تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المُجْمَل في منهج دراسة الأسانيد العملي: د. عبد العزيز بن صالح اللحيدان

ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وأزواجه وذريته وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذا بيان لأهم مراحل دراسة الأسانيد وخطواتها التطبيقية لنظري مصطلح علم الحديث المتعلق بدراسة الأسانيد، بعنوان:

المُجْمَل في منهج دراسة الأسانيد العملي

الذي مداره على أنواع الحديث وحدودها سيما حد الحديث الصحيح ومحترزاته الشاملة لحد الحديث الحسن، والضعيف، والضعيف جداً، والموضوع.

ودقة الحكم على الحديث منوطة ـ بعد توفيق الله ـ بموافقة طريقة سلف نقاد الحديث الأئمة الأعلام بضوابطها التفصيلية المذكورة في تطبيقاتهم العملية؛ لذا كان تتبع مناهج متقدمي الأئمة وأقوالهم النقدية من أنفع الدراسات العلمية العملية في كل متعلقات علوم الحديث.

من أجل ذلك كان على طالب العلم المطبق لمراحل دراسة الأسانيد لزوم غرز القوم، والفرح بموافقتهم، وإعادة النظر في فهمه وطريقته إن خلص لما يُخالفهم.

وما توفيقنا جميعاً إلا بالله عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.

المرحلة الأولى: تخريج الحديث من أمات مصادر السنة النبوية وفق المدروس في علم التخريج، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فالأصل الاكتفاء بتخريجه منهما دون حاجة إلى دراسة إسناده، وإن كان في غيرهما، فالأصل لزوم دراسة إسناده حسب المراحل التالية.

المرحلة الثانية: دراسة الإسناد:

الخطوة الأولى: ترجمة الرواة وبيان أحوالهم، وفق عناصر الترجمة التالية:

أولاً: ذكر اسم الراوي ومجمل نسبه ونسبته ـ لقبيلته ولفنه ولصنعته ولبلده ـ، وكنيته، ولقب شهرته.

فإن كان الراوي مهملاً ـ مذكوراً بما لا يميزه عن غيره ـ، فيميز بأحد الطرق التالية:

1 - معرفته من خلال هذه الشهرة التي ذُكر بها؛ لأنها من أسباب إهماله؛ لذا كان الأولى بطالب العلم العناية بحفظ أسماء وأنساب مشاهير الرواة المميِّزة لهم؛ لأنه يختصر عليه وقت سلوك طرق التمييز الأخرى، كسفيان (شيخ الإمام الحميدي، فهو سفيان بن عيينة) , وأبي إسحاق السَّبِيعي، وابن إسحاق، وابن لَهِيعة، والأعمش، والثوري (انظر الجدول الملحق رقم 2).

2 - النظر في تخريج الحديث؛ لأن الراوي المهمل قد يرد في أحد مصادره مميزاً بنسب ونحوه.

3ـ الرجوع إلى أحد الأبواب التسعة التي في أواخر التقريب (تقريب التهذيب لابن حجر) إذا كان مهملاً بكنيته أو نسبته أو لقبه، وأما المهملين المذكورة أسماؤهم التي لا تميزهم فلا تفيد فيها هذه الطريقة؛ لأنه ليس لهم باب خاص بهم في أواخر التقريب.

4ـ الرجوع إلى ترجمة شيخ الراوي، والنظر في تلاميذ هذا الشيخ؛ لتحديد الراوي من بينهم إذا لم يشاركه أحد بما أهمل به، أو الرجوع إلى ترجمة تلميذ الراوي، والنظر في شيوخ هذا التلميذ؛ لتحديد الراوي من بينهم إذا لم يشاركه أحد بما أهمل به، ويستفاد ذلك من كتاب تهذيب الكمال للمزي؛ لعنايته في ترجمة الراوي بذكر غالب شيوخه وتلاميذه مميزين عن غيرهم اسماً ونسباً ونسبة وكنية؛ مرتبين معجمياً.

5ـ تمييزه بطبقته التقديرية البَيْنِيَة من خلال النظر في طبقة شيخه وتلميذه (بين طبقة تلميذه وشيخه المذكورين في الإسناد المدروس).

6 - تحديده من خلال مصدر إسناد الراوي المدروس، كأن يكون سنن أبي داود، في حين أن الراوي المشارك له فيما أهمل به ليس من رجال أبي داود.

7ـ الرجوع إلى كتب الأطراف كتحفة الأشراف للمزي (في أطراف الكتب الستة)، وإتحاف المهرة لابن حجر (في أطراف العشرة غير الستة)، وغيرهما من كتب الأطراف؛ لأنهم رتبوا المرويات بحسب راويها الأعلى، وقسموا مروايته ـ إن كان كثير الحديث أو متوسطه ـ بحسب من روى عنه ومن دونهم حسب الحاجة، مرتبين رواة مدارات التقاسيم معجمياً، ناسبين مهمليهم بما يُميز أحاديث أحدهم عن الآخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير