تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(68) ورد باختلاف في لفظه في دلائل النبوة 2: 198، تأريخ الاسلام: 155، السيرة النبوية 1: 289، الوفا بأحوال المصطفى: 55، وأخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه 2: 506، عن ابن عباس، وقال: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط البخاري، ولم يخرجاه.

(69) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) السابقين إلى الاسلام، وولي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بيت مال الكوفة، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاما في سنة 32 هـ.

انظر «الاصابة في تمييز الصحابة 2: 368

4954، تهذيب التهذيب 6: 24

43، معجم رجال الحديث 10: 322

7160، الاعلام 4: 137».

(70) المماتنة: المعارضة في جدل أو خصومة «تاج العروس ـ متن ـ 9: 340».

(229)

شيء، دليلا قاطعا على تمام المعجزة، وشاهد صدق لصحة النبوة بظهور المعجزة، على أن عداوة المتحدي هي العجز بعينه، والتقصير بذاته، لان كل ذي منقبة إذا توقل (71) في مرتبة قد عجز عنها مدعوها، ولم يقدروا أن يطلعوها، كان نتيجة عجزهم أن يشتملوا على الغيظ والضجر، وقرينة تقصيرهم أن يقصدوه بالنكاية والضرر، وأن يقشوروه (72) بالعصا ويرجموه بالحصا.

والذي طولبوا به فعجزوا عنه هو الاتيان بسورة لو كتبت بين السور، لم تكن مشخلبة (73) بين الدرر، ولكن كواحدة منهن في حسنها وبهائها، ونورها وضيائها، وبيانها الباهر، وديباجها الفاخر، حتى لو عرضت على صيارفة المنطق ونقاده، المميز بين زيوفه وجياده، لقالوا هي منها بالقرب، لم يقولوا ليس عليها ابهة دار الضرب، والجهة التي أتاهم العجز عنها امتياز السورة عن هذه الاجناس، التي تتقلب في أيدي الناس، من خطب يحبرونها (74)، وقصائد يسيرونها، ورسائل يسطرونها، كما أن كل واحد من هذه الاجناس له حيز، وبعضها عن بعض متميز، وكل مستبد بطريق خاص إليه ينتحي وإياه ينتهج، ومثال ومنوال عليه يحتذي وعليه ينتسج، فلو تحدي الرجل بقصيدة شاعرة فجاء بخطبة باهرة أو رسالة نادرة، أو تحدي بخطبة أو رسالة غراء فعارض بقصيدة حذاء (75)، لم يكن على شاكلة التحدي عاملا، ونسب إلى قلة التهدي عاجلا، وتمثل له بقوله:

فحرم فينا لحوم البقر * شكونا إليه خراب السواد


(71) التوقل: الاسراع في الصعود «النهاية ـ وقل ـ 5: 216».
(72) قشوره بالعصا: ضربه «القاموس المحيط ـ قشر ـ 2: 117».
(73) قال الليث: مشخلبة كلمة عراقية ليس على بنائها شيء من العربية، وهي تتخذ من الليف والخرز أمثال الحلي «لسان العرب ـ شخلب ـ 1: 486».
(74) يقال حبرت الشيء تحبيرا إذا حسنته «النهاية ـ حبر ـ 1: 327».
(75) الحذو: من أجزاء القافية، حركة الحرف الذي قبل الردف، يجوز ضمته مع كسرته ولا يجوز مع الفتح غيره، قاله ابن منظور في «اللسان ـ حذا ـ 14: 170» عن ابن سيده.

(230)

اريها السها (76) وتريني القمر (77) * فكنا كما قال من قبلنا
ذلك أن الشعر كلام ذو وزن وقري (78)، وقافية وروي، أكثره تمويهات وتخاييل، وأكاذيب وأباطيل، ومن ثم سموه سحرا، وزعموا أن لكل شاعر جنيا، وأنه معه رئيا، وأن ذلك الجني يخطره بجنانه ويلقنه إياه ويلقيه على لسانه.
والخطب والرسائل لا يمس طنب القريض أطنابها، ولا تقرع يده أبوابها، والسورة أبعد شوطا منها في التميز، وأعلى فوقا في المباينة والتحيز، بديباجتها الخاصة وذوقها وندائها على أن لا منظوم بطوقها، وعلى أنها ليست من القريحة، المعتصر لها ثرى السجيحة (79)، المستعان فيه بالروية والفكر، المستملى من لسان الزكن (80) والحجر (81)، وأن مثلها معه مثل الحيوان الذي هو تسوية الله وتقديره، مع التماثيل التي هي نقش المصور وتصويره، عليها ضياء الجلالة الربانية، وسيمياء (82) الكتب السماوية، وابهة المسطور في اللوح المنزل في اللوح (83) وآئين (84) الملقن منه وهو

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير