تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهناك المجاز الفني، وهو الأساس في العمل المجازي اللغوي المتضمن استعارات وكنايات وتشبيهات متنوعة، من ذلك: مأتم الشمس، كبد الأفق، الدمعة الحمراء، غادة الليل، أثواب الفجر، أنامل الظلام .. مما يكثر وروده في الشعر خاصة ويشكل عملية تجديد لغوي مستمر ومتواصل.

والحقيقة أن اللغة العربية تمتلك طاقة مجازية هائلة وتكاد تنفرد بهذه السمة بين اللغات الأخرى، فكل لغة تعتمد في دلالاتها على قدر مما يعرف بالكليات وقدر آخر من الخصوصيات.

وخذ أيضاً من الأمثلة:

1 - الانتقال من الدلالة الحسية إلى الدلالة المجردة: مثال ذلك فعل (لحا) بمعنى شتم وقرَّع بشدة، وتلاحى الرجلان: تشاتما، وأما أصل الاستعمال فهو قشر جذوع الأشجار، فكأن الفعل (لحا) أي قشر جذع الشجرة، قد انتقل إلى معنى تجريد الآخرين من سماتهم المحمودة، وإظهار معايبهم.

وفعل (أُغريَ) به إغراءً، إذا أولع بالشيء ولزمه، وأصل الفعل مستمد من الدلالة الحسية، من (الغراء) وهو الصمغ الذي يكون عالقاً بالشجرة، ثم استعمل في القرب والمجاورة، إلى أن تحول إلى معنى الهوى والولع المجردين.

وفعل (صرم) والصريمة بمعنى القطيعة والخصام، والسيف صارم أي قاطع، فهذا مجرد.

2 - التعميم: وذلك في مثل كلمة (المطية) بمعنى الناقة، وأصلها (المطا) أي الظهر، لأن الناقة يُركب على ظهرها، ثم توسعت دلالة الكلمة لتشير إلى الناقة كلها، لا إلى جزء من جسمها فقط.

وفعل (ذاد) تطورت دلالته لتشمل معنى دفع كل إنسان وعدو عن الأرض والعرض والممتلكات وما يخص صاحب الحق. وكان الفعل في الأصل مخصوصاً في معنى دفع الإبل والغنم عن حوض الماء ومنعها من الشرب إلى حين.

أما أصل عبارة (رفع عقيرته) فيعود إلى محارب عقرت رجله في المعركة، أي قطعت، فرفعها وجعل يصيح، فقيل بعدئذ في كل من رفع صوته عالياً: رفع عقيرته.

3 - التخصيص: وذلك في مثل كلمة (النضار) الدالة على الذهب، وهي في الأصل كانت تدل على الخالص النقي من كل شيء، ثم حُددت بمادة بعينها وهي الذهب.

وأنظر إلى قول المتنبي:

لم تحك نائلك السحاب، وإنما

حمت فصبيبها الرُّخصاء

فهو يدعي ان السحاب قد اصابته الحمى، من الغيرة من كرم الممدوح فانصب منه العرق، وما هذا الماء الذي يتصبب منه العرق، وما هذا الماء الذي يتصبب منه إلا ذلك العرق المنصب من شدة غيرته.

والرخصاء العرق يكون أثر الحمى.

أخيراً أعتذر لكم جميعاً عن التطويل والقصد الفائدة وجزى الله أخي عبدالمعز خير الجزاء على هذه المداخلات الماتعة وللعلم فقد استفدت من بحوث عديدة لجمع من العلماء فجزاهم الله خيراً

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 04 - 06, 08:22 م]ـ

أخي عبد الله الغالبي ... بارك الله فيك وأحسن إليك ....

معظم ما أشرت إليه تناولته في بحثي .... ولا أحب ان أكرر نفسي ..... لكن عندي بعض الملاحظات:

-القول بأن ابن القيم يقول بالمجاز باطل .... لكن لا بد من تحرير محل النزاع ..... فلا ينكر ابن القيم ولا غيره ..... جاء الأسد ..... لكن ينكر فهم المجازيين للتعبير ...... يزعمون أننا شبهنا الاسد بالانسان وبالغنا في التشبيه حتى اصبح الانسان والاسد داخلين في جنس واحد ....... ولما حصل ذلك التماهي استعرنا من الاسد اسمه ونقلناه إلى الانسان ....... فأصبح عندنا أسدان: حقيقي وادعائي .......

ابن القيم يقول كل هذا تمحل وكذب فهل خطر كل هذا في ذهن العربي البدوي ...... أم هو الرجم بالغيب ..... والأمر- أخي- لا علاقة له بالسرعة والبطء بل بمأخذ الكلام.

-ابن القيم ليس له كتاب بالعنوان والموضوع الذي ذكرت ...... - الفوائد المشوق لعلوم القرآن وعلم البيان المنسوب خطأ لابن القيم، هو مقدمة تفسير ابن النقيب –غير محقق –

وهذا الكتاب عندي ...... وهو أبعد في روحه واسلوبه عما عهدناه في كتابات ابن القيم .... أما من حيث المادة العلمية فهو مجرد تذكرة وجمع لأبواب البلاغة كما في الكتب المدرسية لا تحقيق فيها ولا استدلال ..... بل هو ضعيف جدا بالمقارنة مع المصنفات البلاغية وشروحها المتأخرة ......

-أمثلتك على المجاز معتبرة ...... لكن لا ننسى أن المجاز شقيق الكذب ..... وأخ الادعاء ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير