تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 02:41 ص]ـ

السلام عليكم ... الأخ ربيع بارك الله فيك أريد أن أشير إلى أن من منهج المتقدمين الإستدلال بنكارة المتن على علة قادحة في السند فهم يعتنون أيضا بالمتن كما يعتنون بالإسناد لا كما يرميهم بعض المبتدعة بأنهم لا يفقهون معنى المتون إنما هم علمهم هو مجرد عنعنة وانتهى الأمر وهذا غير صحيح فالمتقدمون يشترطون استقامة المتن إلى جانب إستقامة السند حتى يكون الحديث صحيحا ومن أهم شروط إستقامة المتن:

1 - أن لا يخالف نصا من القرآن أو السنة الثابتة

2 - أن يشبه كلام الرسول عليه السلام

3 - أن لا يخالف ما دل عليه العقل السليم أي العقل الذي دل عليه القرآن والسنة أي الفطرة المستقيمة وقد تكلم على هذه المسألة بن القيم والخطيب في الكفاية وكذلك بن الجوزي حيث قال:"إذا رأيت الحديث ينافي المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع" وقال الربيع بن خثيم:"إن للحديث لضوءا كضوء القمر نعرفه به وإن له لظلمة كظلمة اليل ننكره بها"

ولكن هذه المسألة فيها طرفان ووسط فكوننا نشترط عدم مخالفة المتن للعقل السليم والفطرة السليمة فلا يعني ذلك التطرق إلى رد الحديث بالعقل المجرد كما يفعل المبتدعة من الجهمية والمعتزلة كما روي ذلك عن عمرو بن عبيد ماقاله في الحديث الذي رواه الشيخان من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن بن مسعود قال حدثني الصادق المصدوق:"يجمع خلق أحدكم أربعين يوما نطفة ... "الحديث قال لوسمعته من الأعمش لرددته عليه ولو سمعته من زيد لرددته عليه ولو سمعته من بن مسعود لرددته عليه ولو سمعته من النبي عليه السلام لقلت له ما هكذا أخبرتنا ... عليه من الله ما يستحق وكذلك ما روي عن علي الجبائي أنه قال عند رده لبعض الأحاديث:لو سمعته من الله لقلت له ما على هذا أخذت ميثاقنا .. نعوذ بالله من الخذلان وكثير ممن تبعهم من المستشرقين وأذنابهم من أهل الزيغ والضلال المعاصرين ممن يردون الأحاديث بعقولهم الفاسدة كالغزالي والترابي الذي أنكر علم الحديث برمته نسأل الله العافية مما ابتلاهم به وإنما في هذا فننهج نهج وهدي السلف وهو ما خالف صحيح النقل و صريح العقل فهذا الذي يرد ولا يكتفى بذلك بل إنه يستدل بهذه النكارة في المتن على وجود علة قادحة في السند يقول علي بن المديني:"الحديث الصحيح يعرف بصحة الإسناد" فلا يتصور أن يكون الإسناد صحيحا ويكون متنه منكرا والعكس صحيح وحتى إن عرفنا أن المتن منكراوكان الإسناد ظاهره الصحة علم من ذلك أن فيه علة خفية وجب البحث عنها واكتشفت هذه العلة بعدم استقامة المتن ولعل هذا الحديث من هذا النوع فهو منكر المتن رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من حديث حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم كان يبعث من يأتيه بماء من مطاهر المسلمين يرجو بركة أيديهم"قال العلامة عبد الله السعد متع الله المسلمين بحياته: هذا المتن معلول بمخالفته لما عليه جمهور أهل العلم من عدم جواز التبرك بآثار أحد من البشر خلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكيف يتبرك صلى الله عليه وسلم بمن هو دونه، ولم ينقل عن كبار الصحابة رضي الله عنهم كأبي بكر وعمر خبر ثابت في تبركهم بآثاره صلى الله عليه وسلم مع مشروعية ذلك، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يتبركون ببعضهم البعض ونقل الشاطبي الإجماع على ذلك، على أن للحديث علة أخرى في اسناده، وهي أنه جاء من طريق وكيع وخلاد بن يحيى وعبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع معضلا (فقد خالف حسان بن إبراهيم الكرماني جماعة من الثقات في وصل الحديث الذي أعضلوه)، ولم يذكروا هذا اللفظ، وإنما ذكروا لفظ: (مما وقعت به أيدي المسلمين)، لما سأله الصحابة رضي الله عنهم عن أحب الوضوء إليه صلى الله عليه وسلم، ويؤيد هذا حديث العباس رضي الله عنه لما أراد أن يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم بماء لم تتناوله أيدي الناس ليشرب منه فقال صلى الله عليه وسلم: (اسقوني مما تسقون منه الناس) اه. فالعهدة إذا واضحة فهي على حسان بن إبراهيم الكرماني وهو إن كان ثقة ولكن له أوهام وهذا منها حيث خالفه جمع من الثقات وقد تكون العهدة على عبد العزيز بن أبي رواد فهو خفيف الظبط ويخطئ كثيرا قال العلامة السعد: هو صدوق خفيف الضبط، وقد أثنى أحمد على دينه وصدقه، وهو قليل الرواية، وكثير مما رواه لا يصح الإسناد فيه إليه وبعض أحاديثه صحيحة (5 تقريبا)، وقد أخطأ في (5 أو 6) ولا شك أن هذا الحديث منها اه.

إلى جانب تضعيف الطبراني وأبي نعيم للحديث وقد أجاد الشيخ الحويني في بيان عور الحديث كما هو مبين في الأعلى فيتلخص من هذا أن الحديث لا يصح لا متنا ولا سندا والله تعالى أعلى وأعلم و أحكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير