ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
الاقتباس من هذا الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170486)
أحبتي الكرام
حديث ابن عمر: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين).
أرجو ممن وقف على كلام العلماء في سند هذا الحديث أن يفيدنا.
علماً ان الألباني حسنه في صحيح الجامع والسلسلة ولم أره تراجع عنه.
بل تراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه و الحمد لله أن وفقه لذلك:
قال في السلسلة الضعيفة [6479]:
(كَانَ يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ فَيَشْرَبُهُ؛ يَرْجُو بَرَكَةَ
أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ).
منكر.أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 45/2/ 783)، وابن عدي
في "الكامل" (2/ 347)،وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 203) من طريق مُحْرِز بْن
عَوْنٍ قَالَ: نا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْوُضُوءُ مِنْ جَرٍّ جَدِيدٍ مُخَمَّرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مِنَ الْمَطَاهِرِ؟ فَقَالَ:
" لَا، بَلْ مِنَ الْمَطَاهِرِ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ ".
قَالَ:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ ... الحديث، والسياق للطبراني، وقال:
" لَمْ يَرْوِه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ؛ إِلَّا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ".
وكذا قال أبو نعيم.
قلت: وحسان هذا: مختلف فيه، ويتلخص من أقوال العلماء: أنه صدوق
في نفسه، ولكنه يخطئ، وبهذا وصفه الحافظ في "التقريب" مع كونه من رجال
البخاري، وفي ترجمته ساق ابن عدي الشطر الأول من الحديث في جملة ما أنكر
عليه من الأحاديث، ثم قال في آخرها:
"وله حديث كثير، وقد حدث بأفرادات كثيرة، ولم أجد له أنكر مما ذكرته من
هذه الأحاديث، وهو عندي من أهل الصدق إلا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يظن
به أنه يتعمد إسناداً أو متناً، وإنما هو وهم منه، وهو عندي لا بأس به".
قلت: فمثله يكون حسن الحديث؛ إذا خلا من المخالفة والنكارة، أوينتقي
من حديثه ويستشهد به، كالشطر الأول من حديثه هذا؛ فإني كنت استشهدت
به حينما كنت خرجته في "الصحيحة" برقم (2924) من طرق؛ هذا أحدها.
وليس حديث الترجمة من هذا القبيل كما يأتي.
وفي كلام ابن عدي إشارة قوية إلى أن حسان هذا قد يقع منه الخطأ في
الإسناد والمتن، وتارة في هذا، وتارة في هذا، وقد ساق العقيلي في "الضعفاء"
(1/ 255) مما أنكر عليه مثالاً لكل منهما:
1 - فروى عن الإمام أنه قال في الذي أخطأ في إسناده:
"ليس هذا من حديث عاصم الأحول، وهذا من حديث ليس بن أبي سُلَيم".
قلت: وهذا وهم فاحش جداً؛ لأنه جعل الثقة (عاصم) مكان الضعيف
المختلط (الليث)!
2 - ساق له حديثاً أخطأ في متنه؛ فروى عن أحمد أنه أنكره جداً، وقال
لابنه: "اضرب عليه"! وأقره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/ 41 - 42).
وذكر الذهبي مثالاً ثالثاً من هذا النوع؛ فقال في "الميزان":
"هذا حديث منكر تفرد به حسان، لا يتابع عليه ".
قلت: وحديث الترجمة من هذا القبيل؛ فإنه مع تفرده به - كما تقدم عن
الطبراني -؛ فإنه قد خولف في إسناده؛ فقد عقب عليه ابن عدي بإسناده الصحيح
عن وكيع قال: عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع الأزدي قال:
جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.
قلت: فقد خالفه وكيع - وهو إمام ثقة عند الجميع -؛ فرواه عن عبد العزيز عن
محمد بن واسع مرسلاً؛ فدل على خطأ وصل حسان إياه عن نافع عَنْ ابْنِ عُمَرَ،
وثبت ضعف الحديث ونكارته، ثم وجدت عبد الرزاق في "المصنف" (1/ 74/338)
قد تابع وكيعاً على إرساله.
وبعد كتابة ما تقدم لفت نظري أحد الإخوة = جزاه الله خيراً - إلى أن الحديث
مخرج في "الصحيحة " برقم (2118). فلما قرأت التخريج فيه؛ وجدت
الاختلاف بينه وبين تخريجه هنا أمراً طبيعياً جداً، يقع ذلك كثيراً في بعض
الأحاديث؛ كما لا يخفى على المشتغلين بهذا العلم الشريف خلافاً لبعض الجهلة
الأغرار، كمثل أن يضعف حديثاً ما لضعف ظاهر في إسناده، ثم يصححه في
مكان آخر لعثوره على طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها. وعلى العكس من
ذلك يقوي حديثاً ما - تصحيحاً أو تحسيناً - جرياً على ظاهر حال إسناده، ثم ينكشف له أن فيه علة تقدح في قوته، ولا سيما إذا كان الحكم عليه مقتصراً على
الحسن - كهذا الحديث مثلاً -؛ لأن ذلك يعني أن في راويه شيئاً من الضعف،
ولذلك لم يصحح.
.................
.................
.................
إذا عُرفت هذه الحقيقة؛ سهل على القارئ اللبيب أن يعلم أنه ليس سبب
إيراداي للحديث أخيراً هنا هو اختلاف رأيي في حسان بن إبراهيم عن رأيي فيه
هناك؛ فإنهما متقاربان جداً؛ كما يبدو جلياً بالمقابلة بينهما، وإنما هو أنني وقفت
على ما رجح خطأ حسان في إسناده الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وعلى استنكار ابن عدي إياه، فرأيت من الواجب علي أن أتجاوب مع هذا العلم الجديد، مع علمي أن
ذلك مما يفتح باب النقد والتهجم عليَّ من بعض الحاسدين الحاقدين، أو الجهلة
المعاندين، فإن هذا الباب لا يمكن سده، فقد تأول الكفار كلام الله الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وحملوه على معانٍ باطلة، فماذا عسى أن
يفعل أحدنا بمن يعادينا من الضُلال والمضللين؟ علينا أن نمضي قدماً لبيان الحق لا
تأخذنا في ذلك لومة لائم.
............
.............
............
ا. ه
لذا وجب التنبيه
¥