تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[17 - 03 - 2006, 11:49 م]ـ

أخي الطيب لؤي

سامحك الله كيف لا يتسع صدري لمن هو في مثل علمك! فما زلت في شوق للقاء من منَّ الله عليهم بعلم من لدنه.

فما سطرته هو بحق أكثر من رائع وأهنئك عليه، أمهلني قليلا فأجيب بإذن الله

أدعو الله أن يرشدنا الله لحسن الفهم والعلم

ولكم التحية

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 01:16 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الطيب لؤي، أدامك الله

:::

بشأن تعقيباتك على ما ذكرت من محاولة تفسيري للآية (48) من سورة الأنبياء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ). فإنك قد بنيت عدم قبول ما طرحت على أساس الناحية اللغوية ومعرفة دلالة معاني الكلمات، وذكرت أن هناك فرقا بين الضوء والنور بالاستناد إلى القرآن ومعاجم لغة العرب.

وقد راجعت بعض معاجم لغة العرب فوجدت التالي:

1 - مختار الصحاح: النُّورُ: الضياء والجمع أَنْوَارٌ و أَنَارَ الشيء و اسْتَنَارَ بمعنى أي أضاء.

2 - وفي لسان العرب: ضاءَتْ و أَضاءَتْ بمعنى أَي اسْتَنَارَتْ، وصارَت مُضِيئةً .... وفي حديث علي كرَّم الله وجهه: لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلم ولم يَلْجَؤُوا إلى رُكْنٍ وثِيقٍ.

والنُّورُ: الضياء. و النور: ضد الظلمة. وفي المحكم: النُّور الضَّوْءُ، أَيَّا كان، وقيل: هو شعاعه وسطوعه، والجمع أَنْوارٌ و نِيرانٌ؛ عن ثعلب. وقد نارَ نَوْراً و اسْتَنارَ و نَوَّرَ؛ الأَخيرة عن اللحياني، بمعنى واحد، أَي أَضاء،

وكذلك السِّرَاجُ الشمس وفي التنزيل وجعلْنا سِراجاً وَهَّاجاً" وقوله عزّ وجلّ وداعياً إِلى اللَّه بإِذنه سِراجاً مُنِيراً" إِنما يريد مثل السراج الذي يستضاء به أَو مثل الشمس في النور والظهور" ا. هـ.

والنتيجة أنني لم أجد فيما رأيت من معاجم، من يذكر التفريق بين الضياء والنور وفق ما ذكرته أخي لؤي بقولك "الضياء ينبعث من مصدر، وبعد سقوطه على الأجسام وانعكاسه عنها، فحينها يُسمّى نورا"

ولكني وجدت عكس ذلك في القرآن حيث يذكر في سورة الأحزاب (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)) وفي سورة الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)) فالآيتين تدلان على أن السراج منير وأن القمر منير. أي أنهما تشتركان في صفة "النور" فالإضاءة الآتية من الشمس والقمر هي إنارة ونور بلا فرق. وقد يكون الفرق هو في شدة الإضاءة بين شعاع الشمس ونور القمر. ولكن كلا من ضوء الشمس والقمر يشتركان في أنهما نور.

وقد ذكر القرطبي في تفسير الآية (35) من سورة النور (زَيْتُونِةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ). نور على نور أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور. واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون. وذكر أيضا: قال ابن عباس: هذا مثل نور الله وهداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار, فإن مسته النار زاد ضوءه".

وورد في تفسير القرطبي لقوله تعالى في سورة البقرة: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)) ما نصه "قوله: "نارا" النار مؤنثة وهي من النور وهو أيضا الإشراق. وهي من الواو; لأنك تقول في التصغير: نويرة, وفي الجمع نور وأنوار ونيران, انقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها. وضاءت وأضاءت لغتان; يقال: ضاء القمر يضوء ضوءا وأضاء يضيء."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير