تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو سليمانَ الخَطَّابيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " وسُئِلَ عن هذا الحديثِ إسماعيلُ بنُ يحيى المُزَنِيُّ؛ فقال: وَجْهُهُ أنْ يكونَ [صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ] سُئِلَ عَنْ مَنْ هَجَمَ على قَطْعِ سِدْرٍ لقومٍ، أو ليتيمٍ، أو لمنْ حَرَّمَ اللَّهُ أنْ يقطعَ عليه، فَتَحَامَلَ عليه، فقطَعَهُ، فَيَسْتَحِقُّ ما قالَهُ؛ لهجومِهِ على خلافِ أمرِ اللَّهِ، فتكون المسألةُ سَبَقَتْ السَّامِعَ، فَسَمِعَ الجوابَ، ولم يسمعِ المسألةَ، فَأَدَّى مَا سَمِعَ دونَ ما لم يسمعْ، ونظيرُهُ: ما رَوَى أُسامةُ بنُ زيدٍ أنَّ رسولَ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: (إنَّما الرِّبَا في النَّسِيئةِ)، فسَمِعَ الجوابَ ولم يسمعِ المسألةَ، وقد قال: (لاَ تَبِيعُوا الذَّهبَ [بالذَّهبِ]، إلاَّ مثلاً بمثلٍ، يداً بيدٍ) " (14).

وقال مالكُ بنُ أنسٍ _ رحمهُ اللَّهُ _: " إنَّما نَهَى عن قطعِ السِّدْرِ بالمدينةِ؛ ليكونَ مُسْتظَلاًّ للنَّاسِ، ولِيَسْتَأْنِسُوا بِهِ، ولاَ تُسْتَوحَشَ عَرْصَتُهَا " (15).

وقال ابنُ الأثيرِ _ رحمهُ اللَّهُ _: " قِيلَ: أَرَادَ به سِدْرَ مكَّةَ؛ لأنَّها حَرَمٌ، وقِيلَ: سِدْرَ المدينةِ، نهى عن قطعِهِ ليكونَ أُنْساً وظِلاًّ لمنْ يُهاجِرُ إليها، وقِيلَ: أَرَادَ السِّدْرَ الَّذي يكونُ في الفَلاةِ يَسْتَظِلُّ به أبناءُ السَّبيلِ والحيوانُ، أو مِلْكَ إنسانٍ فيتحاملُ عليه ظالمٌ فيقطعهُ بغيرِ حقٍّ، وَمَعَ هَذَا؛ فالحديثُ مُضْطَرِبُ الرِّوايةِ، فإنَّ أكثرَ ما يُرْوَى عنْ عُرْوةَ ابنِ الزُّبيرِ، وكانَ هو يقطعُ السِّدْرَ، ويَتَّخِذُ منه أبواباً، قال هشامٌ: وهذه أبوابٌ من سِدْرٍ قطعَهُ أبي، وأهلُ العِلْمِ مُجْمِعُونَ على إِبَاحَةِ قطعِهِ " (16).

وقالَ السُّيوطيُّ _ رحمهُ اللَّهُ _: " والأَوْلَى _ عندي _ في تأويلِ الحديثِ: أنَّهُ محمولٌ على سِدْرِ الحَرَمِ كَمَا وَقَعَ في روايةِ الطَّبرانيِّ " (17)، وَتَبِعَهُ على ذلك كلٌّ مِنَ الشَّيخينِ: العَجْلونيِّ (18)، والألبانيِّ (19) _ رحمهما اللَّهُ تعالى _.

أقولُ: والَّذي عندي؛ أنَّهُ لاَ يصحُّ في النَّهيِ عنِ القطعِ شيءٌ، وأنَّ كلَّ ما وَرَدَ فيه معلولٌ مُضْطَرِبٌ، كَمَا قَالَ الإمامُ أحمدُ والعُقيليُّ، فَيَبْقَى الحكمُ عَلَى أَصْلِهِ، وَهُوَ الإِبَاحَةُ، واللَّهُ أَعْلَمُ وأَحْكَمُ.

_ تَمَّ بحمدِ اللَّهِ تَعَالى _

كَتَبَهُ: أبو عمرَ نادرُ بنُ وَهْبِي النَّاطُورُ القَنِّيريُّ _ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ _

الزَّرقاء _ الأردن

ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:27 م]ـ

بحث ممتاز , جزاك الله خيرا و نفع بك.

ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[12 - 03 - 09, 02:35 م]ـ

وقال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ _ رحمهُ اللَّهُ _ في روايةِ أبي طالبٍ: " ليسَ في السِّدْرِ حديثٌ صحيحٌ، وما يُعْجِبُني قطعُهُ؛ لأنَّهُ على حَالٍ قد جَاءَ فيه كراهةٌ " (4).

وقالَ _ أيضاً _: " كُلُّ ذَلِكَ مُنْقطعٌ ضعيفٌ " (5).

الذي في المطبوع من سنن البيهقي الكبرى 6/ 141:

"قال الامام أحمد رحمه الله كل ذلك منقطع وضعيف الا حديث ابن جريج فإني لا أدري هل سمع سعيد من عبد الله بن حبشي أم لا والله أعلم "

فهل من تمييز لكلام الامام أحمد من كلام الامام البيهقي.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 03 - 09, 01:19 م]ـ

بارك الله فيك، ونفع بك.

وأمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدٍ الوزَّانِ _ وَكَانَ شيخَ صدقٍ من الأخيارِ كما في " تاريخ بغداد " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرٍ المروزيُّ في كتابِ " الوَرَعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) _ مُعلَّقةً _ عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الخالقِ، عنْ قاسمٍ الوزَّانِ [جاءَ في الأصلِ: الورَّاق، وَهُوَ تحريفٌ]، عنْ وكيعٍ، عنْ محمَّدِ بنِ شريكٍ، به نحوه.

ليتك تحرر نسبة هذا الحديث إلى "الورع" لأبي بكر المَرُّوذي، وكذا كونه معلَّقًا، فإنه جاء في المطبوع بعد قوله: (تم الكتاب ... )، ثم ذكر آثارًا وأحاديث، ثم قال: (هذا آخر ما جاء في هذا الكتاب عن أبي بكر بن عبدالخالق عن شيوخه)، وأبو بكر بن عبدالخالق هو راوي الكتاب عن المرُّوذي، فربما كانت هذه الأحاديث زيادات له على الكتاب.

ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 01:44 ص]ـ

بارك الله فيك على هذا البحث القيم

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:21 ص]ـ

الأخ الفاضلُ محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، السلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبركاته:

الظَّاهرُ أنَّ الأمرَ كما ذكرتَ _ حفظكَ اللَّهُ _، وأنَّ هذه المتابعة من زوائدِ أبي بكر بنِ عبدِ الخالقِ على زوائد " الورع "، ولاَ أدري كيفَ فاتني هذا الأمرُ، فإنَّ المرءَ مِنَّا إذا تزاحمت عليهِ الطُّرقُ وكثرت يذهلُ عن بعضِ الأمورِ، وهذا من طبيعةِ البشرِ، فسبحانَ منْ لاَ يضلُّ ولاَ ينسى، فأرجو منَ الأخوةِ الَّذِينَ اطَّلعوا على البحثِ أنْ يُعدِّلوا العبارةَ كالآتي:

أمَّا متابعةُ القاسمِ بنِ يزيدَ الوزَّانِ _ وكانَ شيخَ صِدْقٍ مِنَ الأخيارِ كما في " تاريخِ بغدادَ " (12/ 426) _: فأخرجَها أبو بكرِ بنُ عبدِ الخالفِ _ راوي " الورعِ " _ في زياداتهِ على كتابِ " الورعِ عنِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلٍ " (ص:192) عنْ قاسمٍ الوزَّانِ، ... الخ.

وجزاكَ اللَّهُ خيرَ الجزاءِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير