تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن رجب: «وقد يطلق اسم المسكين، ويراد به من استكان قلبه لله -عز وجل-، وانكسر له، وتواضع لجلاله وكبريائه وعظمته وخشيته ومحبته ومهابته، وعلى هذا المعنى حمل بعضهم الحديث المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اللهم أحيِني مسكينًا، وأمِتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين» ... ، وفي حمله على ذلك نظر؛ لأن في تمام حديثيهما ما يدلُّ على أن المراد به: المساكين من المال، لأنه ذكر سَبْقَهم الأغنياء إلى الجنة ... » ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn17)).

فهذا ظاهرُ الحديث، وأما ألفاظه الأخرى؛ فقد مَرَّ في التخريج أن حديث أبي سعيد الخدري ورد بلفظ: «اللهم توفَّني فقيرًا، ولا توفني غَنيًّا ... ، فإن أشقى الأشقياء من اجتَمَع عليه فقرُ الدنيا وعذابُ الآخرة»، وهذا لا يحتمل -والله أعلم- إلا مسكنة القلة في المال.

وكان الأَولى -مع تهلهل أسانيد الحديث، ووجود هذا الإشكالات- ألاّ يُتَكلَّف الجوابُ عنه، وتأويلُ معناه، وصرفُه عن ظاهره بما يعارض تمامَه وألفاظَه الأخرى.

والله -تعالى- أعلم.


الحواشي:

([1]) جلاء الأفهام (ص281، 282).
([2]) حاشية الفوائد المجموعة (ص164).
([3]) فتح الباري (11/ 274).
([4]) الكبرى (7/ 12).
([5]) مجموع الفتاوى (11/ 130).
([6]) أحاديث القصاص (ص81)، وهو في الفتاوى (18/ 382).
([7]) فتاوى اللجنة الدائمة (4/ 320).
([8]) حاشية الفوائد المجموعة (ص161، 162).
([9]) البداية والنهاية (8/ 499).
([10]) انظر: سنن البيهقي (7/ 12)، كشف الخفاء، للعجلوني (1/ 181).
([11]) سنن البيهقي (7/ 12).
([12]) سنن البيهقي (7/ 12).
([13]) التلخيص الحبير (3/ 109)، ويشكل عليه أن ابن الجوزي أوَّل المسكنة بالتواضع -في غريب الحديث (1/ 489) -.
([14]) حاشية الفوائد المجموعة (ص219).
([15]) يمكن أن يُفهم هذا من سياق كلام السبكي -في طبقات الشافعية (3/ 134) -، حيث قال: «وسماعي -مراتٍ كثيرات- من الشيخ الإمام الوالد -رحمه الله-، وهو معتقدي: أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فقيرًا قط، ولا كانت حالته حالة الفقراء، بل كان أغنى الناس بالله، وكان الله -تعالى- قد كفاه أمر دنياه فى نفسه وعياله ومعاشه، وأحفظ أن الشيخ الإمام -رحمه الله- أقام من مجلسه من قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فقيرًا؛ قيامًا صعبًا، وكاد يَسطو به، وما نجَّاه منه إلا أنه استتابه واستسلمه»، ثم ذكر الجواب الآتي ذكره.
([16]) انظر: تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة (ص167)، سنن البيهقي (7/ 12)، الاستذكار (8/ 171)، غريب الحديث، لابن الجوزي (1/ 489)، تفسير القرطبي (8/ 170)، مجموع فتاوى ابن تيمية (11/ 130، 18/ 326، 382)، طبقات الشافعية، للسبكي (3/ 134)، فتح الباري (11/ 274)، كشف الخفاء، للعجلوني (1/ 181).
([17]) اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى (ص112، 113).

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
ثانيًا: مناقشة مواضع من كتاب (التعليقة الأمينة)

كتب (علي بن حسن الحلبي) جزءًا سماه: (التعليقة الأمينة في طرق حديث «اللهم أحييني -كذا! - مسكينا»، والكلام عليه روايةً ودراية)، نشرته مكتبة ابن القيم بالمدينة النبوية، وكَتب مقدمتَه غرة ذي القعدة 1408.
ووقع في جزئه هذا -على صِغَره- في جملة أخطاء علمية أدَّت به إلى تقوية الحديث وتحسينه بتعدُّد طُرُقه.
وهنا التنبيه على تلك الأخطاء، وإليه أشير بقولي: (المؤلف)، وإلى نهاية النقل عنه بقولي: «انتهى».
والله المسدد والموفِّق للصواب.

1 - نقل في فصل «مقالات الأئمة والعلماء» تضعيفَ ابن تيمية للحديث من «مجموع الفتاوى» و «أحاديث القصاص»، ثم قال (ص12): «وما هنا في الموضعين عن شيخ الإسلام مخالفٌ لما نقله الحافظ ابن حجر عنه في «التلخيص الحبير» (3/ 109)، حيث قال: «وهذا الحديث سئل عنه الحافظ ابن تيمية، فقال: إنه كذب، لا يُعرف في شيءٍ من كُتب المسلمين المرويَّة ... ».
قلت: عجبًا! كيف ذلك وهو معروف، خرَّجه شيخ الإسلام نفسه من «الترمذي»، وقال: «يُروى ... »؟!
فالذي يبدو لي أن كلام ابن تيمية الذي نقله عنه الحافظ في «التلخيص» ليس عن هذا الحديث، إنما هو عن حديثٍ آخر، فوهم في النقل، أو دخل عليه حديثٌ في حديثٍ! والله أعلم» انتهى.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير