تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانياً: بالنسبة لقول من ينكر المجاز: إن إفادة المعنى من الفظ إنما يكون مع قرينة التركيب كلام غير صحيح و إلا لما فهمت أزواج النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ المعنى الحقيقي لليد من قوله صلى الله عليه وسلم: (أسرعكن لحوقا أطولكن يدا) [59] حتى أن بعضهن جعلت تقيس يدها لفهمها ذاك ـ ولا شك في أنهن كن عربيات فصيحات ــ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد المعنى المجازي ويتبين ذلك عندما توفيت أم المؤمنين زينب ــ رضي الله عنها ــ أول أزواجه ــ لحاقا به، وكانت كثيرة الصدقة.

يتبع

ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:05 م]ـ

أخي الكريم: إن مصطلحات البلاغيين في العلم الذي دونوه من حقيقة ومجاز وكناية واستعارة شبيهة بمصطلحات علم النحو من مبتدأ وخبر وفعل وفاعل ومفعول وظرف واستثناء ... الخ، كلها إنما جاءت بما كان العرب يستعملونه في كلامهم لو لا أنهم لم يضعوا للألفاظ التي يتلفظون بها هذه المسميات التي تميز بين لفظ وآخر، لأنهم كانوا يميزون بينها بسليقتهم، وما أظرف قول ذلك الأعرابي معرضا بالنحاة ــ وفي كلامه تأكيد لما نقول:

ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقى أقول ii فأعرب

وعندما اختلط الجنس العربي بغيره من أجناس الأمم أدى ذلك إلى ضعف اللسان العربي مما دفع إلى تلمس القواعد والأسس التي يحفظون بها لغتهم العربية، على أن العلوم الإسلامية جميعها ترجع إلى أصل واحد، وتنبع من منبع واحد ألا وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وكلها تخدم القرآن الكريم، وغاية جميعها إنما هي إظهار وجوه إعجاز القرآن الكريم، وسبل تيسير فهمه لجميع فئات الناس، والأخذ بأحكامه في جميع مجالات الحياة،.

تنبيه:

للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى مؤلف يقر فيه بالمجاز، ويحاول الاستشهاد عليه بالكثير من آيات القرآن الكريم ومؤلفه هذا هو الكتاب المسمى ((كتاب المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان)).

وليطالع المنصف شرحه لكلام صاحب المنازل في كتابه ((مدارج السالكين)) فإنه سيجد فيه عبارات من يقر بالمجاز لا من ينكره، ومن كثرة استعماله للأساليب الاستعارية والمجازية الشئ الكثير الذي قد لا يوجد في مؤلف آخر، ومثل ذلك يقال في كتابه ((الصواعق))

بل حتى في مبحث إنكار المجاز في كتابه الصواعق

قال: كسر الطاغوت الثالث المجاز لننظر في هذا التعبير .. تسميته المجاز طاغوتا مجاز، فقد وقع في المجاز في نفس هذه الترجمة التي أراد بها إبطال المجاز، ثم عبر عن رد المجاز بالكسر وذلك أيضا مجاز، فقد وقع فيما فر منه رحمة الله عليه أ. هـ.

يتبع إن شاء الله

ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 07:12 م]ـ

إن للمجاز وأشكال استخدامه أكبر الأثر في إنجاز عملية التطور الدلالي في اللغة العربية عبر التاريخ، و ذلك من خلال عدد من السبل يسلكها المجاز، فيبني ويجدد ويغني. من ذلك: (إن استعمال اللفظ في معنى مجازي، يصبح لطول العهد به حقيقياً، فلا يذكر معه المعنى الأصلي إلا بالرجوع إلى قواميس اللغة، أو المتخصصين من علمائها. ومن أمثلة ذلك أنظر إلى هذه الكلمات مثل: المجد، الوغى، الظعينة، العقيقة .. فالمعنى الأصلي الحقيقي الذي كانت تستعمل فيه كلمة (المجد) هو: (امتلاء بطن الدابة بالعلف)، وبعد تقدم العرب استعمل في معنى مجازي هو السمو والرفعة، بعلاقة المشابهة في الامتلاء، وقد كثر استعمال لفظ (المجد) في هذا المعنى الجديد حتى نُسي معناه القديم.

و (الوغى) معناه الحقيقي: (اختلاط الأصوات في الحرب) ثم أُطلق على الحرب نفسها على سبيل المجاز من باب إطلاق الجزء على الكل، وشاع استعماله فيها.

و (الظعينة) أُطلق قديماً على المرأة في الهودج، ثم نقل إلى الهودج تارة وإلى البعير الذي يحمله تارة أخرى، وقد غلب الاستعمال المجازي بعلاقة المجاوزة المكانية.

و (العقيقة) هي في الأصل الشعر الذي يخرج على الولد من بطن أمه، ثم نقل إلى الذبيحة التي تنحر عند حلق ذلك الشعر على سبيل المجاز بعلاقة المجاوزة الزمانية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير