تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الترمذي بعد إخراجه: " حدثنا بذلك محمد بن إسماعيل الواسطي حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه ولا يعرف لحديث أبي معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أصل إنما يعرف المعروف حديث موسى بن عبيدة و قد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا ولم يذكر فيه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر." أ. هـ.

قلت: إسناده ضعيف وذلك لضعف موسى بن عبيدة لا سيما عن عبد الله بن دينار كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تقريب التهذيب" (رقم: 7038). وأما قول الترمذي: " ولا يعرف لحديث أبي معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أصل" فهذا مردود جملة وتفصيلا والترمذي إمام ولكنه غير معصوم والخطأ عليه وارد وبرهان ذلك: أن هذا الإسناد الذي قال عنه الترمذي رحمه الله وهو قوله: " حدثنا بذلك محمد بن إسماعيل الواسطي حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم " بأنه لا أصل عند التأمل نجد أنه إسناد صحيح متصل إلى الترمذي؛ فلا وجه لإنكار الترمذي لهذا الإسناد.

فمحمد بن إسماعيل الواسطي قال فيه الذهبي في "الكاشف" (4721): "ثقة"، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق". فحديثه صحيح إن شاء الله تعالى. وأبو معاوية ثقة محتج به في الصحيحين.

وتصحيح إسناد الترمذي يعني أن موسى بن عبيدة قد توبع؛ إذ تابعه (أي: شاركه في الرواية) يحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما (موسى و يحيى) عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث. فهذا يدل على أن موسى بن عبيدة حفظ الرواية عن ابن دينار فهو وإن كان ضعيف لكن الضعيف قد يحفظ الرواية لا سيما إذا تابعه الثقات على نفس ما روى ذلك الضعيف. والله أعلم.

أما حكاية الترمذي عن مالك بن أنس رحمه الله أنه روى الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري مرسلاً فالناظر في طريقة مالك يرى أنه كثيرا ما كان يرسل ما هو معروف وصله وانظر: " السلسة الصحيحة" (2/ 643).

ثانياً: يُحنَّس – مولى الزبير – مرسلاً:

أخرجه نصر المقدسي في "المجلس 347 من الأمالي" كما في "الصحيحة"، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (1/ 290)، والبيهقيُّ في "دلائل النبوة" (6/ 525)، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (رقم: 249) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن يُحنَّس مولى الزبير مرسلاً؛ إلا أنه قال: "سلط بعضهم على بعض".

ويحنس هذا ثقة كما في "التقريب" لابن حجر وأخرج له مسلم. وقد رواه عن يحيى بن سعيد كل من:

(1) مالك بن أنس:

أخرجه نصر المقدسي في "المجلس 347 من الأمالي" كما في "الصحيحة" من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، نا مالك عن يحيى بن سعيد به. (أي: بهذا الإسناد المرسل).

(2) عبيد الله بن عمرو الرقي – وهو ثقة -:

أخرجه وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (1/ 290) من طريق علي بن معبد عن عبيد الله بن عمرو به.

(3) سفيان الثوري:

أخرجه البيهقيُّ في "دلائل النبوة" (6/ 525) من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان به.

(4) حماد بن زيد:

أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (رقم: 249) من طريق حماد بن زيد به.

وخالفهم الفرج بن فضالة – وهو ضعيف - فرواه عن يحيى بن سعيد يرفعه.

أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/ 280): حدثنيه الحجاج بن محمد، عن الفرج بن فضالة به.

وأخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (1/ 274/609) عن الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد يحنس عن ابن عمر مرفوعاً.

ولا شك أن رواية الفرج بن فضالة منكرة لأنه خالف الأثبات (مالك وعبيد الله وسفيان وحماد) والمعروف الرواية المرسلة.

ثالثاً: أبو هريرة – رضي الله عنه -:

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (132) و (3587) من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن سعيد، عن يحنس مولى الزبير عن أبي هريرة.

وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 237): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن".

قلت: بل إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة؛ ولم يروه عنه أحد العبادلة الثلاثة وقتيبة بن سعيد.

رابعاً: خولة بنت قيس – رضي الله عنها -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير