تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء (برئاسة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-) عن الحديث، فحكمت بضعفه ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn7)).

هذا، وقد ذكر ابن الجوزي هذين الحديثَين في الموضوعات، فتكاثر مَنْ بعده على انتقاده في ذلك، وأن الحديث لا يصل إلى درجة الوضع.

ويجاب عن هذا بجوابٍ محرَّرٍ للشيخ المعلمي -رحمه الله-، قال -في حديثٍ-: «دافع ابن حجر عن ثلاث روايات، وحاصل دفاعه: أن المطعون فيهم من رواتها لم يَبلُغوا من الضعف أن يُحكَم على حديثهم بالوضع. فإن كان مراده: أنه لا يحكم بأنهم افتعلوا الحديثَ افتعالاً؛ فهذا قريب، ولكنه لا يمنع من الحكم على الحديث بأنه موضوع؛ بمعنى: أن الغالب على الظن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يَقُله، وأن مَنْ رواه من الضعفاء الذين لم يُعرَفوا بتعمُّد الكذب: إما أن يكون أُدخِل عليهم، وإما أن يكونوا غلطوا في إسناده ... » ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn8)).

ومما ضُعِّف به الحديث -سوى الإشكالات الإسنادية-: ثلاثة أمور؛ أشار إليها ابن كثير بقوله: «وفي متنه نكارة» ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn9)):

الأول: ثبوت استعاذة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفقر، ولا يجوز أن يستعيذ مما سأل الله إياه ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn10)).

وأجيب عن هذا: بأن المراد: الاستعاذة من فتنة الفقر، لا من مطلقه، قال البيهقي: «ووجه هذه الأحاديث عندي -والله أعلم-: أنه استعاذ من فتنة الفقر والمسكنة اللذَين يرجع معناهما إلى القلة؛ كما استعاذ من فتنة الغنى»، ثم أسند الحديث المتفق عليه، وفيه: «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر» ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn11)).

وربما قيل: إن في غيره من الأحاديث استعاذته من مطلق الفقر، وأن الفقر الذي هو القلة وعدم الكفاية تصاحبه الفتنة غالبًا.

الأمر الثاني: مخالفة الحديث للحال التي عاش ومات النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها، قال البيهقي: «ولا يجوز أن تكون مسألتُه مخالفةً لما مات -صلى الله عليه وسلم- عليه؛ فقد مات مكفيًّا بما أفاء الله -تعالى- عليه» ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn12))، وقال ابن حجر -في وجه ذكر ابن الجوزي للحديث في الموضوعات-: «وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينًا للحال التي مات عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه كان مكفيًّا» ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn13))، وقال الشيخ المعلمي: «لم يكن -صلى الله عليه وسلم- مسكينًا قطُّ بالمعنى الحقيقي؛ أما في صغره فقد وَرِث من أبويه أشياء، ثم كفله جدُّه وعمُّه، ثم لما كَبر أخذ يتَّجِر، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الحق -كما وصفته خديجة رضي الله عنها-، وقد امتنَّ الله عليه بقوله: ?ووجدك عائلاً فأغنى? والعائل: المقل، لم يكن ليسأل الله -تعالى- أن يزيل عنه هذه النعمة التي امتنَّ بها عليه. أما ما كان يتَّفق من جوعه وجوع أهل بيته بالمدينة؛ فلم يكن ذلك مَسكَنةً، بل كان يجيؤه المال الكثير، فيُنفقه في وجوه الخير منتظرًا مجيء غيره، فقد يتأخر مجيء الآخر، وليس هذا من المسكنة» ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn14)).

الأمر الثالث: مخالفة حال المسكنة والفقر لمقام النبوة وشرفها ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn15)).

وهذان الأمران أجيب عنهما بصرف ظاهر المسكنة في الحديث إلى استكانة القلب، والتواضع، والإخبات، وعدم الجبروت والكبر والبطر ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn16)).

وهذا التأويل يخالفه ظاهر الحديث، وألفاظه الأخرى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير