تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن عبد البر: وجعل البخاري معاوية بن حيدة ومعاوية الليثي واحدًا. وقال أبو حاتم الرازي: معاوية الليثي غير معاوية بن حيدة, وحديثه: "مطرنا بنوء كذا", يضطرب في إسناده. قال ابن الأثير: والحق مع أبي حاتم فإن ابن حيدة قشيري من قيس بن عيلان, ومعاوية الليثي من كنانة فكيف اشتبه على البخاري؟!. قال الحافظ ابن حجر: الموجود في نسخ تاريخ البخاري, التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الذي ادعاه أبو عمر.

قلت (الباحث): وقع للحافظ الحسيني رحمه الله في كتابه التذكرة برجال العشرة، خلط بين معاوية الليثي ومعاوية بن معاوية المزني، فقال: معاوية الليثي ويقال: المزني روى عنه نصر بن عاصم الليثي, وهو معاوية بن معاوية الذي صلى عليه النبي ? بإعلام جبرائيل عليه السلام. فتعقبه الحافظ المتقن ابن حجر بقوله: من يموت في عهد النبي ? لا تلحق الرواية عنه بالسماع إلا لصحابي مثله فالذي صلى عليه غير الذي روى عنه نصر (4).

ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:

أخرجه أحمد في المسند (3/ 429) ح (15576). والطيالسي (1/ 178) ح (1262). والطبراني في الكبير (19/ 430) ح (1043). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 195) ح (940). وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (17/ 338) ح (5486). وابن قانع في معجم الصحابة (6/ 188) ح (1633). وابن بطة في الإبانة الكبرى ح (1038). عبد الله بن أحمد في السنة (2/ 274) ح (740). وأبو بكر بن الخلال في السنة (4/ 221) ح (1658).

- والحديث قال عنه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (3/ 429): إسناده حسن من أجل عمران القطان؛ وهو ابن داور وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

- قال الطبراني: " لم يروه عن قتادة إلا عمران". قلت: وهو كما قال رحمه الله!

- وفي الباب من حديث زيد بن خالد الجهني عند مالك, والبخاري, ومسلم, وأبي داود، والنسائي, وابن حبان. ومن حديث ابن عباس عند مسلم, وأبي عوانة. ومن حديث أبي هريرة عند الحميدي. ومن حديث ابن مسعود عند الطبراني. ومن حديث أبي الدرداء عند ابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق له.

ثالثًا: غريبه ومعناه:

- مجدبين: الجَدْبُ: المَحْلُ والعَيْبُ، جدب يَجْدُبُهُ ويَجْدِبُهُ، وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَها جَدْبَةً و القَوْمُ: أصابَهُمُ الجَدْبُ. ومَكانٌ جَدْبٌ وجَدوبٌ ومَجْدُوبٌ وجَدِيبٌ بَيّنُ الجُدوبَةِ وأرضٌ جَدْبَةٌ وأَرَضُونَ جُدُوبٌ وجَدْبٌ. وقد جَدُبَ كَخَشُنَ جُدُوبَةً وجَدَبَ وأَجْدَبَ. وفَلاةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ. والمِجْدَابُ: الأَرْضُ التي لا تَكادُ تُخْصِبُ (5).

- نوء كذا: إنما سمي نوءًا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق للطلوع فهو ينوء نوءًا. وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به وكذلك كل ناهض بثقل وإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه وقد يكون النوء السقوط.

- والأنواء هي ثمانية وعشرون نجمًا معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها في الصيف والشتاء والربيع والخريف يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر, ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته, وكلاهما معلوم مسمّى وانقضاء هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد [من] أن يكون عند ذلك مطر ورياح؛ فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ, فيقولون: مُطِرنا بنوء الثريا والدبران والسِّماك وما كان من هذه النجوم فعلى هذا (6).

رابعًا: ما يؤخذ من الحديث:

- المنع من قول: مطرنا بنوء كذا (7).

- وفيه: النهي عن التشبه بأهل الكفر، وقد تهاون فيه كثير من أهل زماننا. والله المستعان.

- وفيه: ترك الشبهات.

- وفيه: أن الشرك شركان، والكفر كفران. وقد ضل من لم يرهما إلا شيئًا واحدًا.

- وفيه: خطر اللسان، وأن الرجل قد يكفر بالكلمة يقولها.

- وفيه: إنعام الله تعالى على عباده بالرزق، وأن الرزق من عنده.

- وفيه: أن طبع أكثر الناس هو الكفر والجحود بنعمة الله تعالى ونسبتها إلى غيره.

- وفيه: أن المطر رزق من عند الله لعباده.

- وفيه: إثبات صفة الربوبية والملك لله تعالى، فهو ينعم على عباده مما في ملكه.


¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير