تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحَق: خِلاف الباطِل جَمعُه: حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد ..

والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه ......

وفي شَرْح العَقائدِ: الحَق عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ: واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ: أَخَص منه يُقالُ: هذِه حَقَّتِي أي: حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والحَقَّةُ أيْضاً: حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي. وحَقِيقَةُ الأمْرِ: ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال: بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي: يَقِينَ شَأنِه. انتهى بعض كلام الزبيدي رحمه الله ....

ومما يستفاد من كلامه ... ان الحقيقة هي المطابقة للواقع .... فغيرها وهو المجاز غير مطابق للواقع فهو باطل ... وليس من المجازيين من ينكر هذا الامر فهم يقولون .... "الاسد"فى المجاز ليس اسدا حقيقيا ... ففي الواقع لم يأتك اسد ... ولكن اتاك غيره .... وهذا هو الباطل ....

اما إذا اعتبرنا ... حيثية الاخبار عن الواقع .... فالمجاز كذب ... ولا يخلو المجاز من الوصفين .... : باطل باعتبار مطابقة الوقائع ... او كاذب باعتبار علاقة اللغة بالواقع ..

وحتى عند التسليم ... بان الحقيقة هي الثبات .... نصطدم .. بكون" كلمة حقيقة"لا تعبر حتى عن نفسها بهذا المعنى .. فى ادبيات المجازيين ...

قال الدكتور لطفى عبد البديع ... فى كتابه "فلسفة المجاز بين البلاغة العربية والفكر الحديث":"فالمعول عليه عندهم فى المجاز النقل خلافا للحقيقة التي تقوم على الثبات ... ولكن هل نجت الحقيقة من النقل الذي ظلوا يلاحقون به المجاز؟ والجواب عن ذلك بالسلب ... فظاهر صنيعهم فى تصور الحقيقة يؤخذ منه انها نقل ايضا على ما ذكره صاحب" الكشف " [يقصد البزدوي] إذ نقل اولا اللفظ الى الاعتقاد المطابق للواقع لأنه اولى بالثبوت من غيره .. ثم نقل منه الى القول المطابق لذلك الاعتقاد .... ثم نقل منه الى ذلك المصطلح عليه ... اي اللفظ المستعمل فى موضوعه الاصلي ... قال: فظهر ان اطلاق لفظ الحقيقة على هذا المعنى المعروف مجاز واقع فى المرتبة الثالثة بحسب اللغة ...

ولا يملك المرء الا ان يتعجب من هذه المفارقة .. فالحقيقة التي هي اصل المجاز ... تحتاج الى المجاز نفسه لتسمي نفسها ...

كان لا بد لأنصار ثبوت المجاز من التصدي .... لهذه الدعوى الخطيرة ... دعوى ان المجاز اخو الكذب ... لأنها ان سلمت ... اصبح القرآن بريئا من المجاز ... وفاقا ...

بل السنة ايضا ... لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفي عن الانبياء ان تكون لهم خائنة الاعين فضلا عن الكذب ....

لكن مهمة البلاغيين صعبة جدا .... لان بنية المجاز الداخلية مبنية على الادعاء .... والادعاء شكل من اشكال الكذب لا ريب ... فكيف يقول مسلم .. ان الله سبحانه ادعى ... ان الصبح يتنفس .... وان الجدار يريد ان ينقض .. وان القرية لها سمع ووعي ... ؟؟؟

فلننظر اولا .. الى اعتراف المجازيين ..... بدخول الادعاء فى قلب المجاز .. وخاصة الاستعارة منه .... :

قال الخطيب القزويبي فى الايضاح:

"وقيل الاستعارة مجاز عقلي بمعنى أن التصرف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لا تطلق على المشبه إلا بعد ادعاء دخوله في جنس المشبه به. لأن نقل الاسم وحده لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد ويشكر استعارة.ولما كانت الاستعارة أبلغ من الحقيقة لأنه لا بلاغة في إطلاق الاسم المجرد عاريا عن معناه ولما صح أن يقال لمن قال رأيت أسدا يعني زيدا أنه جعله أسدا كما لا يقال لمن سمى ولده أسدا إنه جعله أسدا لأن جعل إذا تعدى إلى مفعولين كان بمعنى صير فأفاد إثبات صفة للشيء فلا تقول جعلته أميرا إلا على معنى أنك أثبت له صفة الإمارة "

جاء هذا النص فى سياق اختلاف البيانيين فى طبيعة الاستعارة ... أهي مجاز لغوي .. ام عقلي ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير