تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(اَلْإِعْرَابُ هُوَ: تغيير أَوَاخِرِ اَلْكَلِمِ لِاخْتِلَافِ اَلْعَوَامِلِ اَلدَّاخِلَةِ عَلَيْهَا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا، وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ: رَفْعٌ، وَنَصْبٌ، وَخَفْضٌ، وَجَزْمٌ، فَلِلْأَسْمَاءِ مِنْ ذَلِكَ: اَلرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالْخَفْضُ، وَلَا جَزْمَ فِيهَا، وَلِلْأَفْعَالِ مِنْ ذَلِكَ: اَلرَّفْعُ، وَالنَّصْبُ، وَالْجَزْمُ، وَلَا خَفْضَ فيها)

[ثانيا: الشرح باختصار]

من الكلمات الشائعة الاستعمال في علم النحو كلمة (الإعراب) والمعنى الشائع لها عند الناس هو ذكر التقدير والبيان التفصيلي لكل جزء من أجزاء الجملة، فإذا قلت: أَعْرِبْ (قام محمد) تتوقع أن يكون الجواب: (قام) فعل ماضٍ مبني على الفتح (محمدٌ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

وهذا المعنى للإعراب معنى اصطلاحي عند المتأخرين، ولكن الإعراب أصلا في اللغة معناه البيان والإيضاح، يقال: أعرب فلان عن مكنون صدره، أي أفصح عما فيه، وأظهره بالقول، أو يقال: هذا القول أعرب عن صدق قائله، أي بين وأظهر أن قائله صادق.

والمعنى الشائع لكلمة (الإعراب) عند النحويين هو ما ذكره المصنف رحمه الله وهو أن الإعراب هو تغير (أو تغيير) آخر الكلمة تبعا لموقعها في الكلام، فإذا قلت: (جاء محمدٌ) فالضمة على (محمد) تدل على معنى، وإذا قلت: (رأيت محمدًا) فالفتحة هنا تدل على معنى آخر، وإذا قلت (مررت بمحمدٍ) فالكسرة هنا تدل على معنى ثالث، فهذا التغير من فتحة إلى ضمة إلى كسرة هو ما يسمى بالإعراب؛ وذلك لأنه يعرب أي يبين ويوضح المعنى المراد من كلام المتكلم.

فالضمة في المثال الأول عرفنا منها أن المجيء صدر من (محمد) ولو قال (جاء محمدا) لعرفنا أن الكلام ناقص، أو أنه يقصد شخصا آخر سبق ذكره في الكلام.

وفهم المعنى لا يقتصر على الإعراب، فيمكن فهم المعنى من قرائن الكلام أو سياقه، ولكن كلام العرب جعلت فيه هذه العلامات زيادة في البيان والإيضاح لأنه قد يحدث لبس في كثير من المواطن، ولم يحسن أن توضع العلامات في موضع دون موضع.

وقول المصنف (لاختلاف العوامل الداخلة عليه) أي بحسب تغير موقع الكلمة في الجملة، ولست أريد التوسع في مسألة العامل والمعمول؛ لأنها مما يخص المتخصصين في النحو، ولا تهم المبتدئين.

وقول المصنف رحمه الله (لفظا أو تقديرا) يعني به أن بعض الكلمات لا تظهر عليها هذه العلامات فتكون مقدرة أي منوية؛ كقولك: (جاء موسى، ورأيت عيسى، ومررت بفتى)

فإذا عرفنا الآن معنى الإعراب، فما أقسامه؟ يعني ما الاختلافات الممكنة التي ترد على الكلمة بحيث يختلف المعنى باختلافها؟

قال المصنف رحمه الله: إن هذه الأقسام أربعة:

الرفع: كقولك: (جاء محمدٌ) و (محمد يلعبُ)

النصب: كقولك (رأيت محمدًا) و (أمرته أن يقرأَ)

الخفض: كقولك (مررت بمحمدٍ)

الجزم: كقولك: (لم يقرأْ)

ونلاحظ هنا أننا ذكرنا مثالين على الرفع والنصب، ولم نذكر إلا مثالا واحدا على كل من الخفض والجزم؛ لأن الخفض لا يدخل إلا في الأسماء، والجزم لا يدخل إلا في الأفعال.

أما الرفع فيدخل في الأسماء والأفعال، وكذلك النصب يدخل في الأسماء والأفعال.

وعند إعرابك للكلمات يفضل أن توضح إن كان الإعراب لفظيا أو تقديريا، فتقول: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة أو بالضمة المقدرة، أو مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة أو بالفتحة المقدرة.

وضد الإعراب (البناء) وهو أن تكون الكلمة على حال واحد لا تختلف باختلاف العوامل الداخلة عليها، وفي تلك الحال تقول مثلا: مبني على الفتح، ولا تقول: منصوب، وتقول: مبني على الضم، ولا تقول مرفوع، وتقول: مبني على الكسر، ولا تقول مجرور.

واعلم أن:

- الأصل في الاسم أن يكون معربا.

- الأصل في الفعل أن يكون مبنيا، إلا الفعل المضارع.

- جميع الحروف مبنية.

[ثالثا: أمثلة من القرآن والسنة]

- {الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}

- {الذين يؤمنون بالغيبِ ويقيمون الصلاةَ}

- {وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ}

- {أتى أمرُ الله فلا تستعجلوه}

- {لا تجعلْ مع الله إلهًا آخرَ}

- ((إنما الأعمالُ بالنياتِ وإنما لكل امرئٍ ما نوى)).

- ((الطهورُ شطرُ الإيمانِ والحمدُ للهِ تملأ الميزانَ ... والصلاةُ نورٌ والصدقةُ برهانٌ)).

- ((إن مما أدرك الناسُ من كلامِ النبوةِ الأولى: إذا لم تستحْيِ فاصنعْ ما شئتَ)).

- ((قلْ آمنتُ باللهِ ثم استقمْ))

[رابعا: أسئلة على ما سبق]

- التغيير في وسط الكلمة هل هو إعراب؟ اذكر مثالا

- أعرب (ذهب محمد إلى البيت ماشيا) (ضرب موسى عيسى) (جاء غلامي فأقرأ ولدي من كتابي).

- من أين علمنا أن أقسام الإعراب أربعة فقط؟

- لماذا لم يدخل الجزم على الأسماء؟ وهل هناك أسماء آخرها ساكن؟

- لماذا لم يدخل الجر على الأفعال؟ وكيف نفهم قوله تعالى: {لم يكنِ الذين كفروا} {ولا يأتلِ أولو الفضل} {فارجعِ البصر}

- ذكر المؤلف أقسام العلامات الداخلة على الأسماء والأفعال، ولم يذكر الحروف، فما هي؟

- قوله تعالى: {ولا تقل لهما أفٍّ} بعض العرب يقول: (لا تقل أفًّا) وبعضهم (لا تقل أفٌّ) وبعضهم (لا تقل أفٍّ) فنستنبط من ذلك أن (أف) معربة أو مبنية؟

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد

(حاشية)

ظاهرُ الكلام يوحي بأنَّ البناءَ لا يكون على الجزم، فهل هذا هو مقصودكم - بارك الله فيكم -؟

مثلاً: "صَهْ"، هل هي مبنيَّة؟ فإنْ كان ذلك فهي مبنيَّةٌ على الجزم فيما يظهر، والله أعلم.

لا يطلق (الجزم) على البناء، وإنما يطلق عليه السكون؛ لأن الجزم يوحي بوجود جازم أي عامل للجزم، وشرط البناء ألا يكون عن عامل، وإنما يلزم حالة واحدة لا تختلف باختلاف العوامل.

(جاء غلامي فأقرأ ولدي من كتابي)

هل رسمها صحيح هنا؟

وإن كان صحيحًا، فهل يمكن تشكيلها فضلاً؟

فكان جواب الشّارح - حفظه الله -:

(جَاءَ غُلامِي فَأَقْرَأَ وَلَدِي مِنْ كِتَابِي)

(أقرأ) فعل ماض وفاعله (هو) عائد على (غلامي)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير