تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- النور شعاع الضياء وسطوعه!!! تأمّل هذا القول لابن منظور في (لسان العرب)، فإنه قول في غاية العجب!!! لأنه يطابق تماماً ما أكّده العلم الحديث (ولو بمصطلحات أخرى)، ويطابق الوصف الذي جاء في موسوعة كوليير: النور هو أشعّة الطيف فقط، أو الأشعّة المرئية. أما الضوء فهو خليط منها جميعاً، أي خليط من الأشعّة المرئية وغير المرئية!!!

- الضياء فيه حرارة + احتراق + طاقة + وهّاج + اشتعال. النور ليس في داخله طاقة ولا احتراق + وهو انعكاس للأشعّة الساقطة على جسم ما.

- الضياء يأتي من الجسم المضيء بذاته. والنور هو انعكاس للضوء على جسم ما.

- استعمل الضياء في وصف الصبر. والنور في وصف الصلاة .. ولك أن تعلم الآن لماذا تكون الصلاة نوراً للمسلم في قبره، ولا تكون ضياءً .. فالضياء فيه حرارة وشدّة كما تقدّم ..

المبحث السابع: الكشف عن سرّ استخدام القرآن للضياء في وصف التوراة:

ما الذي يفرق التوراة عن القرآن الكريم والإنجيل، وغيرهما من الكتب السماوية؟ ولماذا وصف الله تعالى شريعة موسى – عليه السلام - بالضياء؟

للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف كيف كان حال بني إسرائيل قبل نزول التوراة، ثم ماذا حلّ بهم عند نزولها، وما الذي جاء بعدها ..

لقد قصّ علينا القرآن الكريم في سورة البقرة ما كان من بني إسرائيل، ثم ختمت السورة الكريمة بآية ملفتة للنظر، جاء فيها قول الحقّ تبارك وتعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].

لقد جاءت هذه الآية الكريمة بصيغة دعاء لله سبحانه وتعالى بأن لا يحمل على أمّة محمد صلى الله عليه وسلم إصراً كما حمله على الذين من قبلهم. وممّا لا شكّ فيه أن هذا الدعاء يرتبط مباشرة ببني إسرائيل، لأن كلمة (قبلنا) تدلّ دلالة واضحة عليهم خاصّة – فإن السورة خصصت معظم آياتها في الحديث عنهم - وعلى غيرهم من الأقوام بشكل عامّ.

فما هو الإصر الذي تتحدّث عنه الآية؟ وما الذي حمله الله تعالى على بني إسرائيل خاصّة؟ لاسيما أن الإصر في هذا السياق يبرز كمشقة لا يطيقها المرء ولا يقدر عليها، ويشير إلى أن فيه عقوبة، إن لم تكن عقوبات شديدة ..

يقول الراغب الأصفهاني: الإصر: عقد الشيء وحبسه بقهره. قال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} [الأعراف: 157] أي الأمور التي تثبطهم وتقيّدهم عن الخيرات وعن الوصول إلى الثوابات. وعلى ذلك قوله تعالى: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} [البقرة: 286]. والإصر العهد المؤكّد الذي يثبط ناقضه عن الثواب والخيرات، قال تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} [آل عمران: 81].

ويقول الزمخشري: الإصر: العبء الذي يأصر حامله أي يحبسه مكانه لا يستقلّ به لثقله، وقد استعير للتكليف الشاقّ من نحو قتل الأنفس وقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب. ويُطلق الإصر أيضاً على العهد والميثاق لثقلهما كقوله تعالى: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} [آل عمران: 81] أي عهدي وميثاقي. وكقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير