وأما ما ذكرته من مثال فهو خارج عن محل النزاع وله نظائر بالعشرات مبثوثة في كتب العلل كعلل أحمد وابن المديني و تاريخ الدوري عن ابن معين وعلل الترمذي والدارقطني وابن أبي حاتم وغيرها فليس مثله مما يحتاج إلى تمثيل.
8 - قولك: (قال ابن عبد البر: «وقتادة إذا لم يقل "سمعت"، وخُولِفَ في نقله، فلا تقوم به حجة، لأنه يدلس كثيراً عمن من لم يسمع منه وربما كان بينهما غير ثقة»)
أولاً: هذه القاعدة صحيحة وهي أن المدلس إذا خالف غيره في الإسناد أو المتن ولم يصرح بالسماع أنه يستدل به على التدليس هنا وقد اعتمدها أبو حاتم في مواضع _ كما في العلل (1/ 166) (2/ 210) الجرح والتعديل (6/ 125) وذكرها الحافظ في النكت على ابن الصلاح (1/ 292)
لكن الرواية هنا محمولة على السماع لما سبق في شأن رواية همام عن قتادة.
ثانياً: ابن عبد البر نفسه احتج بهذا الحديث في التمهيد (23/ 398) وقال أيضاً: (لم يختلفوا أن صلاة المرأة في بيتها أفضل) التمهيد (11/ 196) الاستذكار (3/ 399)
9 - قولك أخي الكريم: (فهذا لا متعلق له ببحثنا، لأننا نبحث زيادة شاذة في حديث معيّن، ولا نتكلم في موضوع فقهي. وأرجو أن تنتبه أننا في "منتدى التخريج ودراسة الأسانيد". وإذا أردت مناقشة الأمر من المنظور الفقهي فعليك بطرح الموضوع في "منتدى الدراسات الفقهية". ولعل هذا أفضل إذ يبدو من طريقة كلامك أنك متخصص في الفقه لا في الحديث)
هاهنا أمران:
أحدها: أن هذا يصح لو كنت بحثتها عرضا لكن ان تذكر المسألة هنا وفي مواضع أخرى كمنتدى المرأة المسلمة الذي لا يختص بدراسة الأسانيد وإنما هو خاص بشؤن المرأة وأحكامها فهذا يدل على أن المراد الحكم الفقهي وليس دراسة الإسناد.
ثانياً: دراسة الحديث بالنظر إلى الأسانيد بدون فقه وبدون النظر في المتن دراسة خداج؛ لأن من المتقرر عند المحدثين أن الحكم على الحديث لا يكفي فيه النظر في الإسناد؛ بل ينظر إلى سلامة المتن أيضاً، والحكم على الحديث بالصحة أو الضعف أو النكارة بالنظر إلى المتن أمر مشهور عند أهل العلم، وعلم العلل يشمل علل المتن والإسناد.
هذا ما يتعلق بكلامك شيخنا الكريم المتعلق بالعلم أما ما سواه فسأعتبره مكتوباً بحبر سري لا تبصره عيني؛ لأنه ليس المقصود هنا، والكلام هنا في مسائل العلم لا بنيات الطريق.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 09 - 07, 04:36 م]ـ
الحمد لله.
4 - أما المذهبي المتعصب فلا أرى أن أجيبه لأنه لا يكتب إلا لشغب أو عداوة شخصية، فتراه مرة يقلد الفقهاء المتأخرين في كلامهم على الحديث، وتارة يحاول أن يحاكي كلام المتقدمين. ومن لم يكن يريد الوصول إلى الحق فلا مجال للحوار معه أصلاً. قال الله تعالى: {وأعرض عن الجاهلين}.
كنت أرجأت التعليق على هذا السفه ... وقلت لعل وعسى ... ولكن ....
فالله أحمد أن جعل لي مرجعية أرجع إليها ... فالفقهاء سادة الأمة ... وهم ممن أراد الله بهم خيرًا إذ فقههم في دينه ... ومحاكاة الأقدمين سبيل انتهجه أصحاب الفهم في دين الله ... والفضل ما شهد به المخالفون ... وأما الشغب فمن تتبع مشاركات المسكين عرف من به ألصق ... وأما العدواة فقد تركتُها لأمثاله ... أما أنا فلا أعادي إلا من حاد الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... فإن كان منهم فليبشر بكل ما يسوءه ... وأما عدم إرادة الوصول للحق ... فعلمها مغيب ... وكل من ادعى معرفة ما غاب عنه فقد ركب متن عمياء وخبط خبط عشواء ... ولست والله ممن يفرح بحوار أمثاله ممن اتبع هواه ... وأتى بكل شاذ من مسائل العلم ... وأما الإعراض عن الجاهلين فمنهج رباني نسير في سبيله بفضل الله علينا وعلى الناس ... ولكن من خلط وخبط في العلم ... وطعن في أيمتنا مظهرًا ذلك غير متوارٍ بعواره وشناره ... وحرف الكلم عن مواضعه ... فنحن على سيرة سلفنا له بالمرصاد ... لولا ذلك لخطب الزنادقة على المنابر ...
¥