تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَتُوفِّي طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ فِي شَوَالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَدُفِنَ عِنْدَ وَالِدِهِ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُودَةً، شَهِدَهَا الْقُضَاةُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَعْيَانُ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

وَلَهُ نَظْمٌ جَيِّدٌ، فَمِنْهُ:

تَكَرَّرَتِ السُّنُونُ عَلَيَّ حَتَّى ... بَلِيْتُ وَصِرْتُ مِنْ سَقَطِ الْمَتَاعِ

وَقَلَّ النَّفْعُ عِنْدِي غَيْرَ أَنَّي ... أُعَلَّلُ لِلرِّوَايَةِ وَالسَّمَاعِ

فَإِنْ يَكُ خَالِصَاً فَلَهُ جَزَاءٌ ... وَإِنْ يَكُ مَانِعَاً فَإِلَى ضَيَاعِ

وَلَهُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

أَتَتْكَ مُقَدَّمَاتُ الْمَوْتِ تَسْعَى ... وَقَلْبُكَ غَافِلٌ عَنْهَا وَسَاهِي

فَجِدَّ فَقَدْ دَنَتْ مِنْكَ الْمَنَايَا ... وَدَعْ عَنْكَ التَّشَاغُلَ بِالْمَلاهِي

فَلا تَأْمِنْ لِمَكْرِ اللهِ وَاحْذَرْ ... وَكُنْ مُتَقَاصِرَاً عِنْدَ التَّنَاهِي

فَكَمْ مِمَّنْ يُسَاقُ إِلَى جَحِيمٍ ... صَحَائِفُهُ مُسَوَّدَةٌ كَمَا هِي

وَلَيْسَ كَمَنْ يُسَاقُ إِلَى نَعِيمٍ ... وَجَنَّاتٍ مُزَخْرَفَةٍ زَوَاهِي

فَلا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سَوْءٍ ... فَحُسْنُ الظَّنِّ جِدٌّ غَيْرُ وَاهِي

وَلَهُ أَيْضَاً رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

أتَاكَ الْمَوْتُ يَا وَلَدَ الْبُخَارِي ... فَقَدِّمْ صَالِحَاً وَاسْمَحْ وَدَارِي

وَأَيْقِنْ أَنَّ يَوْمَ الْبَعْثِ يَأْتِي ... فَيُؤْخَذُ بِالصِّغَارِ وَبِالْكِبَارِ

كَأَنَّكَ فَوْقَ نَعْشِكَ مُسْتَقِرٌ ... وَتَحْمِلُكَ الرِّجَالُ إِلَى الصَّحَارِي

وَتَنْزِلُ مُفْرَدَاً فِي قَعْرِ لَحْدٍ ... وَيُحْثَي التُّرْبُ فَوْقَكَ بِالْمَدَارِي

فَلا، وَاللهِ مَا يَنْفَعُكَ شَيْءٌ ... تَخَلَّفَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ عَقَارِ

بَلَى إِنْ كُنْتَ تَتَرْكُهُ حَبِيسَاً ... عَلَى الْفُقَرَاءِ أَطْرَافَ النَّهَارِ

لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَعْفُو وَيَغْفِرْ ... لِمَا أَسْلَفْتَ يَا وَلَدَ الْبُخَارِي

تَرْجَمَتُهُ: الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ لابْنِ كَثِيْرٍ (13/ 382)، وَتَارِيْخُ الإسْلامِ لِلذَّهَبِيُّ (51/ 422_424)، وَذَيْلُ طَبَقَاتِ الْحَنَابِلَةِ، وَشَذَرَاتُ الذَّهَبِ (5/ 413)، وَكَشْفُ الظُّنُونِ لِحَاجِّي خَلِيفَةَ (2/ 1696)، وَالأَعْلامُ لِلزَّركلِيِّ (4/ 257).

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:18 م]ـ

[3] الشَّمْسُ أبُو الْغَنَائِمِ الْمُسَلَّمُ ابْنُ عَلاَّنَ الْقَيْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ

ـــ،،، ـــ

الْمُسَلَّمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَلَّمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ الْمُسَلَّمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حِصْنِ بْنِ صَقْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلاَّنَ، شَمْسُ الدِّينِ أبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ عَلاَّنَ الْقَيْسِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ.

الْقَاضِي الْجَلِيلُ، وَالْمُسْنِدُ النَّبِيلُ، وَالصَّدْرُ الْكَبِيْرُ، وَالْكَاتِبُ الْخَبِيْرُ، ذُو الْعَقْلِ الْوَافِرِ، وَالْفَضْلِ الزَّاهِرِ، وَالسَّجَايَا الأَرْيَحِيَّةِ (1)، وَالْمَآثِرِ الْحَاتِمِيَّةِ.

وُلِدَ بِدِمَشْقَ لَيْلَةَ الأَحَدِ حَادِي عَشَرَ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ.

وَأَجَازَ لَهُ: أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الْخُشُوعِيُّ الأَنْمَاطِيُّ الرَّفَّاءُ، وَأبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّفَّارُ، وَأَبُو الفَتْحِ مَنْصُوْرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنُ الْفُرَاوِيُّ الصَّاعِدِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْعِمَادُ الْكَاتِبُ الأَصْبَهَانِيُّ، وَمُهَذَّبُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَبَلٍ الطَّبِيْبُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيُّ الْجَزَرِيُّ، وَضِيَاءُ الدِّينِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ يَاسِينَ الدَّوْلَعِيُّ خَطِيبُ دِمَشْقَ، وَعَيْنُ الشَّمْسِ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الفَرَجِ أُمُّ النُّوْرِ الثَّقَفِيَّةُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير