أ- هشيم بن بشير مدلس و قد صرح بالتحديث كما في رواية أبي بكر بن أبي شيبة في المسند، والطبراني في الكبير، و رواية مسدد عند الطبراني في الكبير، و الحسن بن عرفة في الدعوات الكبير للبيهقي.
ب- يزيد بن أبي زياد مدلس و قد صرح بالتحديث كما في رواية أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار النحوي [و هو ثقة كما قال الدار قطني، بل ثقة ثبت كما قال ابن حجر (تحت ترجمة أبي عيسي الترمذي، و هو يندد بأبي محمد ابن حزم)]،وكذا رواية ابن أبي حاتم الرازي كلاهما عن الحسن ابن عرفة، و رواية أبي بكر عبد الله بن أبي شيبة في المسند.
ج- حكمت علي الحديث من هذه الطريق بأنه (حسن صحيح) و هو ما دون الصحيح و فوق الحسن، و إن كنت أشعر في قرار نفسي أن الحديث صحيح لا غبار عليه لأسباب التالية:
- لأنه و إن كان يزيد ضعيفا، فقد بين أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه (المجروحين) [ج 3 / ص 99/ 101] سبب ذلك فقال: وكان يزيد صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، فكان يتلقن ما لقن، فوقعت المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما ليس من حديثه لسوء حفظه، فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع صحيح، وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتلقنه ما يلقن سماع ليس بشيء، وسبق أبا حاتم –بهذا القول –البخاري،نقل ذلك عنه أبو عيسي الترمذي كما في [علل الترمذي الكبير - (ج 2 / ص 448)] حيث قال: قال محمد: يزيد بن أبي زياد صدوق إلا أنه تغير بآخره.
(قلت):
- و ممن سمع منه بمكة قديما قبل دخوله الكوفة:
- (سفيان بن عيينة) ذكر ذلك ابن حبان نفسه في المصدر السابق؛ فقد ساق بسنده إلي ابن عيينة أنه سمع منه قبل دخوله الكوفة بمكة فلما رجع من الكوفة وسمعه سفيان علم انه تلقن فتركه قال ابن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي يقول: حدثنا ابن عيينة قال: حدثنا يزيد بن أبى زياد بمكة عن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن البراء بن عازب قال: " رأيت النبي عليه الصلاة والسلام إذا افتتح الصلاة رفع يديه " قال سفيان: فلما قدم يزيد الكوفة سمعته يحدث بهذا الحديث وزاد فيه: " ثم لم يعد " فظننت أنهم لقنوه.
قال أبو حاتم: هذا خبر عول عليه أهل العراق في نفى رفع اليدين في الصلاة عند الركوع وعند رفع الرأس منه وليس في الخبر: " ثم لم يعد " وهذه الزيادة لقنها أهل الكوفة يزيد بن أبى زياد في آخر عمره فتلقن كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه قديما بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة.
- (الثوري، شعبة، زهير بن معاوية) ذكر ذلك البخاري في (جزء رفع اليدين في الصلاة)، و ذكرهم وزاد عليهم البيهقي في (معرفة الآثار و السنن: (سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وهشيم بن بشير، وزهير بن معاوية، وخالد بن عبد الله، وعبد الله بن إدريس)
- لذلك كان الترمذي يحسن رواية هشيم بن بشير عنه كما قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 129/ 133)
(قلت):
- وعليه يكون سماع ابن عيينة،و الثوري،هشيم بن بشير،و خالد بن عبد الله الواسطي من يزيد سماعا صحيحا (أي قبل كِبَر يزيد و ضعفه و تلقيه من الحديث ما ليس من حديثه)، و هؤلاء سمعوا من يزيد هذا الحديث (لما نزلت (إن الله و ملائكته ... )،و لما كان يزيد - قبل الكبر - صدوقا فعليه يكون الحديث حسنا (أي لذاته).
2 - و لما كان للحديث متابعات بلغت النهاية في الصحة (تأتي- إن شاء الله تعالي- عند تخريج الحديث الثالث) صار الحديث صحيحا لغيره.
3 - الحكم علي الحديث يدور مع حال الراوي- ما لم يكن كذابا أو متهما أو متروكا –فإن كان صدوقا و وافق الثقات فحديثه صحيح،و إن تفرد فحسن،وإن خالف فشاذ، و يزيد (وهو صدوق قبل الكبر) – في هذا الحديث - وافق الثقات - كما يأتي- خاصة في قول عبد الرحمن بن أبي ليلي: (و نحن نقول: وعلينا معهم) فقد عزاها لابن أبي ليلي علي اليقين- كما في رواية القدماء عنه وهي الرواية الغالبة- وجاءت علي الشك –أهي من قول ابن أبي ليلي أم من قول كعب- مرة في رواية محمد بن فضيل بن غزوان (عند أحمد) و هو كوفي.
-قال الترمذي (2/ص352 - 353/ح483):قال محمود: قال أبو أسامة: و زادني زائدة عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: و نحن نقول و علينا معهم).،فوافق يزيد الحكم،فدل علي حفظه لهذا الحديث و ضبطه لألفاظه.
4 - قال الألباني-كما في (إرواء الغليل - (ج 4 / ص 153) -:
قلت: وهو حديث صحيح –يقصد حديث: (قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا فأمرهم فجعلوها عمرة ثم قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما فعلوا ولكن دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ثم أنشب أصابعه بعضها في بعض فحل الناس إلا من كان معه هدي وقدم علي من اليمن. . .). أخرجه أحمد -بهذا التمام فإن يزيد بن أبي زياد وإن كان فيه ضعف من قبل حفظه فلم يتفرد به فإن له شواهد كثيرة.
قلت (أحمد):
- وكما قال الإمام الألباني-وقوله دليل علي ما ذهبنا إليه في (3) -نقول في حديثنا هذا: أنه حديث صحيح.
- و ممن ذهب لحسنه الشيخ أبو أسحاق الحويني - حفظه الله و جعل الجنة مثوانا ومثواه – كما في (غوث المكدود)
- قال ابن حجر –في فتح الباري- (/) (قوله:إن الله وملائكته ... ): وَرَوَى التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْب بْن عُجْرَة قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ (إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته) الْآيَة، قُلْنَا: يَا رَسُول اللَّه قَدْ عَلِمْنَا السَّلَام فَكَيْف الصَّلَاة "؟.
قلت: هذا ليس في النسخ التي بين أيدينا من جامع الترمذي الكبير و لا أعلم أحدا نص عليها في نسخ أخري للترمذي فلا أدري أهو وهم من الحافظ ابن حجر أم ماذا؟!!!.
هذا والله أعلم.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) - ليست في المخطوط،و قد استدركتها من روايات أخري؛ إذ هي اللفظة الغالبة في معظم الروايات.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2)- هذه الكلمة من قول ابن أبي ليلي