تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[14 - 08 - 06, 02:36 ص]ـ

قال الشّارح أبو مالك العوضيّ - جزاه الله خيرًا وأحسن إليه -:

أعتذر للإخوة الكرام عن التأخر في الإكمال، وذلك لكثرة الأشغال، ولا تنسوا أخاكم من صالح الدعاء

(الحلقة الثالثة)

[أولا: المتن]

(لِلرَّفْعِ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ: الضَّمَّةُ، وَالْوَاوُ، وَالْأَلِفُ، وَالنُّونُ:

فَأَمَّا الضَّمَّةُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ: فِي اَلاِسْمِ اَلْمُفْرَدِ، وَجَمْعِ اَلتَّكْسِيرِ، وَجَمْعِ اَلْمُؤَنَّثِ اَلسَّالِمِ، وَالْفِعْلِ اَلْمُضَارِعِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.

وَأَمَّا الْوَاوُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي جَمْعِ اَلْمُذَكَّرِ اَلسَّالِمِ، وَفِي اَلْأَسْمَاءِ اَلْخَمْسَةِ، وَهِيَ أَبُوكَ، وَأَخُوكَ، وَحَمُوكَ، وَفُوكَ، وَذُو مَالٍ

وَأَمَّا الْأَلِفُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي تَثْنِيَةِ اَلْأَسْمَاءِ خَاصَّةً.

وَأَمَّا النُّونُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي اَلْفِعْلِ اَلْمُضَارِعِ، إِذَا اِتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرُ تَثْنِيَةٍ، أَوْ ضَمِيرُ جَمْعٍ، أَوْ ضَمِيرُ اَلْمُؤَنَّثَةِ اَلْمُخَاطَبَةِ)

[ثانيا: الشرح باختصار]

تكلمنا فيما مضى عن أقسام الإعراب، وهي الرفع والنصب والجر والجزم.

ولكن كيف نعرف أن الكلمة مرفوعة؟

الجواب: نعرف ذلك إذا وجدنا في الكلمة علامة أو أمارة من الأمارات أو العلامات التي تدل على أنها مرفوعة، وقد ذكر العلماء أن هذه العلامات أربع بحسب نوع الكلمة.

وقد تكلمنا فيما مضى على أقسام الكلمة، وهي الاسم والفعل والحرف، ولكن نحن هنا نتكلم عن الإعراب لا البناء، وقد ذكرنا أن الحروف كلها مبنية، ولذلك يتبقى معنا قسمان فقط: الاسم والفعل، ولكن ليست جميع الأفعال معربة، بل الفعل المضارع فقط، ولذلك يتبقى معنا الاسم والفعل المضارع فقط.

ولكن الاسم له أنواع، فقد يكون مفردا، وقد يكون مثنى وقد يكون جمعا.

والجمع نوعان: جمع سالم وجمع تكسير.

والجمع السالم نوعان: مذكر سالم ومؤنث سالم.

والفعل المضارع له حالتان: فقد يكون مجردا من الضمائر وقد يكون متصلا بالضمائر.

وكل هذه التفريعات والأقسام لها أحوال في الإعراب.

وقد لخص المؤلف رحمه الله جميع هذه الأحوال السابقة في عبارات مختصرة.

ومجمل ذلك أننا نعرف أن الكلمة مرفوعة بعلامة من أربع علامات: الضمة والواو والألف والنون، ومن الواضح أنه لا تجتمع في الكلمة الواحدة أكثر من علامة.

فالاسم المفرد يرفع بالضمة كقولك: (جاء محمدٌ)، وكذلك جمع التكسير مثل (جاء الرجالُ)، وكذلك جمع المؤنث السالم (جاء المسلماتُ)، وكذلك أيضا الفعل المضارع الذي لم يتصل به شيء مثل (يذهبُ ويخرجُ ويرجعُ).

وجمع المذكر السالم يرفع بالواو مثل (جاء المسلمون)، وكذلك الأسماء الخمسة كقولنا: (ذهب أبوك) و (جاء أخوك) و (مشى حموك) و (هذا فوك) و (صديقك ذو مال).

وشيء واحد فقط يرفع بالألف، وهو المثنى كما نقول: (جاء الرجلان).

وأما الذي يرفع بالنون، فهو شيء واحد فقط أيضا، وهو الفعل المضارع في بعض أحواله، وذلك إذا كان للمثنى كقولك (الرجلان يذهبان) أو الجمع كقولك (الرجال يذهبون) أو المؤنثة إذا خاطبتها كقولك (أنت تذهبين)، والعلماء يعبرون عن هذه الأحوال بقولهم: (الأفعال الخمسة) لأنها لا تخرج عن هذه الأمثلة الخمسة (أنتم تخرجون) (هم يخرجون) (أنتما تخرجان) (هما يخرجان) (أنتِ تخرجين).

والسؤال الآن: ما الفائدة مما سبق؟

الجواب:

أننا إذا رأينا علامة من هذه العلامات موجودة في الكلمة علمنا أنها مرفوعة، وإذا لم نجدها علمنا أنها ليست مرفوعة، فإذا قلنا (رأيت رجلا) فكلمة (رجلا) ليست مرفوعة لأنها تخلو من هذه العلامات، وإذا قلنا (أدعو للمسلمين) فكلمة (المسلمين) ليست مرفوعة كذلك، وإذا قلنا (قرأت كتابين) فكلمة (كتابين) ليست مرفوعة أيضا، وإذا قلنا (الرجال لن يذهبوا) فكلمة (يذهبوا) ليست مرفوعة، وهكذا.

[ثالثا: أمثلة من القرآن والسنة]

- {وإني مرسلةٌ إليهم بهدية فناظرةٌ بم يرجعُ المرسلون}

- {شهادةُ بينكم إذا حضر أحدكم الموتُ حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم}

- {محمدٌ رسولُ الله والذين معه أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم}

- {الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيباتُ للطيبين والطيبون للطيبات}

- {فيقسمان بالله لشهادتُنا أحقُّ من شهادتهما}

- {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}

- ((المسلمُ من سلم المسلمون من لسانه ويده))

- ((لا يلدغُ المؤمنُ من جحر مرتين))

- ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتلُ والمقتولُ في النار))

- ((العلماءُ ورثةُ الأنبياء))

- ((الناسُ كإبل مائة لا تجدُ فيها راحلة))

- ((التحياتُ لله والصلواتُ والطيباتُ))

- ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحةُ والفراغُ))

- (( ... يمرقون من الدين كما يمرقُ السهمُ من الرمية))

[رابعا: أسئلة على ما سبق]

في النصين الآتيين استخرج كل كلمة مرفوعة مع بيان علامة رفعها:

{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}

((ثلاثةٌ يُؤْتَوْنَ أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله عز وجل عليه وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران))

قوله تعالى: {ما كنت قاطعة أمرا حتى تَشْهَدُون} الفعل (تشهدون) ثبتت فيه النون، ومع ذلك ليس مرفوعا، كيف ذلك؟

قوله تعالى: {وإياي فارهبون} الفعل (فارهبون) ثبتت فيه النون، ومع ذلك ليس مرفوعا، كيف ذلك؟

قوله تعالى: {لله الأمر من قبل ومن بعد} هل كلمتا (قبل) (بعد) مرفوعتان بالضمة؟

اذكر جملة واحدة فيها علامات الرفع الأربع.

وفقكم الله وسدد خطاكم

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير