" فقرأت عليه فلما أن ختمت عليه الختمة الثانية وكتب لي الإجازة بخطه سألته أن يذهب إلى شيخنا جمال الدين عبد الرحيم الأسنوي شيخ الشافعية، فذهب إليه وهو بالمدينة الناصرية من القاهرة فأشهده وما كان شيخنا الأسنوي يعلم أني أقرأ القراءات فقال له: والقراءات أيضا، فقال: وغيرها من العلوم " انظر غاية النهاية (2/ 163 - 164).
ومما جاء في الإشهاد على الإجازة أيضا ما ذكره ابن الجزري في ترجمة القاضي محب الدين ناظر الجيوش بالديار المصرية – ت 708 هـ:
" قلت: وقرأت عليه جمعا من البقرة إلى قوله " ختم الله " وأحازني وشهد في أجائزي " انظر الغاية أيضا (2/ 284).
إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على مشروعية هذا الأمر، ولكن ليعلم أن الإشهاد على الإجازة ليس شرطا في صحتها، ولكنه زيادة في التوثيق والتثبت، وهو معمول به في الإجازات القرآنية وكذلك الحديثية في بعض البلاد الإسلامية.
*****************************
س6: نرجو توضيح صيغة الإجازة التي يعطيها الشيخ للطالب؟
صيغة الإجازة تكون على الشكل التالي:
يكتب الشيخ في أول صفحة غالبا اسمه واسم المجيز والرواية أو القراءة التي قرأها الطالب، ثم يذكر مقدمة وبعدها يذكر أن الطالب الفلاني قرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره غيبا عن ظهر قلب برواية أو قراءة كذا، وبعضهم لا يكتب غيبا عن ظهر قلب، ثم يذكر الوصايا للطالب أو الشروط، ثم يذكر سنده للطالب، بعضهم يعطي الطالب سندا واحدا، أي: يعطيه سندا عن شيخ واحد، والبعض يعطي للطالب كل الأسانيد التي أخذها من شيوخه في الرواية أو القراءة التي قرأها الطالب، ثم في الختام يوقع الشيخ على الإجازة ويختمها بختمه، والبعض يضعون شهودا يشهدون ويوقعون على الإجازة كما مر معنا، وبعضهم يكتب الإجازة في ورقة واحدة فقط، يذكر فيها مقدمة بسيطة ثم اسم الطالب ثم السند باختصار، كالشيخ الزيات – رحمه الله -، وغيره.
أقول: والأفضل للشيخ أن يكتب عنده في دفتر خاص به أو كراسة اسم الطالب الذي ختم عليه وأن يكتب تاريخ الختمة، وعنوان الطالب إن أمكن ورقم هاتفه، ويعرِّف الشيخ أبناءه بكل طالب قرأ عليه، فإن هذا أوثق في عدم التدليس وغيره، وإن أمكن للطالب أن يسجل في نهاية الختمة الإجازة شفويا فهذا أوثق، ليكون معه إجازة مكتوبة وأخرى شفوية، وقد فعلت ذلك مع شيخي العلامة / بكري الطرابيشي وغيره.
*************************
س7: هل الطالب الذي عنده خلل في نطق بعض الحروف كـ " الراء، والسين، والصاد " وغير ذلك يأخذ الإجازة إذا ختم القرآن على شيخه؟
هناك بعض الناس قراءته طيبة ومتقنة إلا انه عنده عيب في نطق بعض الحروف كاللدغة في " اللام "، وتكرير " الراءات " بشكل مفرط، فهذا الطالب إذا لم يستطع أن يغير هذا الخلل يوم بعد يوم وعجز عن إصلاحه فلا شيء عليه والدليل قوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، وقوله: (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)، والنبي – صلى الله عليه وسلم – يقول في الحديث: " إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان ...... " الحديث وما دام أن الخطأ صاحبه غير متعمد فمعفو عنه بإذن الله
والقاعدة تقول: " المشقة تجلب التيسير "، والأخرى تقول: " القدرة مناط التكليف " أي: أن الإنسان مكلف بفعل الشيء إذا كان مقتدرا عليه، وبمفهوم المخالفة إذا لم يكن مقتدرا فلا شيء عليه.
وعلى ذلك فإذا كان الخلل بسيطا كبعض الحروف فالشيخ يعطي هذا الطالب الإجازة بشرطين:
الأول: أن يستطيع هذا الطالب أن يصلح هذه الأخطاء لغيره.
الثاني: أن ينص الشيخ على ذلك في الإجازة.
الثالث: ألا يكون هذه الأخطاء في كل الحروف أو أكثرها.
*******************
س8: هل يجوز للشيخ أن يشترط " الهدية " على الطالب عند نهاية الختمة كما يفعل البعض الآن؟
قال ابن الجزري – رحمه الله- في منجد المقرئين ص 60:
"وأما قبول الهدية ممن يقرأ عليه؛ فامتنع من قبولها جماعة من السلف تورعا من أنها تكون بسبب القراءة.
قلت: هذا إذا لم يشترط الشيخ على طالبه؛ بل برغبة الطالب، أما الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله الشيخ يشترط قبل القراءة ويقول مثلا: أنا بأخذ كذا في الشهر، وفي الإجازة كذا، وأما الهدية فإما أن تأتي بكذا وكذا وإما أن تأتي بكذا وكذا.
¥