تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 09:27 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

الأخ الفاضل يوسف الساريسي – حفظه الله

بداية أقول منبّهاً لنفسي ولغيري: إنني لست ممّن يريد أن يوقع التباين ويوسّع التأويل .. ولكن المحفّز عندي هو توخّ الحقّ في تضاعيفه وأثنائه، وإبراز الصدق في إثباته وإيضاحه .. ولئن كنت قد أخطأت في نظري القاصر لبعض الأمور .. فإن الغلط من النفس والشيطان، والزلّة من قلّة العلم والنسيان ..

ولا أخفيك - أخي الفاضل - أنه بعد أن تبيّن لي الفرق بين الضياء والنور، واتضح لي أن القرآن الكريم لم يصف أياً من كتب الله تعالى بالضياء إلا التوراة، فإني بدأت أميل أكثر فأكثر إلى ترجيح الزمخشري، بأن يكون (الضياء) حالاً بتقدير: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتينا به ضياءً وذكراً] بمعنى أنه في نفسه ضياء وذكر، أو بتقدير: [ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان، وآتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياءً وذكراً].

والسبب في ذلك أنني لم أجد في القرآن الكريم أن الكتب تُجعل (ذكراً)، وإنما يؤتى بها ذكر ..

قال تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99]. وقال تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء: 2]. وقال تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} [الشعراء: 5] .. وهكذا.

هذا والله تعالى أعلم

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[26 - 03 - 2006, 12:22 م]ـ

السلام عليكم

أخي لؤي طيب الله أنفاسك وبارك الله في علمك.

مما لا يخفى عليك -أخي لؤي- أن اللغة العربية تنقسم إلى الحقيقة والمجاز من زاوية الألفاظ ومعانيها.

وتقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام هي: الحقيقة اللغوية، والحقيقة العرفية أو الاصطلاحية، والحقيقة الشرعية.

والأولى في التقديم هو الحقيقة الشرعية ثم العرفية الاصطلاحية ثم الحقيقة اللغوية، وأخيرا يلجأ إلى المجاز إذا تعذر الحمل على الحقيقة.

وهناك في اللغة أيضا الترادف والاشتراك، وكلاهما يثري اللغة العربية ولا يعيب هذه اللغة أو ينقص من قدرها وجود كليهما. والقول بنفي الترادف في اللغة قول مرجوح وهذا كمن ينفي الاشتراك وهذا غير ممكن، وأظن أننا لسنا في هذا المقام لحسم الاختلاف حول هذه القضية.

أما بشأن ما تفضلت به في المشاركة رقم (26) حول "الضياء والنور"، فأنا لم أقل أنه لا يوجد فرق بين الضياء والنور، وإنما نقلت لك كلاما من بعض المعاجم التي لا تسند الرأي الذي ذهبت إليه في قولك في المشاركة رقم (20) أن المعاجم لغة العرب تذكر أن هناك فرقا بين الضياء والنور, ولكنك استدركت لاحقا بقولك "لا جرم أن أصحاب المعاجم اللغوية فسروا كثيرا من الكلمات بمعنى واحد، والسبب ما ذكرناه .. ".

وأنا أتفق معك تماما أخي لؤي على وجود فرق بين معنيي لفظتي النور والضياء، لكن الخلاف كان وما زال في تحصيل هذا الفرق بالاستناد إلى دليل قاطع أو يغلب على الظن من الشرع أو اللغة. وقد نقلت لنا الفرق بين معاني اللفظتين من بعض المراجع اللغوية، وخلصت إلى القول أن الضوء أخص من النور، وأنه أثم وأكمل منه، وأن الضياء نور قوي، وأن النور أعم والضياء أخص.

وأوردت معاني للضياء والنور من اصطلاح العلم الحديث، وخلاصة القول فيه أن الضوء ذاتي وأن النور عرضي، أو أن النور هو أشعة الطيف فقط أو الأشعة المرئية، أما الضوء فهو خليط من الأشعة المرئية وغير المرئية. وعندي تعقيبان على هذا الأمر:

1. إن هذا المعنى الاصطلاحي في العلم الحديث يتناقض مع المراجع اللغوية التي نقلت منها بل يقلب المعنى رأسا على عقب، إذ يعتبر أن النور أخص من الضوء، لأن الضوء خليط من الأشعة المرئية وغير المرئية في حين أن النور هو الأشعة المرئية فقط.

2. والأمر الثاني أن اللاحق لا يلزم السابق، والقرآن أسبق من العلم الحديث واصطلاحاته، فلا يجوز أن نعطي القرآن معنى اختاره العلم الحديث ونلزم أفهامنا لألفاظ القرآن بهذا الاصطلاح، ولو كان ذلك مشهور قبل تنزل القرآن لأمكن الأخذ به.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير