تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وقد رُوي كذلك عن ابن مسعود من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عنه, قال الترمذي (3/ 413): "حديث عبد الله حديث حسن رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي ?, ورواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي ?, وكلا الحديثين صحيح". وسكت الحاكم عنه في مستدركه، وسكت عنه الذهبي أيضًا. وصححه الألباني في تعليقه على سنن الترمذي, والنسائي, وأبي داود, وابن ماجه. وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند (1/ 393): "إسناده من طريق أبي عبيدة ضعيف لانقطاعه, ومن طريق أبي الأحوص صحيح على شرط مسلم". انتهى.

- ورُوي أيضًا من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه. ولم يسمع منه على المشهور (1). لكن قال الترمذي (3/ 413): " ... وكلا الحديثين صحيح لأن إسرائيل جمعهما, فقال: عن أبي إسحق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي ?".

- قلت: هكذا رواه أحمد, وأبو داود, والبيهقي عن إسرائيل عن أبي إسحاق وأبي عبيدة. قال الشيخ الألباني في خطبة الحاجة ص (20): "ولم يتفرد إسرائيل به, بل تابعه شعبة عند أحمد, والطحاوي, والبيهقي؛ فدل ذلك على صحة الإسنادين عن ابن مسعود. لكن الأول منقطع كما تقدم, وأما هذا فصحيح على شرط مسلم". انتهى.

- ورواه حريث بن أبي مطر, عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود كما عند البيهقي. وقال الشيخ الألباني: "هذا سند ضعيف من أجل حريث. وهو ابن أبي مطر عمرو الفزاري فإنه ضعيف اتفاقًا".

- وقد رُوي الحديث موقوفًا كما أخرجه عبد الرزاق ح (10146)، وابن الجارود في المنتقى (661)، والبيهقي في الكبرى (7/ 146) ح (13607).

- وللحديث شواهد منها:

- حديث أبي موسى الأشعري, أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 342). وحديث عبد الله بن عباس, أخرجه مسلم (3/ 12) , وغيره. وحديث جابر بن عبد الله, أخرجه الخطيب (14/ 440،441). وحديث نبيط بن شريط, أخرجه البيهقي (3/ 215). وحديث عائشة أم المؤمنين, أخرجه أبو بكر بن أبي داود في مسند عائشة (ق2/ 57). وحديث سهل بن سعد, رواه سمويه في فوائده. انتهى من خطبة الحاجة للألباني بتصرف.

تنبيهان:

1 - لم يرد في شيء من روايات الحديث وطرقه - بعد التتبع- الزيادة المشهورة: "ونستهديه", بعد جملة: "نحمده ونستعينه". وعليه فلا ينبغي زيادتها إلى خطبة الحاجة، فإنه يُشعر بأنها منها، وهي ليست كذلك. وقد أجابت اللجنة الدائمة عن سؤال وُجه لها بخصوص هذه الزيادة (24/ 211): "هذه اللفظة (ونستهديه) لم تصح عن رسول الله ?، ولم تثبت في أحاديث خطبة الحاجة التي ذكرها أئمة الحديث ... ". انتهى المقصود.

2 - اعتاد كثير من متسننة الخطباء والوعاظ: الصلاة على النبي ? بعد خطبة الحاجة، وليست في شيء من روايات الحديث على تعددها، ولم يشر إليها الألباني في رسالته. ولم أجد لذلك مستندًا. اللهم إلا ما وقع في الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي (1/ 220): "أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال: أنا الحسين بن إدريس قال: ثنا بن عمار قال: ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله يقول: يبدأ أحدكم فيتشهد, ثم يحمد الله ويمجده ويثنى عليه بما هو له أهل, ثم يصلى على النبي ?, ثم يسأل لنفسه. قال: قد أسقطت من كتابي (ثم يصلى على النبي ?) , ولكن حفظي هكذا شعبة الذي يشك". انتهى.

وهذا مع كونه موقوفًا، لم يثبت في روايات من رواه موقوفًا كعبد لرزاق، وابن الجارود والبيهقي. وسياقه عند عبد الرزاق (10146) من طريق معمر والثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال في التشهد في الحاجة: "إن الحمد لله، أستعينه، وأستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا. إلى: ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، ثم تكلم بحاجتك". والثوري مقدم على شعبة، كما أن شعبة قد شك في هذه الزيادة. ثم إن هذه الطريق منقطعة بين أبي عبيدة وأبيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير