[ما صحة: ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.]
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:44 م]ـ
سأل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه
–يوما عن رجل يعرفه، فقالوا له: إنه خارج المدينة يتابع الشراب، فكتب له عمر يقول: إنني أحمد إليك الله الذي لا إله غيره، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. فلم يزل الرجل يردد كتاب عمر وهو يبكي .. حتى صحت توبته. ولما بلغ عمر، قال: هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخاكم زل زلة فسددوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.
ما صحة هذا الأثر؟
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 05:47 م]ـ
أخي الحبيب:
هذا الأثر إنما ورد عن عبدالله بن مسعود (مرفوعاً وموقوفاً)، والله أعلم.
أما الموقوف:
فقد أخرجه البغوي في " شرح السنة " (برقم: 3559)، قال:
أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي، أنا أبوالحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبدالرزاق (ح)
وأخبرنا أبوسعيد الطاهري، أنا جدي عبدالصمد بن عبدالرحمن البزاز، أنا محمد بن زكريا العذافري، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، نا عبدالرزاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، قال: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً، فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه ..... إلخ.
وهذا إسناد ضعيف، بسبب الإنقطاع بين أبي عبيدة وابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وكذلك عنعنة أبي إسحاق.
وأما المرفوع:
فقد أخرجه:
عبدالرزاق في " مصنفه " (برقم: 13519)، والحميدي في " مسنده " (برقم: 89)، وأحمد في " مسنده " (برقم 3703، 3967، 4157)، وأبويعلى في " مسنده " (برقم: 5155)، والبيهقي في " الكبرى " 8/ 331، والحاكم في " المستدرك " 4/ 382؛ جميعهم من طرق عن يحيى بن عبدالله الجابر التيمي، عن أبي ماجد الحنفي، أن ابن مسعود، قال: .... وفيه: فقالوا: يا رسول الله كأنك كرهت؟ فقال: [وما يمنعني أن تكونوا أعواناً للشيطان على أخيكم ..... إلخ]ـ واللفظ للحميدي ـ.
قلت: وهذا أيضاً حديث ضعيف، فإن جميع أسانيد من أخرجوه لا تخلوا أسانيدهم من مقال.
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 07:08 م]ـ
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 182:
أخرجه أحمد (1/ 438) و الحاكم (4/ 382 - 383) و البيهقي (8/ 331) من
طريق يحيى الجابر سمعت أبا ماجدة يقول: " كنت قاعدا مع عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، فقال: إني لأذكر أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أتى بسارق فأمر بقطعه، فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا
: يا رسول الله كأنك كرهت قطعه؟ قال: و ما يمنعني؟! لا تكونوا ... الخ
و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". و سكت عنه الذهبي و ما يحسن ذلك منه، فإذا
أورد أبا ماجدة هذا في " الميزان " و قال: " لا يعرف، و قال النسائي: منكر
الحديث، و قال البخاري: ضعيف ". لكن الحديث عندي حسن، فإن جله قد ثبت مفرقا
في أحاديث، فقوله: " لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم "، أخرجه البخاري
عن أبي هريرة. انظر " المشكاة " (2621). و قوله: " إنه لا ينبغي ... "،
يشهد له حديث ابن عمرو " تعافوا الحدود بينكم ... " و هو مخرج في " المشكاة "
(3568). و حديث العفو، و يشهد له حديث عائشة " قولي اللهم إنك عفو تحب
العفو ... ". و هو في المشكاة (2091). و ذكر له السيوطي شاهدا آخر من رواية
ابن عدي عن عبد الله بن جعفر.