بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء. قال ابن أبي ليلى ـ وكان عالمًا بالحج-: قد حج زيادة على سبعين حجة. وقال: و كان يوم مات ابن نحو مائة سنة. وقال محمد بن سعد عن موسى بن إسماعيل عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة - قال محمد بن سعد: أحسبه عن قتادة ـ قال: إذا اجتمع لي أربعة لم ألتفت إلى غيرهم, ولم أبال من خالفهم: الحسن، وسعيد بن المسيب، وإبراهيم، وعطاء. قال: هؤلاء أئمة الأمصار. وقال أحمد بن حنبل: مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات, ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها، وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد. وقال علي ابن المديني: كان عطاء بأخرة تركه ابن جريج, وقيس بن سعد.
4 - أبو سعيد الخدري (4):
هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر, وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، أبو سعيد الخدري, استصغر يوم أحد، واستشهد أبوه يومئذ, وغزا بعد ذلك مع رسول الله ? اثنتي عشرة غزوة. وكان ممن حفظ عن رسول الله ? سننًا كثيرة وعلمًا جمًا، وكان من نجباء الصحابة وعلمائهم وفضلائهم. توفي سنة ثلاث وستين أو أربع وستين أو خمس وستين, وقيل: سنة أربع وسبعين بالمدينة. روى له الجماعة.
- روى عن:
روى عن: النبى ?, وأسيد بن حضير, وجابر بن عبد الله, وزيد بن ثابت, وعبد الله بن سلام, وعبد الله بن عباس, وعثمان بن عفان, وعلي بن أبي طالب, وعمر بن الخطاب, ومعاوية بن أبي سفيان, وأبي بكر الصديق, وأبي قتادة الأنصاري, وأبي موسى الأشعري.
- من تلاميذه:
روى عنه: جابر بن عبد الله, والحسن البصري, وحميد بن عبد الرحمن بن عوف, وزيد بن ثابت, وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي, وشهر بن حوشب, وطارق بن شهاب, وعامر بن سعد بن أبي وقاص, وعامر بن شراحيل الشعبى, وعبد الله بن عباس, وعبد الله بن عمر بن الخطاب, وعبد الرحمن بن أبي ليلى, ومحمد بن سيرين, ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان, وأبو أمامة بن سهل بن حنيف, وأبو البختري الطائي, وأبو سعيد المقبري, وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف, وأبو صالح السمان, وأبو عثمان النهدي, وزينب بنت كعب بن عجرة (زوجته) , وغيرهم.
ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 445) ح (8220) وسكت عنه. وابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 31) ح (23418). والطبراني في المعجم الصغير (1/ 73) ح (92). والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 191). والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 232). والهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 138) ح (8278). والسيوطي في الجامع الصغير ح (1809).
- والحديث انفرد به شبيب عن عطاء بن أبي رباح، كما قال الطبراني عقبه. وقال العقيلي (2/ 191): "لا يتابع عليه". وقال الطبراني أيضًا في المعجم الأوسط للطبراني (8/ 392): "لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد، إلا شبيب بن شيبة. ورواه عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عطاء عن أبي هريرة. ورواه طلحة بن عمرو المكي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ?".
- قلت: الحديث يصلح بهذا أن يكون مثالاً للشاذ الذي يرويه الضعيف مخالفًا للثقة. وحديث عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عطاء عن أبي هريرة, أخرجه البخاري: كتاب الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء, ح (5361). بلفظ: "ما أنزل الله داء إلا أنزل له". وحديث عطاء عن ابن عباس: أخرجه عبد بن حميد (1/ 212) ح (625) , بلفظ: "أيها الناس تداووا, فإن الله عز وجل لم يخلق داء إلا وقد خلق له شفاء إلا السام, والسام الموت".
- وحديث الباب قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 138): "رواه البزار, والطبراني في الصغير والأوسط, وفيه شبيب بن شيبة. قال زكريا الساجي: صدوق يهم, وضعفه الجمهور, وبقية رجاله رجال الصحيح". انتهى.
- والحديث قال عنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 207): "صحيح بشواهده".
- قلت: هذه الشواهد هي:
1) حديث أبي هريرة عند البخاري وغيره وتقدم لفظه.2) وحديث ابن عباس عند عبد حميد وتقدم أيضًا.
¥