ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 02:41 ص]ـ
والغاية من النصوص الأدبية في الأصل هو إثارة القارئ والسامع، وليس إعطاءه المعنى فحسب، فالإثارة هي المقصود في الدرجة الأولى. ولذلك يختار الشاعر والأديب الألفاظ والتراكيب اختياراً، ويقصد فيها أن تتصف عبارته بالتفخيم والتعميم، والوقوف عند مواطن الجمال والتأثير، وإثارة العواطف وإيجاد الإنفعالات. ولذلك تجد النصوص الأدبية تتميز بالعبارات التي تصاغ بها الأفكار وتخرج بها الصور. ثم العناية بالصور، ثم باختيار الأفكار. فَهَمُّهُ من الأفكار أن يستطيع صوغها وإخراجها في صورة مثيرة ومؤثرة. فالأصل هو التعبير. وهو التصوير أو إخراج الصورة، والأفكار أداةٌ أو وسيلة. فالتصوير، والصورة. هما ما يعني الشاعر والأديب نفسه بهما. ويعني نفسه بالأفكار من حيث صلاحيتها للتصوير، والصورة التي تخرج بها. لا من حيث صحتها وصدقها بل من حيث صلاحيتها للتصوير. لأن الغاية من النص ليس تعليم الناس للأفكار بل إثارة مشاعرهم. ولذلك تُصَبُّ العناية فيها على التصوير أي التعبير، ولهذا فإن عنايتها بما يجري فيه هذا التعبير وهو الألفاظ والتراكيب لا بما يحويه هذا التعبير إلا من حيث صلاحيته للتصوير؛ أي لأخراج هذه الصورة الرائعة المثيرة.
يتبع ...............
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ..
أخي الحبيب موسى ..
يا حبّذا لو قمت بالتنسيق مع أخينا معاوية في اختيار المواضيع .. لئلا نتشتّت في المادة إلى أبواب متباينة ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 08:44 م]ـ
أخي لؤي لقد حسبت أن لكل منا أن يُدلي بدلوه، وأنا أتناول الموضوع من زاوية أخرى.
وبعد هذا وذاك أنا رهن اشارتك.
فأنا أول من أطاع وآخر من عصى:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:28 م]ـ
أخي الحبيب موسى ..
وهل نحن في غنىً عن علم أستاذ البلاغة بيننا؟
ولكني قصدت أنه لو كان ما يمرّ من هذه الفوائد الغُرَر والمراري اللِّطاف منسّقاً بينك وبين الأخ معاوية، لقرب العلم من المتناول بلطف .. ولغنمنا منه أعظم منفعة ..
قال بعض الحكماء: إذا ازدحم الجواب خفي الصواب.:)
ـ[# معاوية #]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 11:59 م]ـ
شكرًا لك يا موسى ففي ما كتبت فائدة لنا، وأستاذنا لؤي يعني بالتنسيق أن نتكلم عن جزئية من البلاغة ونتبادل الآراء ونستنطق من أفهامنا المعنى لتتضح الرؤية بطريقة الحوار، هذا ما فهمته من كلامه.
حسنًا، ما رأيكم أن نتكلم عن تعريف البلاغة في اللغة والاصطلاح ولا نخرج عن إطار التعريف حتى يفهمه من لا يفهمه منا، ونهيئ للبلاغة فهمها ومكانها في عقولنا.
في اللغة البلاغة: الوصول والانتهاء، يقال بلغ المسافر المدينة أي وصل إليها.
وفي الاصطلاح: هي مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال. فالكلام البليغ هو الكلام الواضح المعنى، الفصيح العبارة، الملائم للموضع الذي يطلق فيه، وللأشخاص الذين يخاطبون. والبلاغة في المتكلم: ملكة وقدرة يُستطاع بواسطتها تأليف كلام بليغ.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 02:23 م]ـ
وإياكم أخي معاوية، وأنت تبلي بلاءً حسناً
وسأشارك من ها هنا
مبلغ الشيء، منتهاه.
والبلاغة هي البلوغ.
والبلاغ، الأنتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى، مكاناً كان أو زماناً أو أمراً من الأمور المقدرة.
وربما يُعبر به أيضاً عن المشارفة عليه وإن لم ينته إليه، يقال: الدنيا بلاغ؛ لأنها تُؤديك إلى الأخرة.
ورجلٌ بَلْغٌ وِبلْغٌ وبليغٌ: حسن الكلام فصيحه، يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمع بُلغاء.
وسمي الكلام بليغاً؛ لأنه يكون قد بلغ الأوصاف اللفظية والمعنوية وانتهى إليها.
وينتهي معنى البلاغة في اللغة إلى معنيين:
الأول: الوصول والإنتهاء.
الثاني: الحُسن والجودة.
أما البلاغة في اصطلاح البلاغيين:
البلاغة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال.
ويعنون بالمقتضى: الإعتبار الملائم، أو ما يتطلبه الواقع، أو ما يستدعيه الأمر، وهوـ المقتضى ــ الهيئة المخصوصة التي نُصدرُ عليها كلامنا، والصورة المحددة التي تَحْكُمُ نُطقَنا. ويقصدون بالحال ــ ها هنا ــ واقع المخاطب أو السامع، أو متلقي الكلام.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 10:37 م]ـ
ويعنون بالمقتضى: الإعتبار الملائم، أو ما يتطلبه الواقع، أو ما يستدعيه الأمر، وهوـ المقتضى ــ الهيئة المخصوصة التي نُصدرُ عليها كلامنا، والصورة المحددة التي تَحْكُمُ نُطقَنا. ويقصدون بالحال ــ ها هنا ــ واقع المخاطب أو السامع، أو متلقي الكلام.
أخي الكريم موسى ..
..
إذا كانت البلاغة هي مطابقة الكلام للحال كما في التعريف ....
هل يُعتبر الشاعر الشعبي أو شاعر العامية بليغًا حين يراعي مقام السامعين والقارئين العوام بالرغم من عدم فصاحة كلماته؟
¥