تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السيوطي (9): "ثم وجدنا الحديث ورد من حديث سعد بن أبي وقاص بمثل لفظ رواية معمر عن ثابت عن أنس فأخرج البزار والطبراني والبيهقي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين أبي قال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار. وهذا إسناد على شرط الشيخين فتعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره. وقد زاد الطبراني والبيهقي في آخره قال فاسلم الأعرابي بعد فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار".

قلت: ظاهر صنيع السيوطي يدل على أنه يقصد أن حديث: " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار" جاء عن معمر عن ثابت عن أنس، وجاء عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه. أما الأول فقد عرفتَ نكارته، وأما الثاني فأقول وأسأل الله التوفيق والسداد:

قال الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 145/326): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري عن عامر بن سعد، عن أبيه (سعد ابن أبي وقاص) – رضي الله عنه – قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو؟ قال: "في النار"، فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟ قال: "حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار" قال: "فأسلم الأعرابي بعد فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه و سلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار".

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 145/326)، - ومن طريقه أبونعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 139) -، والبزار في "مسنده" (1/ 64 - 65 - كشف)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم:596 - مع عجالة الراغب المتمني)، - ومن طريقه الضياءُ المقدسيُّ في "الأحاديث المختارة" (3/ 204) -، والدارقطني في "الغرائب الأفراد" (1/ 128 - أطرافه)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 191 - 192)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (رقم: 254) من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري به. هكذا موصولاً.

قال البزار – رحمه الله -: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا سعد، ولا علم رواه عن إبراهيم بن سعد إلا يزيد بن هارون"، وقال الدارقطني – رحمه الله -: "تفرد به إبراهيم بن سعد عن الزهري عنه".

وصححه الضياء المقدسي – رحمه الله – وصححه العلامة الألباني (10).

قلت: لكنه معلول! فكان ماذا؟ أُعلَّ بالإرسال، فقد اخْتُلفَ فيه على الزهري:

- فرواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 145/326)، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/ 139)، من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي، والبزار في "مسنده" (1/ 64 - 65 - كشف)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم:596)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 204) من طريق زيد بن أخزم، ومحمد بن عثمان بن مخلد (وروايته عند البزار فقط) قالا: ثنا يزيد بن هارون، والدارقطني في "العلل" (4/ 334) من طريق الوليد بن عطاء بن الأغر، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 191 - 192) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَيْن.

أربعتهم (الواسطي ويزيد بن هارون والأغر والفضل بن دكين) عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد عن أبيه به موصولاً.

- ورواه ابن ماجه في "السنن" (رقم: 1573): من طريق محمد بن إسماعيل البَخْتَري، ثنا يزيد بن هارون، إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه به، قال: فذكره بلفظه موصولاً.

قلت: روايةٌ محمد بن إسماعيل هذه شاذةٌ، لمخالفته زَيْدَ بْنَ أَخْزَم – وهو ثقة حافظ – و محمدَ بْنَ عثمان بن مخلد – وهو صدوق كما قال أبو حاتم – (11). فالظاهر أن محمداً رواها على الجادة فأخطأ.

ومنه تعلم أن قولَ البوصيري في "زوائد ابن ماجه": "إسناده صحيح" غيرُ صحيح.

- وخالف إبراهيمَ بْنَ سَعْد معمرُ بْنُ راشد، فرواه عن الزهري مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (رقم: 19687): عن معمر، عن الزهري قال: جاء أعرابي ... فذكره بلفظه. مرسلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير