظر «لسان العرب ـ شبه ـ 13: 55».

(50) الشب: حجر معروف يشبه الزاج، وقد يدبغ به الجلود «النهاية ـ شبب ـ 2: 439».

(51) يقال: فذلك حسابه أنهاه وفرغ منه، «القاموس المحيط ـ فذلك ـ 3: 315».

(225)

الحلاقم (52) ويَجز الغلاصم (53)، وهو أن الله تعالى ادخر لمحمد عليه صلاته وسلامه كل فضيلة، وزوى عنه كل رذيلة، واختصه بكل توقير، وبعد حاله من كل تحقير، واختار له كل ما يقع عليه الاختيار، وخوله ما يطول به الافتخار، فجعل ذاته خيرة الانس، وصفوة الانبياء، وسيد الاموات والاحياء، والامة التي انتضاه منها خير امة، والائمة الذين استخلفهم بعده خير أئمة، وكتابه الذي أنزل عليه خير كتاب، وأصحابه الذين قرنهم به خير أصحاب، وزمانه الذي بعثه فيه خير زمان، ولسانه الذي نطق به خير لسان، ولا يحسن أن ينزل على أفضل رسول، أفضل كتاب بلسان مفضول، ومن لم يعقل عن الله تعالى: (بلسان عربي مبين) (54) فلا عقل، ومن لم ينقل: (خير اللسان العربي) فلا نقل، ثم هو لسان أهل الجنة، وذلك طول من ذي الطول والمنة.

ووجدت العرب كما يتباهون بالشدة في مواطن الحرب، وبالنجدة في مقاوم الطعن والضرب، وبدقهم في النحور صدور الرماح، وحطمهم في الرقاب متون الصفاح، يتحلقون فيعدون أيامهم في الجاهلية والاسلام، ووقائعهم في أشهر الحل والاحرام، كذلك حالهم في التباهي بالكلام الفحل، والتباري في المنطق الجزل، والافتخار بالالسن اللد، وإرسالها في أودية الهزل والجد، وبثبات الغدر (55) في مواقف الجدل والخصام، وعند مصاك الركب ومصاف الاقدام، ليسوا في مجالدتهم بأشد منهم في مجادلتهم، ولا في مقاتلتهم بأحد منهم في مقاولتهم، ولقد نطقت بذلك أشعارهم، وشهدت به آثارهم.


(52) الحلقوم: الحلق، وقال الزجاج: الحلقوم بعد الفم وهو موضع النفس وفيه شعب تتشعب منه، وهو مجرى الطعام والشراب «المصباح المنير ـ حلق ـ 146».
(53) الغلصمة: رأس الحلقوم بشواربه وحرقدته، وهو الموضع الناتئ في الحلق، والجمع الغلاصم، وقيل: الغلصمة اللحم الذي بين الرأس والعنق. وقيل: متصل الحلقوم بالحلق إذا ازدرد الآكل لقمنه فزلت عن الحلقوم، وقيل: هي العجرة التي على ملتقى اللهاة والمريء، «لسان العرب ـ غلصم ـ 12: 441».
(54) سورة الشعراء 26: 195.
(55) يقال: رجل ثبت الغدر: أي ثابت في قتال أو كلام «الصحاح ـ غدر ـ 2: 766».

(226)

قال لبيد (56):
ببياني ولساني وجدل * ومقام ضيق فرجته
زل عن مثل مقامي وزحل (57) * لو يقوم الفيل أو فياله
ورأيتهم يسؤون بين الجبناء واللكن، ولا يفصلون بين العي والجبن، ويستنكفون من الخطأ واللحن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، واسترضعت في سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحن» (58).
ويتحرون أن ينطقوا بالكلم الفصاح، وأن يمضوا فيها على الاساليب الصحاح، باحثين عن مفرق الصواب، ومصيبين منحر الاعراب، متيقضين لما يستفصح، متنبهين على ما يستملح، يسمعون الكلمة العيناء فيشرئبون لها، واللفظة العوراء فيشمئزون منها.
قال بعض امراء العرب لاعرابي رأى معه ناقة فأعجب بها: هل أنزيت عليها؟ قال: نعم أضربتها أيها الامير! قال: أضربتها؛ قد أحسنت حين أضربتها، نعم ما صنعت إذ أضربتها، فجعل يرددها.
قال الراوي: فعلمت أنه إنما يريد أن يثقف بها لسانه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير