الجن على اليابسة والحيوانات المائية في المحيط البدائي ويتمثل ذلك الرجم في نجم عظيم انفصل عن الشمس ونزل
على الأرض وقبل أن يصل إليها انفصل منه نيزكان عظيمان فاصطدموا كلهم (النجم والنيزكان) بالأرض وكان
هذا درسا وعذابا للجن المفسد الذي كان يعمر الأرض وتذكرة وعبرة للإنسان الذي سيعمرها من بعده.
يسمي الله عز وجل كلا من النجم والنيزكين " الخنس الجوار الكنس ", " النازعات " , " المرسلات ",
" الذاريات " و " العاديات " ويقسم بهم وأفتح هنا قوسا لأقول أن الأمثال في القرآن العظيم ليست كالقسم:
ـ فأما الأمثال فقد ضرب الله عز وجل أمثالا كثيرة، تارة بمخلوقات عظيمة وتارة أخرى بمخلوقات
ضعيفة مهينة.
ـ وأما القسم فإنه سبحانه وتعالى لم يقسم إلا بأشياء وبمخلوقات عظيمة بل جد عظيمة.
1 ـ الأمثال:
ا ـ من الأمثال التي ضربها الله عز وجل بمخلوقات عظيمة:
يقول الله عز و جل: " ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء و من رزقناه منا رزقا حسنا … " (النحل:75)
يقول الله عز و جل: " و اضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين … " (الكهف:32)
يقول الله عز و جل: " و اضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " (يس:13)
يقول الله عز و جل: " … أنزل من السماء ماءا فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا … كذلك يضرب
الله الأمثال " (الرعد:17)
يقول الله عز و جل: " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح … و يضرب الله الأمثال
للناس …" (النور:35)
ب ـ من الأمثال التي ضربها الله عز وجل بمخلوقات مهينة:
ضرب الله عز وجل مثلا بالكلب قائلا: "… فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه
يلهث … " (الأعراف:176)
وضرب مثلا بالعنكبوت قائلا: " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت
بيتا … " (العنكبوت:41)
وضرب مثلا بالحمار قائلا: " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا … " (الجمعة:5)
وذكر الذباب في مثل قائلا: " يا أيها الناس ضرب مثلا فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا و لو
اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " (الحج:73)
كما ذكر عز وجل النحل قائلا: " و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا … " (النحل:68)
والنمل قائلا: " حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم … " (النمل:18)
ويشير الله عز وجل إلى هذا في قوله الكريم: " إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها …" (البقرة:26).
2 ـ القسم:
إن الله عز وجل لم يقسم إلا بأشياء أو مخلوقات عظيمة وتقريبا كل الأشياء المقسوم بها هي إما النجم وإما النجم
والنيزكان وإما النتائج أو المخلفات المباشرة لنزولهم على الأرض ودخولهم فيها وإما النتائج التي يخلفونها يوم القيامة
إثر خروجهم من الأرض وعودتهم إلى الشمس التي جاءوا منها:
ا ـ القسم المباشر بالنجم أو بالنجم والنيزكين:
يقسم الله عز وجل بالنجم قائلا: " و النجم إذا هوى " (النجم:1).
و: " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " (الحاقة:38ـ39).
يقسم الله عز وجل بالنجم والنيزكين قائلا: " و الذاريات ذروا " (الذاريات:1).
و: " و المرسلات عرفا " (المرسلات:1).
و: " و النازعات غرقا " (النازعات:1).
و: " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " (التكوير:15ـ16)
و: " العاديات ضبحا " (العاديات:1)
ب ـ القسم بالنتائج المباشرة لنزول النجم والنيزكين على الأرض:
يقسم الله عز وجل بالنتائج المباشرة لنزول النجم والنيزكين على الأرض (الرجم) قائلا:
ـ " كلا و القمر و الليل إذ أدبر و الصبح إذا أسفر " (المدثر:32ـ33ـ34)
ـ " فلا أقسم بالشفق و الليل وما وسق و القمر إذا اتسق " (الانشقاق:16ـ17ـ18)
ـ " و الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها " (الشمس:1ـ2)
ـ " و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى " (الليل:1ـ2)
ـ " و الضحى و الليل إذا سجى " (الضحى:1ـ2)
ـ " و العصر " (العصر:1)
ـ " و الفجر و ليال عشر " (الفجر:1ـ2)
ج ـ القسم بالنتائج المباشرة لخروج النجم والنيزكين من الأرض يوم القيامة:
يقسم الله عز وجل بالنتائج المباشرة لخروج النجم والنيزكين من الأرض يوم القيامة قائلا:
ـ " و السماء ذات الرجع و الأرض ذات الصدع " (الطارق:11ـ12)
¥