تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- فلعل الحديث يرتقي بطرقه وشاهديه لدرجة الحسن لغيره كما حكم عليه الأرنؤوط، والله أعلم.

رابعًا: غريبه ومعناه:

- محقرات الأعمال: الصغائر.

- يهلكنه: هَلَكَ الشيء (هَلْكًا) و (هَلاكًا) و (هُلُوكًا) و (مَهْلِكًا) بفتح و الاسم (الهُلْكُ) و (الهَلَكَةُ) بمعنى الهلاك و يتعدى بالهمزة فيقال (أَهْلَكْتُهُ) ويتعدى بنفسه فيقال (هَلَكْتُهُ) و (اسْتَهْلَكْتُهُ) مثل (أَهْلَكْتُهُ (5). وفي القاموس: هَلَكَ: ماتَ. واسْتَهْلَكَ المالَ: أنْفَقَه وأنْفَدَهُ. وأهْلَكَهُ: باعَهُ. والمَهْلَكَةُ ويُثَلَّثُ: المَفازَةُ (6).

- فلاة: الفَلاَةُ: المفازة، والأرض لا ماء فيها والجمع الفَلاَ و الفَلَواتُ، وجمع الجمع (أَفْلاءٌ) مثل سبب و أسباب (7).

- صنيع القوم: أي طعامهم (8).

- العويد: تصغير (العُود)، والعُودُ من الخشب واحد العِيدَانُ، والأصل (عِوْدَانٌ) لكن قلبت الواو ياء لمجانسة الكسرة قبلها، ويجمع أيضا على (أَعْواد)، وهو المراد ها هنا. و (العُودُ) الذي يُضرب به و (العُودُ) الذي يُتبخر به (9).

- سوادًا: أي عددا كثيرًا (10).

- قال العلائي: مقصود الحديث: الحث على عدم التهاون بالصغائر, ومحاسبة النفس عليها, وعدم الغفلة عنها، فإن في إهمالها هلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان فيفرح بالصغيرة ويتبجح بها، ويعد التمكن منها نعمة, غافلاً عن كونها- وإن صغرت- سبيل الشقاوة (11).

خامسًا: ما يؤخذ من الحديث:-

فيه: أن المحقرات إذا كثرت صارت كبارًا مع الإصرار، قاله ابن بطال. (12)

- وفيه: تحذير العالم والفاضل أتباعه من المعاصي, ووعظهم, وتخويفهم من خطرها. (13)

- وفيه: أن صغار الذنوب تؤدي إلى ارتكاب كبارها، كما أن صغار الطاعات أسباب مؤدية إلى تحري كبارها (14).

- وفيه: أن الصغائر إذا اجتمعت ولم تُكفر أهلكت، وإنما لم يذكر الكبيرة لندرة وقوعها من الصدر الأول وشدة تحرزهم منها، فأنذرهم مما قد لا يكترث به (15).

- وفيه: أن الذنوب إذا تكاثرت طُبع على قلب صاحبها؛ فكان من الغافلين (16).

- وفيه: استحباب ضرب الأمثال لإيضاح المقاصد وتقريب المعاني (17).

- وفيه: شفقة النبي ? على أصحابه وعلى أمته، وحرصه على نجاتهم من عذاب الله تعالى.


1 - تهذيب الكمال (16/ 489 - 490) , تهذيب التهذيب (6/ 118) , تقريب التهذيب (1/ 335) , الكاشف (1/ 619).
2 - تهذيب الكمال (34/ 165) , تهذيب التهذيب (12/ 194)، تقريب التهذيب (1/ 663)، الكاشف (2/ 449).
3 - يقصد بذلك: "عمرو بن الأسود العنسي, ويقال: الهمداني أبو عياض, ويقال: أبو عبد الرحمن الدمشقي, ويقال: الحمصي. سكن داريًا وهو عمير بن الأسود. روى عن معاذ بن جبل, وعبادة بن الصامت, والعرباض بن سارية، وأجمعوا على أنه كان من العلماء الثقات. انظر: تهذيب التهذيب (8/ 4).

4 - الإصابة (4/ 233 - 235) , الطبقات الكبرى (2/ 342 - 344) , تهذيب الكمال (16/ 122 - 126) , تهذيب التهذيب (6/ 24 - 25) , الكاشف (1/ 597) , تاريخ بغداد (1/ 147 - 150) , الجرح والتعديل (5/ 149) , أسد الغابة (1/ 671) , طبقات ابن خياط (1/ 36) , الاستيعاب (1/ 304).

5 - فائدة: هناك ستة رواة يحملون هذه الكنية (أبو الأحوص) وهم: أبو الأحوص البغوي محمد بن حيان, وأبو الأحوص الجشمي عوف بن مالك؛ وهو الراوي عن ابن مسعود المذكور في إسناد الحاكم لهذا الحديث, وأبو الأحوص الحنفي سلام بن سليم؛ وهو المذكور في طريق هناد وابن أبي شيبة لهذا الحديث, وأبو الأحوص الشامي حكيم بن عمير, وأبو الأحوص مولى بني ليث أو غفار, مقبول من الثالثة, لم يرو عنه غير الزهري, وأبو الأحوص قاضي عكبرًا محمد بن الهيثم. انظر تقريب التهذيب (1/ 617).
6 - المصباح المنير (2/ 639)
7 - القاموس المحيط (1/ 1237)
8 - مختار الصحاح (ص517)، المصباح المنير (2/ 481)
9 - القاموس المحيط (1/ 954)
10 - المصباح المنير (2/ 436)، مختار الصحاح (ص 467)
11 - المصباح المنير (1/ 294)
12 - فيض القدير (3/ 128).
13 - فتح الباري (11/ 330).
14 - وقد امتثل الصحابة ذلك؛ فقد قال أنس كما في البخاري: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعدها على عهد النبي ? من الموبقات. انظر: عمدة القاري (23/ 80).
15 - فيض القدير (3/ 127).
16 - السابق (3/ 127).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير