تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[22 - 02 - 09, 08:36 ص]ـ

2523 - حدثنا أبو مسلم قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة عن النبي ? أنه قال: "ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء".

لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران.

أولاً: رجال الحديث:

1 - سعيد بن أبي الحسن ():

هو سعيد بن أبي الحسن: يسار، الأنصاري, مولاهم البصري. (أخو الحسن البصري). من التابعين توفي سنة مئة.

- من شيوخه:

روى عن: غفل بن حنظلة النسابة, وعبد الله بن الصامت, وعبد الله بن عباس, وعبد الرحمن بن سمرة, وعسعس بن سلامة, وعلي بن أبي طالب, وأبي بكرة الثقفي, وأبي هريرة, وخيرة (أمه).

- من تلاميذه:

روى عنه: أبو هارون إبراهيم بن العلاء الغنوي, وأيوب السختياني, والحسن البصري (أخوه) , وخالد الحذاء, وسليمان الأعمش, وسليمان التيمي, وعبد الله بن عون, وقتادة, ومحمد بن واسع, ويحيى بن سعيد بن أبي الحسن، وغيرهم.

- أقوال العلماء فيه:

ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من قراء أهل البصرة. وقال أبو زرعة، والنسائي: ثقة. وقال العجلى: بصري, تابعي, ثقة. وقال حماد بن مسعدة، عن ابن عون: كان سعيد بن أبي الحسن يتكلم يدعو، وكان يقول في آخر دعائه: اللهم اجعل لنا فى الموت راحة وروحًا ومعافاة. قال محمد بن سعد: مات قبل الحسن سنة مئة. وقال غيره: مات قبل الحسن بسنة. وقال ابن حبان: مات بفارس سنة ثمان ومائة.

ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:

أخرجه أحمد (2/ 362) ح (8733). والترمذي (5/ 455) ح (3370). وابن ماجه (2/ 1258) ح (3829). وابن حبان (3/ 151) ح (870). والحاكم (1/ 666) ح (1801). والطيالسي (1/ 337) ح (2585). والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 38) ح (1106). والطبراني في الدعاء (ص30) ح (28). والشهاب في مسنده (2/ 214) ح (1213). والبخاري في الأدب المفرد (ص249) ح (712). جميعًا من طريق عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة.

- والحديث قد أخرجه المصنف من رواية عمرو بن مرزوق عن قتادة، ومن طريق عمرو أخرجه البخاري، وابن حبان، والحاكم، والشهاب. وقد تابع عمرَو بن مرزوق أبو داود الطيالسي. أخرجه عنه أحمد, والترمذي, وابن ماجه, والبيهقي. وتابعه أيضًا عبد الرحمن بن مهدي أخرجه الحاكم.

- وقد قال الترمذي عن الحديث: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عمران القطان. وعمران القطان هو: ابن داود ويكنى أبو العوام.

- وكذا قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران.

قلت (الباحث): لكن تابعه أبان العطار كما في مسند الشهاب (2/ 214) ح (1214). وقد ذكره بعد أن ساق حديث عمران القطان عن قتادة فقال: أنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عمار الدمياطي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر نا موسى بن هارون نا بشار الخفاف نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبان العطار عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء".اهـ.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، أما مسلم فإنه لم يخرج في كتابه عن عمران القطان إلا أنه صدوق في روايته و قد احتج به البخاري في الجامع الصحيح.

قلت: لم يحتج البخاري بعمران القطان بل أخرج له تعليقًا، كما ذكره المزي، وتقدم ().

وقد حسن الألباني الحديث في تعليقه على سنن الترمذي, وابن ماجه، وفي صحيح الجامع وصحيح الترغيب والترهيب.

وقال شعيب الأرنؤوط في تعليق على مسند أحمد: إسناده قابل للتحسين.

ثالثًا: غريبه ومعناه:

الدعاء: الرَّغْبَةُ إلى الله تعالى دَعا دُعاءً ودَعْوَى. والدَّعَّاءَةُ: السَّبَّابَةُ. ودَعاهُ اللّهُ بمَكْرُوهٍ: أنْزَلَهُ به. وادَّعَى كذا: زَعَمَ أنَّهُ له حَقاً أو باطِلاً ().

وقال صاحب المصباح: دَعَوْتُ الله (أَدْعُوهُ) (دُعَاءً) ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير و (دَعَوْتُ) زيدا ناديته وطلبت إقباله و (دَعَا) المؤذن الناس إلى الصلاة فهو (دَاعِي اللهِ) والجمع (دُعَاةٌ) و (دَاعُونَ) مثل قاضٍ و (قُضَاةٌ) و (قاضون) والنبي (دَاعِي الخَلْقِ) إلى التوحيد و (دَعَوْتُ) الولد زيدا وبزيد إذا سميته بهذا الاسم ().

- ومعنى ليس شيء أكرم على الله: أي: ليس شيء من الأذكار والعبادات أفضل عند الله من الدعاء ().

رابعًا: ما يؤخذ من الحديث:

- فيه: الرد على من قال: الأفضل ترك الدعاء والاستسلام للقضاء، ويؤيده حديث: "الدعاء هو العبادة", وحديث:"الدعاء مخ العبادة" ().

- وفيه: أن دعاء الطلب عبادة، وقد ورد الحديث بذلك ().

- وفيه: أن العبد لا يقطع رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء ().

- وفيه النُهي عن الاستعجال، وتركَ الدعاء لاستبطاء الإجابة ().

- وفيه: الحث على الدعاء والاستكثار منه، والإلحاح فيه.

- وفيه: إثبات صفتي الجود والكرم لله تعالى بالتضمن، وإثبات صفة الغنى باللزوم.

- وفيه: الوعد بإجابة الدعاء؛ فإن من يحب أن يُسأل، لا بد أنه يحب أن يعطي.

- وفيه: أن ثواب الطاعة عائد إلى العبد عاجلاً وآجلاً.


- الطبقات الكبرى (7/ 178) , تهذيب الكمال (1/ 385 - 386) , تهذيب التهذيب (4/ 15) , تقريب التهذيب (1/ 234) , الكاشف (1/ 433) , التاريخ الكبير (35/ 462) , الثقات لابن حبان (4/ 276) , الجرح والتعديل (4/ 72).
- راجع ص49
- القاموس المحيط (1/ 1655)
- المصباح المنير (1/ 194)
- تحفة الأحوذي (9/ 218)، واعترضه السندي أنه يعارض أن أفضل الأذكار لا إله إلا اله، قال: فلعل المراد بقوله أكرم: أسرع قبولاً وأنفع تأثيرًا، ويمكن أن يراد بالدعاء: الدعاء إلى الله تعالى؛ فيكون المعنى: أكرم الأعمال هو الهداية إلى الله تعالى التي وظيفة الرسل والعلماء النائبين عنهم، وهذا معنى صحيح لا إشكال فيه. اهـ شرح سنن ابن ماجه (4/ 262، 263).
- الفتح (11/ 94).
- انظر الرد على البكري لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى (1/ 95)
- جامع العلوم والحكم (ص392)
- جامع العلوم والحكم (ص 293)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير