تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وقول الطبراني:" لم يروه عن قتادة غير عمران" غير مسلم؛ فقد أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (1/ 473) ح (639) من طريق الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن انس مرفوعا، ولفظه" للمؤمن في الجنة ثلاث وسبعون زوجة، فقلنا: يا رسول الله، أوله قوة ذلك؟ قال: إنه ليعطى قوة مائة".

- ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 166) ح (1166) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة قال فقيل يا رسول الله يطيقهن قال يعطى قوة مائة ". لكن في إسناده عمر بن سعيد الأبح؛ ذكر العقيلي عن البخاري أنه قال: بصري منكر الحديث" انتهى. والله أعلم.

ثالثًا: غريبه ومعناه:- قوة مائة: القوة بالضم ضد الضعف يكون في البدن وفي العقل (1). وقَوِيَ (يَقْوَى) فهو (قَوِيُّ) و الجمع (أَقْوِيَاءُ) والاسم (القُوَّةُ) و الجمع القُوَى مثل غرفة وغرف و (قَوِيُّ) على الأمر و ليس له به (قُوَّةٌ) أي طاقة (2).وتَقَوَّىْ واقْتَوَى وقَوَّاهُ اللّهُ. وهو يُقَوَّى: يُرْمَى بذلك. وفَرَسٌ مُقْوٍ: قَوِيٌّ. وفلانٌ قَوِيٌّ مُقْوٍ أي: في نَفْسِه ودابَّتِهِ (3).

- والمعنى: أي قوة جماع كذا وكذا من النساء. وقيل: كناية عن مرات الجماع عشرين مرة، أو مائة مرة. والمعنى: فإذا كان كذلك فهو يطيق ذلك (4).

رابعًا: ما يؤخذ من الحديث:- فيه: أن الرجل من أهل الجنة يعطى هذه القوة في الجماع. لكن قال المناوي: الظاهر أن المراد بالمائة التكثير، وأن قوته غير متناهية، بدليل خبر: أن الواحد له ذكر لا ينثني؛ فإنه لا فتور هناك (5).

- وفيه: أن في الجنة نساء.

- وفيه: إثبات تزويج الرجال في الجنة من النساء، سواء كن من الحور العين، أو نساء أهل الدنيا.

- وفيه: أن أهل الجنة لا تنقطع حركاتهم، خلافًا لأبي الهذيل العلاف (6).

- وفيه: أن الجنة فيها اللذة الحسية، كما أن فيها اللذة الروحية، لا كما زعمت اليهود والنصارى والصابئون من المتفلسفة وغيرهم (7).

- وفيه: أنه لا مانع من ذكر أمور الجماع والشهوة، ما دام في ذلك مصلحة معتبرة كإبلاغ علم شرعي، أو لقصد العلاج الطبي، أو لرفع الدعوى عند القاضي، ونحو ذلك.

- وفيه: أن النفوس تتطلع إلى اللذات المعنوية، وأن شهوة الجماع من أعلى هذه اللذات. وأن القوة فيها محمودة إذا كانت في الحلال.

- وفيه: أن التزوج من النساء أكمل من التبتل والانقطاع عنهن.

الحديث الثالث

2518 – وبه: عن أنس، عن النبي ? قال: "ما من عبد إلا وله ثلاثة أخلاء فأما خليل فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك فذاك ماله. وأما خليل فيقول: أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك، فذاك أهله وحشمه. وأما خليل، فيقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت، فذاك عمله، فيقول: إن كنت لأهون الثلاثة علي".

لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران.

أولاً: رجال الحديث: تقدموا.

ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:

أخرجه الطيالسي (1/ 269) ح (2013) بلفظ: "لكل إنسان ثلاثة أخلاء ... ". وابن حبان (7/ 374) ح (3108) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناد حسن. والحاكم في المستدرك (1/ 527) ح (1375) , وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه هكذا بتمامه لانحرافهما عن عمران القطان، وليس بالمجروح الذي يترك حديثه. والبيهقي في الشعب (3/ 209) ح (3340). والهيثمي في الزوائد (10/ 442) ح (17845)، كلهم من طريق عمران القطان عن قتادة عن أنس به.

- وقد تقدم أن هذا الإسناد رجاله ثقات غير عمران القطان فمختلف في توثيقه.

- والحديث له شاهد من حديث النعمان بن بشير عند الطبراني في الأوسط (7/ 444) ح (3796) بلفظ: "ما من عبد ولا أمة، إلا وله ثلاث أخلاء ... "، وآخر من حديث سمرة بن جندب في الكبير (7/ 263) ح (7075) بلفظ: "إن لأحدكم يوم يموت ثلاثة أخلاء: منهم من يمنعه مما يسأل فذلك ماله, ومنهم خليل ينطلق معه حتى يلج القبر ولا يعطيه شيئًا ولا يصحبه بعد ذلك فأولئك قرابته, ومنهم خليل يقول: أنا والله ذاهب معك حيث ذهبت ولست مفارقك أبدًا فذلك عمله إن كان خيرًا وإن كان شرًا".

- وفي الصحيحين من حديث أنس نفسه: "يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله ويبقى عمله".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير