4ـ قال ابن أبي حاتم ((518)): وسمِعتُ أبِي، وذكر حدِيثًا حدّثنا بِهِ عن حيوة بنِ شُريحٍ، عن بقِيّة، عنِ الزُّبيدِيِّ، عنِ الزُّهرِيِّ، عن سالِمٍ، عنِ ابنِ عُمر أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان يُسلِّمُ تسلِيمتينِ.
فقال أبِي: هذا حدِيثٌ مُنكرٌ.
تعليل الجواب:
لماذا قال أبو حاتم عن هذا الحديث هذا حديث منكر؟ أقول والله تعالى أعلم، أنه قال ذلك لأمور منها:
أولاً: بقية بن الوليد يقول حدثني الزبيدي، فيوهم أنه محمد بن الوليد الزبيدي الثقة، وهو يعني زبيدي غيره من الضعفاء، ويكني عن الضعفاء والمتروكين بما يشبه كنى الثقات.
قال ابن حبان في الثقات ((6/ 343، 344)): زرعة بن إبراهيم الدمشقي الزبيدي وهو الذي روى عنه بقية ويقول حدثني الزبيدي في أشياء يرويها يوهم أنه محمد بن الوليد بن عمار الزبيدي يجب أن يعتبر بحديثه من غير رواية بقية عنه.
وقال في المجروحين ((1/ 112)): والجنس الثاني: قوم ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء كذابين، ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة، فيتوهم المتوهم أن راوي هذا الخبر ثقة فيحملون عليه وليس ذلك الحديث من حديثه ومن أعملهم مثل بقية إذا قال: حدثنا الزبيدي عن نافع فيتوهم أنه أراد به محمد بن الوليد الزبيدي، وإنما أراد زرعة بن عمرو الزبيدي، وَمَا يشبه هذا.
فلا يجوز الاحتجاج بخبر في روايته كنية إنسان لا يدرى من هو وإن كان دونه ثقة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ثقة في حديثه إذا حدث عن الثقات لا يعرف لكنه ربما روى عن أقوام مثل الأوزاعي والزبيدي وعبيد الله العمري أحاديث شبيهة بالموضوعة أخذها عن محمد بن عبد الرحمن ويوسف بن السفر وغيرهما من الضعفاء ويسقطهم من الوسط ويرويها عمن حدثوه بها عنهم.
وقال ابن رجب في شرح العلل ((2/ 824)):ذكر من روى عن ضعيف وسماه باسم يتوهم أنه اسم ثقة.
منهم بقية بن الوليد وهو من أكثر الناس تدليسًا، وأكثر شيوخه الضعفاء مجهولون لا يعرفون، وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو زرعة بن عمرو الزبيدي، وكلاهما ضعيف الحديث فيقول: نا الزبيدي، فيظن أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري.
وقد تقدم له عنه في كتاب الصيام في باب الكحل للصائم حديث رواه عن الزبيدي، وظنه بعضهم محمد بن الوليد، فنسبه كذلك، وأخطأ، وإنما هو سعيد بن عبد الجبار.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ((2/ 435)): انا ابن أبى خيثمة فيما كتب إلى قال سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد قال: إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ((2/ 424)): ثقةٌ إذا حدث عن ثقة فحديثه يقوم مقام الحجة، يذكر بحفظ إلاَّ أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث، ويروي عن شيوخ فيهم ضعف، وكان يشتهي الحديث، فيكني الضعيف المعروف بالاسم، ويسمي المعروف بالكنية باسمه.
ثانيًا: صح عن ابن عمر كان يسلم تسليمةً واحدةً، فكيف يروي هذا عن النبي ^ ثم يخالفه؟ وإلى هذا أشار ابن عبد البر.
ثالثًا: الزهري إمام مشهور له أصحاب كثر، فأين أصحابه عن هذا الحديث، لماذا لم يشتهر هذا الحديث من رواية أصحابه عنه.
رابعًا: الزهري كان ينكر حديث التسليمتين، فكيف يرويه، وهو ويقول: ما سمعنا بهذا.
أقوال العلماء:
قال أبو داود في مسائله الفقيهة ((2005)):ذكرت لأحمد حديث بقية عن الزبيدي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن النبي ^ كان يسلم تسليمتين؟ قال: يقول فيه ((حدثنا)) يعني بقية؟ قلت: لاينكرون أن يكون سمعه. قال: هذا أبطل الباطل.
قال ابن رجب في فتح الباري ((5/ 207)):وقال الدارقطني ((العلل: 13/ 125)): اختلف على بقية في لفظه: روي أنه كان يسلم تسليمتين، وروي تسليمةً واحدةً، وكلها غير محفوظةٍ.
وقال الأثرم: هو حديث واهٍ، وابن عمر كان يسلم واحدةً، قد عرف ذلك عنه من وجوهٍ، والزهري كان ينكر حديث التسليمتين، ويقول: ما سمعنا بهذا.
والله تعالى أعلم
والحمد لله رب
العالمين
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 08:53 ص]ـ
4ـ قال ابن أبي حاتم ((518)):
عفواً ((3)) بدل ((4))
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:21 ص]ـ
¥