وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ ?قل أعوذ برب الفلق? و ?قل أعوذ برب الناس? فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه صلى الله على محمد وآله وعليهم أجمعين.»
هذا الحديث أخرجه بطوله ابن الشجري في الأمالي الشجرية (1/ 79)، وابن عدي في الكامل (7/ 2588)، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 240)، وقال بعده: (قد فرَّق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره، فذكر عند كل سورة منه ما يخصها، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، ولا أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود كيف فرَّقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنه حديث مُحال.)
ثم قال: (حديث فضائل السور مصنوع بلا شك)
وقال: (نفس الحديث يدل على أنه مصنوع؛ فإنه قد استنفد السور، وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة، لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
قلت: والحديث له طرق كلها تالفة:
الطريق الأولى: تفرد بها أبو الخليل بزيع بن حبان، قال الدارقطني: وهو متروك.
الطريق الثانية: تفرد بها مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبانفي «المجروحين»: منكر الحديث جدا ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه أحاديث الثقات، فبطل الاحتجاج به.
الطريق الثالثة: تفرد بها ميسرة بن عبد ربه، قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: «من قرأ كذا فله كذا»؟ قال: وضعته أرغب الناس فيه.
الطريق الرابعة: تفرد بهاهارون بن كثير، قال ابن عدي: وهارون غير معروف، ولم يحدث به عن زيد بن أسلم غيره، وهذا الحديث غير محفوظ عن زيد.
وروى العقيلي في الضعفاء (1/ 175): عن عبد الله بن المبارك قال في حديث أبي بن كعب في فضائل السور: أظن الزنادقة وضعته.
وقال العجلوني في كشف الخفا (2/ 419): فضيلة قراءة كل سورة، رووا ذلك وأسندوه إلى أبي بن كعب، ومجموع ذلك مفترى وموضوع بإجماع أهل الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) - صحّ هذا الجزء من الحديث من وجه آخر عند مسلم وسيأتي إن شاء الله، والحكم على هذا الحديث بالوضع كما سترى إنما هو حكم إجمالي، لكن قد تصح بعض أجزائه كهذا الموضع من طريق آخر فتنبه.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) - أي سورة الإسراء
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref3) - أي سورة فاطر؛ لأنه ورد ذكر الملائكة في أولها: ?جاعل الملائكة رسلا?
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref4) - أي سورة غافر، وتسميتها المؤمن لذكر قصة مؤمن آل فرعون فيها
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref5) - أي سورة فصلت لأن بها سجدة
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref6) - أي سورة الشورى
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref7) - أي سورة الصف وسميت سورة عيسى لذكر عيسى عليه السلام فيها
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref8) - أي سورة المعارج
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 10:42 م]ـ
وقبل أن أشرع في ذكر ما ورد في فضائل السور بحسب ترتيب المصحف، أقدم الكلام على ما ورد في فضل سورتي يس والواقعة لارتباطه بالحديث الموضوع المتقدم.
فأبدأ بسورة يس:
أولا: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس مَنْ قَرَأَهَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ»
هذا الحديث أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل يس، (2887)، والدرامي في «السنن» (2/ 456)، والدَّوْلابيّ في «الكنى والأسماء» (2/ 102)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2460، 2461)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (4/ 167)، والشجري في «أماليه» (1/ 118)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (1035).
¥