تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إسناد غريب جدا في مسند الشاشي لحديث مشهور الضعف]

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[16 - 02 - 10, 05:25 ص]ـ

قال أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي الحافظ في مسنده

حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري، نا محمد بن دينار، عن يونس، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، عن أبي قال،: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن للوضوء شيطانا يقال ولهان، فاتقوا وساوس الماء». حدثنا ابن أبي خيثمة، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، قال: قلت لأبي بن كعب: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نأتيكم من القرية نرجو عندكم الخبر نستفيده، ثم ذكر الحديث.

وهذا منقول من الشاملة وليس عندي المطبوع، وقد نقل مغلطاي في شرحه على سنن ابن ماجة الحديث بالإسناد الأول وكذا ابن عبد الهادي في تعليقته على علل ابن أبي حاتم، وهذا الأخير أيضا ليس عندي مطبوعا ووقعت عليه في النسخة الإلكترونية عندي وهو كذلك في الشاملة.

وهذا الحديث مشهور جدا من طريق مصعب بن خارجة عن يونس عن الحسن مسندا مرفوعا.

وخارجة بن مصعب متروك مع شهرته.

والحديث لم يروه أحد من أصحاب المصنفات المشهورة إلا من طريق خارجة بن مصعب.

والترمذي لما رواه قال "لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة".

لو كان الحديث رواه شيخ عن محمد بن دينار هذا، لاستغربنا أن يفوت الترمذي هذا الطريق.

ولكن هل يفوت الترمذي إسناد من طريق أبي سلمة التبوذكي؟!!

ومحمد بن دينار هذا وإن كان خارجة أشهر منه، فهو أحسن حالا من خارجة بكثير.

والترمذي لو وقف على الحديث من رواية محمد بن دينار لعله كان حسنه.

أو على أقل تقدير كان سيقدم روايته على رواية خارجة بن مصعب، فخارجة ليس من شرط الترمذي ولهذا ذكر حديثه وضعفه لما لم يجد غيره في الباب، ولم يذكر له حديثا سواه كما قال المزي في التهذيب.

وقد نقل مغلطاي في شرحه على ابن ماجة من (التاريخ لأبي حاتم؟!) قوله أن الحديث لا يرويه عن يونس عن الحسن إلا خارجة، فلو صح هذا لكان أعجب.

ولهذا فقد غلط مغلطاي من ضعف الحديث من كل طرقه من الحفاظ وزعم أن الحديث صحيح بإسناد الشاشي المذكور أعلاه.

ثم هذه الطريق الثانية عن عوف عن الحسن مسندا مما زاد الطين بلة.

فنسخة هوذة عن عوف مشهورة، ولو كان الحديث فيها لما أنكروا الحديث على خارجة ولما احتاج الترمذي رحمه الله لأن يروي الحديث من طريق خارجة أصلا، فطريق عوف أحسن بلا شك.

وكذلك زيادة المتن في الطريق الثانية لم أجد أحدا يرويها إلا الشاشي على قدر ما فتشت.

ولا أدري هل قصد في الطريق الثانية نفس متن حديث الولهان هذا؟ أم قصد حديثا غيره.

فمن يتصدق علي بفائدة؟

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[25 - 02 - 10, 03:23 ص]ـ

الذي أشكل علي أن يكون الحديث محفوظ عن محمد بن دينار وهو شيخ لا يرغبون عن الرواية عنه، ثم تكون طريق خارجة بن مصعب أشهر عندهم ويعلقون عليها الضعف.

ثم تأتي من طريق عوف عن الحسن بسياق أتم؟

فهل حديث عوف عن الحسن موقوف على أبي رضي الله عنه؟

فإن كان ذلك كذلك، فهل مقصودهم أن سفيان رواه عن الحسن من كلامه، وخالفه عوف فجعله من كلام أبي رضي الله عنه، وخالفهما خارجة فأسنده؟

هذا جيد، ولكنه لا يحل إشكال رواية أبي سلمة التبوذكي عن محمد بن دينار.

ومما يستأنس به في الكلام ما ذكره عبد الله بن الإمام أحمد في مسائله لأبيه قال:

قلت لأبي إني اكثر الوضوء فنهاني عن ذلك وقال يا بني يقال إن للوضوء شيطان يقال له الولهان.

فهل عندكم من فائدة؟

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[27 - 02 - 10, 08:03 ص]ـ

بارك الله فيكم.

الإسناد الثاني الذي ذكره الشاشي في المسند هو رواية أخرى عن عتي بن ضمرة.

وتمامها رواه محمد بن سعد في الطبقات من طريق هوذة وروح فقال رحمه الله:

أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا أخبرنا عوف عن الحسن قال أخبرنا عتي بن ضمرة قال قلت لأبي بن كعب ما لكم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخبر أن تعلمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم فقال والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموجون بعضهم في بعض في سككهم فقلت ما شأن هؤلاء الناس قال بعضهم أما أنت من أهل هذا البلد قلت لا قال فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب قلت والله إن رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل.

وقد جاء قريبا من هذا المتن بإسناد آخر عن جندب رضي الله عنه أنه هو الذي قد على أبي رضي الله عنه وهو في الطبقات كذلك.

فعرفنا أنه لا إشكال في قول الشاشي "حدثنا ابن أبي خيثمة، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة السعدي، قال: قلت لأبي بن كعب: .... " فهو حديث آخر.

ولكن بقي عندنا حديث محمد بن دينار عن يونس.

وهذا هو محل الإشكال، ولأجل هذا الإسناد الغريب خالف مغلطاي المتقدمين فصحح الحديث.

عسى الله أن ييسر الوقوف على الصواب في هذا الإسناد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير