[دَقائِقُ معدودَة فَي حَال عَبدِ اللهِ بن لهيعَة]
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 05:00 م]ـ
عبد الله بن عقبة ابن لَهِيعَة الحضرمي المصريّ أبو عبد الرحمن: القاضي, من أكابر المحدثين المتقدمين مكثر من التحديث. مصري. ولي القضاء للمنصور خمس سنين. توفي سنة 174.
لا (لُهَيْعَة) _ مصغَّراً ـ بضم اللام وفتح الهاء وسكون الياء بل (لَهِيعَة) ـ مكبراًّ ـ بفتح اللاّم وكسر الهاء.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال زيد بن الحباب: قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع.
ولما مات ابن لهيعة. قال الليث: ما خلف مثله. وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب، طلابا للعلم. وقال الثوري: حججت حججا لألقى ابن لهيعة.
[سبَب ضعفِ عَبدِ الله بنْ لهيعةَ]
(1) قال أهل الحديث: احترقت كتب ابن لهيعة, فلما احترقتْ أصبح يروي المناكير, فردّ اهل الحديث حديثَه, وقال بعضهم: هو ضعيف من أصله, ولكن اشتدّ ضعفه بعد احتراق الكتب فسبّب اختلاطه. قَال البُخارِيّ عن يحيى بن بكير: احترق منزل ابن لَهِيعَة وكتبه في سنة سبعين ومئة.
(2) وقال بعضهم: لم تُحرق كتبه البتةَ, إنما احترق منزلُه. قَال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي: سَأَلتُ أبي متى احترقت دار ابن لَهِيعَة؟ فقال: في سنة سبعين ومئة. قلت: واحترقت كتبه كما تزعم العامة؟ فقال: معاذ الله ما كتبت كتاب عمارة بن غزية إلا من أصل كتاب ابن لَهِيعَة بعد احتراق داره غير أن بعض ما كان يقرأ منه احترق. وبقيت أصوله بحالها. انظر (تهذيب الكمال) للمزي. وفي الحاشية: قيل ليحيى: فهذا الذي يحكي الناس، أنه احترقت كتبه؟ قال: ليس لهذا أصل. سألت عنها بمصر (الترجمة: 298). وَقَال في موضع آخر: ابن لَهِيعَة ليس بشيءٍ تغير أو لم يتغير (الترجمة 342).
(3) قال محمد بن سعد: .. وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط ولم يزل أول أمره وآخره واحدًا ولكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه، فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون ولو سألوني لاخبرتهم أنه ليس من حديثي! (الطبقات) (7/ 516).
(4) قَال ابن حبان البستيّ: كان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه.
وَقَال أيضا: قد سبرت أخبار ابن لَهِيعَة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له من رواية المتقدمين كثيرا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى، عن أقوام رآهم ابن لَهِيعَة ثقات فالتزمت تلك الموضوعات به. وَقَال أيضا: وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة، وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الاخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين
ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه
(المجروحين: 2/ 12 - 13) وقد شدد كثيراً ابن حبان في الحكم عليه, مع أنّه متساهل!!!!.
[رأيُ الشَّيخِ المحدِّث: مُحَمدُ بنُ ناصرِ الدَّينِ الأَلبانِيُّ فِي ابْنِ لهِيعَةَ]
1 - لا بأس بالرواية عنه في الاستشهاد والمتابعات وما وافق الثقات. قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: من قبل حفظه لاتهمة له في نفسه، فحديثه في الشواهد لا بأس به. انظر (أحكام الجنائز) (1/ 99).
وقال -رحمه الله-: لكن لا بأس به في المتابعات. انظر السلسلة الصحيحة (1/ 128).
وقال -رحمه الله-: إذا روى ابن لهيعة ما وافق الثقات دل ذلك على أنه قد حفظ, وإذا خالف دلّ أنه لم يحفظ. انظر "السلسة الصحيحة" (3/ 476).
2 - إلا من رواية العبادلة. قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: وستشهد به إلا ما كان من رواية أحد العبادلة عنه فيحتج به حينئذ. انظر (أحكام الجنائز) (1/ 195). وهم: عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ.
وقال الشيخ -ممتثلاً-: قال عبد الغني بن سعيد الأزدي و الساجي و غيرهما:" إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك و ابن وهب و المقريء " انظر "السلسلة" (1/ 41).
¥