يَقُولُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا قَالَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ فَكُنَّا فِي بَعْضِ حِرَارِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ بَعَثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خَمْسِ مئة مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا
فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ
أَظْهُرِهِمْ فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ أَيُّهُمْ
هُوَ أَيُّهُمْ هُوَ قَالَ فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا مُشْبِهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ فَلَمْ أَرَ يَوْمَيْنِ
شبيهاً بِهِمَا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" (ص 6 - هندية)، والبيهقي في
"الدلائل" (2/ 507)، وأحمد (3/ 222) من طريق سليمان بن المغيرة عن
ثابت عن أنس. وأخرجه أحمد (3/ 122) من طريق آخر عن ثابت مختصراً.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الحافظ في
"الفتح" (7/ 251) رضىً به - كما في قاعدته -.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس به نحوه مطولاً.
أخرجه البخاري (3911)، وأحمد (3/ 211).
والمقصود، أن هذه الأحاديث الصحيحة تؤكد نكارة ذكر الدفوف والغناء
في حديث الترجمة ونحوه.
(تنبيه): عزا الحافظ في "الفتح" حديث الترجمة في موضعين منه (7/
245، 261) إلى الحاكم، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن كثير، ولكنه قرنه بتحفظ
غريب غير معتاد، فقال بعدما ساقه من رواية البيهقي بإسناده (3/ 200):
"هذا حديث غريب من هذا الوجه، لو يروه أحد من أصحاب "السنن" وقد
أخرجه الحاكم - كما يروى -"!
فقوله: "كما يروى" لعله يعني رواية البيهقي عنه، وحينئذ فلا فائدة تذكر م
نه. وعلى كل حال، فهذا القول- أو القيد - منه خير من إطلاق الحافظ عزوه
للحاكم، لأنه يوهم أنه في "مستدركه" وليس فيه، ثم إنه سكت عنه، فأوهم
حسنه على الأقل عنده، وليس كذلك -كما تقدم-. ولقد كان هذا من الدواعي على إخراجه، والكشف عن علته، واقترن مع ذلك الاستطراد لذكر أحاديث
صحيحة تدل على نكارته. والله ولي التوفيق.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:47 م]ـ
2 - قصة تبول المشرك عند الغار
قال الشيح علي حشيش [في العدد (421) من مجلة التوحيد (ص 53)]:
أولاً: المتن:
يُروى عن أبي بكر - رضي الله عنه - أنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟ قَالَ: لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ، يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَار.
ثانيًا: التخريج:
الحديث أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (1/ 46) (ح46) قال: حدثنا موسى بن حيان حدثنا عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، حدثنا موسى بن مُطير، حدثني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: حدثني أبو بكر - رضي الله عنه - قال: فذكر حديث القصة.
ثالثًا التحقيق:
هذا الخبر الذي جاءت به القصة (باطل) والقصة واهية.
وفيها علتان:
الأولى: موسى بن مُطَيْر:
1 - أخرج العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/ 163/1734) عن يحيى بن معين قال: «موسى بن مطير كذاب».
2 - أورده النسائي في «الضعفاء والمتروكين» برقم (555) وقال: «موسى بن مطير منكر الحديث».
3 - أورده الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» برقم (513) وقال: «موسى بن مطير، كوفي عن أبيه، ومطير أبوه لا يُعرف إلا به».
قلت: وقد يتوهم من لا دراية له بعلم الجرح والتعديل أن الدارقطني سكت عنه ولا يدري أنه بمجرد ذكر اسم موسى بن مطير في كتاب «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني
يجعل موسى بن مطير من المتروكين، حيث قال البرقاني: «طالت محاورتي مع ابن حمكان للدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات». كذا في «مقدمة الضعفاء والمتروكين» للدارقطني.
4 - أورده الإمام ابن أبي حاتم في «كتاب الجرح والتعديل» (8/ 162/717) وقال:
أ- «موسى بن مطير روى عن أبيه عن أبي هريرة وعائشة. روى عنه أبو داود الطيالسي وخلف بن تميم وأبو يوسف صاحب الرأي».
ب- وقال: «قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: موسى بن مطير كذاب».
جـ- وقال: سألت أبي عن موسى بن مطير فقال: «متروك الحديث ذاهب الحديث».
5 - وأورده ابن حبان في «المجروحين» (2/ 242) وقال: «موسى بن مطير كان صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع أنها موضوعة إذ كان هذا الشأن صناعته».
6 - وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (4/ 223/8928) حيث قال: «موسى بن مطير، عن أبيه، وعنه أبو داود الطيالسي: واهٍ».
7 - وأقره الحافظ ابن حجر في «اللسان» (6/ 153) (1903/ 8688) وزاد عما ذكره الذهبي في «الميزان»: أن أحمد قال: ضعيف، ترك الناس حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال العجلي: كوفي، ضعيف الحديث، ليس بثقة.
الثانية: مطير بن أبي خالد: أورده الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» (8/ 394/1805) وقال: «مطير
بن أبي خالد روى عن أبي هريرة وعائشة وثابت البجلي وروى عنه عوسجة وابنه موسى بن مطير وعلي بن هاشم بن البرير وقال: «سألت أبا زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث».
وقال: «سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث».
وأقره الذهبي في «الميزان» (4/ 129/8587).
¥