تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وسكن الكوفة، وعاش عمرا طويلا، وهو أحد أصحاب المعلقات، ومطلع معلقته:

عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها

توفي سنة 41 للهجرة. «الاعلام 5: 240». (57) زحل الشيء عن مقامه: أي زل عن مكانه «لسان العرب ـ زحل ـ 11: 302» وفيه البيت الثاني عن البيد.

(58) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 11: 404

31884 باختلاف يسير.

(227)

وسمعت أنا كوفيا يسأل بدويا عن ماوان (59) وقد شارفناها، فقال: هي ميهة. فقال الكوفي: أميه مما كانت؟ قال: إي والله أموه مما كانت. كأنه يصححها عليه.

ورأيت الخلق في المسجد الحرام يترادون الكلام في اللغات الفصحى، ويتعادون من له في ميدان البلاغة الخطا الفسحى، ويتذاكرون الكلمات التي تزيغ فيها الحاضرة (60) عن السنن ولا ينقحونها من العجر (61) والابن (62) كأن أفواههم للحكمة ينابيع، وهم على ذلك مطابيع.

هذا، ولما سمعت العرب القرآن المجيد ملات الروعة قلوبهم وملكت نفوسهم، وهز الاستعجاب مناكبهم، وأنغض رؤوسهم، وبقي أذلقهم لسانا، وأعرقهم بيانا، كالمحجوج إذا أبكتته الحجة، فأخذته الرجة، وكالياسر إذا أصبح مقمورا مقهورا، فقعد مبهوتا مبهورا، وكالصريع إذا عن له من لا يبالي بصراعه، وكالمرتبع (63) إذا غلبه من لا يلتفت إلى ارتباعه، ولقد قابلوه بأفصح كلامهم، فقال منصفوهم: جرى الوادي فطم على القري (64)، ومن يعبأ بالعباء مع الوشي العبقري (65).


(59) ماوان: واد فيه ماء بين الفقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان. قال في المعجم: فأما ماوان السنور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعل أكثرهم ما يدري ما السنور: وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة، انظر «معجم البلدان 5: 45، مراصد الاطلاع 3: 1222».
(60) أي أهل الحضر لانهم مظنة اللحن.
(61) العجر: جمع عجرة، وهي العقدة في عود وغيره، ويقال: في كلامه عجر فيه وتعجرف أي جفوة «أساس البلاغة ـ عجر ـ 294».
(62) الابن: العقد تكون في القسى تفسدها وتعاب بها «النهاية ـ ابن ـ 1: 17».
(63) ربع الحجر وارتباعه إشالته ورفعه لاظهار القوة «النهاية ـ ربع ـ 2: 189».
(64) مثل سائر، معناه: جرى سيل الوادى فطم، أي دفن، يقال: طم السيل الركية: أي دفنها، والقري: مجرى الماء في الروضة، والجمع أقرية وقريان و «على» من صلة المعنى: أي أتى على القري، يعني أهلكه بأن دفنه، انظر «مجمع الامثال 1: 159|823».
(65) الوشي من الثياب معروف، والعبقري: الديباج، انظر «الصحاح ـ وشي ـ 6: 2524، النهاية ـ عبقر ـ
==

(228)

وقال الوليد بن المغيرة المخزومي (66): والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل، فإذا هو ليس بشعر، وإن له لحلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمعذق (67)، وإنه ليعلو وما يعلى (68).
وبلغنا أن أعرابيا صلى خلف ابن مسعود (69) رضي الله عنه فتعتع في قراءته، فقال الاعرابي: ارتبك الشيخ، فلما قضى ابن مسعود صلاته، قال: يا أعرابي إنه والله ما هو من نسجك ولا من نسج آبائك، ولكنه عزيز من عند عزيز نزل، وهو الحمال ذو الوجوه، والبحر الذي لاتنقضي عجائبه. قال الله لموسى عليه السلام: إنما مثل كتاب محمد في الكتب كمثل سقاء فيه لبن كلما مخضته استخرجت زبده.
فحينما عجزوا عن المماتنة (70)، فزعوا إلى المفاتنة، ولما لم يقدروا على المقابلة أقبلوا على المقاتلة، فكان فزعهم إلى شيء، ليس من المتحدى فيه في

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير