تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 02:10 ص]ـ

إنَّ النصوص الأدبية نصوص موضوعة للذة وهزِّ المشاعر، وإن حوت معارف يستفيد منها العقل، ولذلك هي تُعنى بالألفاظ والتراكيب أكثر من عنايتها بالمعاني. والمعاني وإن كانت لا بد أن تكون مقصودة للشاعر والأديب، ولكن القصد الأول هو الألفاظ والتراكيب.

صحيح أن الألفاظ تدل على معانٍ، ولكن الشاعر والأديب يصبُّ جهده على الألفاظ والتراكيب لأداء هذه المعاني.

صحيحٌ أنهم يقولون أن هي: المعنى الجميل في اللفظ الجميل والتركيب الجميل. ولكن الشاعر والأديب وإن عنى نفسه بتصيد المعاني، ولكنه يتصيدها من أجل أن يصوغها في لفظ جميل وتركيب جميل. فاللفظ والتركيب أو صياغة المعاني إنما هي في الصورة التي يخرج بها هذا المعنى، في ذلك اللفظ أو التركيب.

الأستاذ الجليل موسى ..

شكر الله لك إثراءك القيّم ..

وإني لأراك ممن يقولون: إن الأدب عبارة جميلة وكفى .. وذلك باعتبار تقديم اللفظ على المعنى - كما بان هذا من كلامك ..

وليس من اليسير معالجة هذه القضية بهذه البساطة. فإنا نعلم أن قضية اللفظ والمعنى انقسم حولها النقاد ثلاثة أقسام:

1) فريق قدّم اللفظ على المعنى في الصناعة الأدبية، ومن هؤلاء: الجاحظ، وقدامة بن جعفر، وابن خلدون، والمرزوقي، والأصمعي، الذي بعد أن سئل: من أشعر الناس؟ قال: من يأتي إلى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً، أو إلى المعنى الكبير فيجعله بلفظه خسيساً.

ولا يُنكر أن لهذا المذهب خطره في الأدب ونقده، وإنْ تطرّف بعض دعاته كابن خلدون وقدامة. ذلك لأن الأسلوب أو الأداء اللفظي هو دليل المعنى وآلة البيان. ولولا الأسلوب ما وقفنا على ما يجول في نفس الأديب من معانٍ وأخيلة وعواطف وصور أدبية، فليس الأديب تمثالاً صامتاً وإنما هو طائر يغرّد، وتغريده هو الذي يكشف لنا عن عالمه الفسيح. والطعام الطيب إذا قدّم في أوانٍ نفيسة كان أشهى للنفس وأمتع للذوق.

2) فريق قدّم المعنى على اللفظ في الصناعة الأدبية، ومن أنصار هذا الفريق: ابن الرومي، والمتنبي، والآمدي، وأبو عمرو الشيباني، وابن رشيق، وابن الأثير ...

وهؤلاء تعصّبوا لناحية المعنى لما رأوه من جودة السبك دون العناية بجمال المعنى عند أصحاب التصنّع الذين اتخذوا الأدب صناعة. ولم يروا فيه إلا وصف الألفاظ وجودة السبك، دون العناية بخطر الموضوع وأهمية الموقف، وصدق المعنى وحسن الدلالة .. وهذا أمر ضاق به كثيرون من النقاد ..

3) وفريق يرى ألا تفرقة في الصناعة الأدبية بين المعاني والألفاظ، ومن أنصار هذا الفريق: بِِشر بن المعتمر، وابن قتيبة، والبحتري، وعبد القاهر الجرجاني ...

فهؤلاء يرون أن لكل من اللفظ والمعنى وظيفة يؤدّيها، لكن ليس منفرداً بل باعتبار ارتباطه بالآخر. فإذا توفّرت لهما أوصاف الجمال قدّما نموذجاً رائعاً من الأدب يمتع من أي جهة نظر إليه سواء من جهة لفظه، أو من جهة معناه، مثل سلكي الكهرباء السالب والموجب عندما يتماسّان ينطلق منهما الشعاع الذي يبدّد طبقات الظلام وإن كان كثيفاً. وإن أزيل اتصالهما فلا نحسّ لأي منهما أثراً. فالمعنى بدون اللفظ جنين في ضمير الغيب، واللفظ بدون معنى لا يُعتبر.

وأنا أرى أن الفريقين الأول والثاني متقابلان، فهما يصنعان مشكلة ..

أما رأي الفريق الثالث ففيه نظرة معتدلة حرية بالاعتبار ..

ـ[# معاوية #]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 01:47 م]ـ

تابع المنقول من محاضرات فضيلة الدكتورعبد الخالق الششتاوي- حفظه الله ..

مباحث علوم البلاغة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

((المعاني والبيان والبديع))

1 - دراسة خصائص التراكيب اللغوية من حيث دلالتها على المعنى ويدخل تحت هذا المفهوم كل ما يتعلق بحالة الكاتب أو المتكلم وموقفهما من القارئ والسامع، والعكس. وأخيرًا موقف جميع هؤلاء من الموضوع الذي يساق فيه الحديث، وهذا هو المقصود من كلام البلاغيين: مراعاة مقتضى الحال، وموافقة التركيب لمقتضى الحال- وهذا النوع خاص بعلم المعاني.

وعلم المعاني يعلمنا اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف، أو ما يسمونه مقتضى الحال، وبذلك تتحقق لنا إصابة المعنى. (سقط سهوًا مما سبق كتابته)

2 - - قسم خاص بدراسة الصور الخيالية التي تعبر عن المعنى، مع عقد صلة بين شيئين، مع ما تثيره في الذهن من ذكريات تجارب محسوسة، وهذا خاص بعلم البيان.

3 - دراسة خصائص الألفاظ من حيث التناسق بين الصوت والمعنى، وهذا يرجع إلى التضاد تارة، والتماثل تارة أخرى- وهذا النوع خاص بعلم البديع.

وعلم البديع يعلمنا التعرف على الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام رونقًا.

وتكسوه حسنًا وجمالا، بعد مطابقته لمقتضى الحال، ووضوح دلالته.

ـ[# معاوية #]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 02:02 م]ـ

قبل متابعة ما نقلت عن محاضرات الدكتور عبد الخالق الششتاوي حفظه الله،

أحببت أن أضيف قول أبي منصور الثعالبي في كتابه" روضة الفصاحة ":

في معنى الفصاحة، والبلاغة، والوجَازَة، والبيان والفرق بين هذه الألفاظ الأربعة:

اعلم أن أكثر البُلغاء لا يُفَرّقون بين البلاغة والفصاحة، بل يستعملونهما استعمالَ الاسمين المترادفين على معنىً واحد.

ومنهم الجوهريّ؛ فإنه سَوّى في الصّحاح بين البلاغة والفصاحَة والبيان، وجعل الوجيز هو البليغ.

وقال بعضُ البلغاء:

البلاغة ُ: حُسْنُ معاني الكلام.

والفصاحة: حسن ألفاظه وعذوبتُها.

وللعلماء في الفرق بين هذه الألفاظ الأربعة كلام طويل لا يحتمله هذا المختصر.

وأحسن ما قيل فيه:

* أن الفصاحة: خُلوصُ الكلام من التعقيد، ومنه قولهم فَصُحَ الّلبنُ: إذا أخذتَ عنه الرغوة.

وقال الشاعر:

* وتحتَ الرّغْوَةِ الّلبنُ الفصيحُ *

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير