هو أن يكون بين اللفظين تناسبٌ في اللفظ والمعنى دون الترتيب، نحو: جبذ، من: الجذب."
بعض الفوائد في الاشتقاق من المزهر
قال السيوطي رحمه الله: "فائدة - قال ابن فارس في المجمل: اشتَبه عليّ اشتقاقُ قولهم: لا أبالي به غاية الاشتباه، غيرَ أني قرأت في شعر ليلى الأخيلية:
تبالى رواياهم هبالة بعد ما ... ورَدْن وحول الماء بالجمّ يرتمي
وقالوا في تفسير التبالي: المبادرة بالاستقاء، يقال تبالى القوم: إذا تبادروا الماء فاستقَوْه؛ وذلك عند قلّة الماء. وقال بعضهم تبالى القوم. وذلك إذا قلّ الماء ونزح، استقى هذا شيئاً، وينتظر الآخر حتى يَجُمّ الماء فيستقي، فإن كانَ هذا هكذا فلعلّ قولهم لا أبالي به: أي لا أبادر إلى اقتنائه والانتظار به، بل أنبذه ولا أعتدّ به.
فائدة - قال ابن دريد: قال أبو عثمان: سمعتُ الأخفش يقول: اشتقاقُ الدُّكان من الدَّكْدَك، وهي أرضٌ فيها غلظ وانبساط، ومنه اشتقاق ناقة دَكَّاء، إذا كانت مفترشة السَّنام في ظهرها أو مجْبُوبَته.
لطيفة - قال أبو عبد اللّه محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص: حدّثني هارون بن زكريا عن البلعيّ عن أبي حاتم قال: سألت الأصمعي لِمَ سُمِّيت مِنًى منى؟ قال: لا أدْري. فلقيت أبا عبيدة فسألته، فقال: لم أكن مع آدم حين علَّمه اللّه الأسماء؛ فأسأله عن اشتقاق الأسماء، فأتيت أبا زيد فسألته. فقال: سمِّيت منى لما يُمْنى فيها من الدّماء.
وقال ابن خالويه في شرح الدريدية: سمعتُ ابنَ دريد يقول: سألت أبا حاتم عن ثَادِق اسم فرس؛ من أي شيء اشتقّ؟ فقال: لا أدري، فسألت الرياشي عنه، فقال: يا معشر الصِّبيان؛ إنكم لتتعمقَّون في العلم فسألت أبا عثمان الأشنانداني عنه، فقال: يُقال: ثَدَق المطر إذا سال وانصبَّ فهو ثادِق؛ فاشتقاقُه من هذا.
فائدة - قال أبو بكر الزبيدي في طبقات النحويين: سُئِل أبو عمرو بن العلاء عن اشتقاق الخيل، فلم يعرف، فمرَّ أعرابي مُحرِم فأراد السائلُ سؤالَ الأعرابي، فقال له أبو عمرو: دعْني فإني ألطفُ بسُؤَاله وأعرف، فسأله. فقال الأعرابي: استفاد الاسمَ من فِعْل السير، فلم يعرف مَنْ حَضَر ما أراد الأعرابيُّ، فسألوا أبا عمرو عن ذلك، فقال: ذهبَ إلى الخُيَلاء التي في الخيل والعُجْب، ألا تراها تمشي العََرضْنَة خيلاء وتكبّراً".
ـ[همام بن همام]ــــــــ[19 - 11 - 06, 12:08 ص]ـ
...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ولاحظ أن ابن جني عنده الاشتقاق نوعان فقط، ولهذا فهو جعل (الأكبر = الكبير)، وأنا أشرتُ إلى كلام ابن جني سابقا، وذكرتُ أنه هو المسمى (الكبير).
وما نقلتَه عن الجرجاني يوافق ما ذكرتُه أنا سابقا، وهو ما مشى عليه المتأخرون، والله أعلم.
عموما هي مسائل اصطلاحية لا تؤثر في صلب العلم، وما دمنا اتفقنا على المراد من الكلام ابتداء فلا مشاحة في الاصطلاح، والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 11:09 م]ـ
اشتقاق "عرفات"
ذكر أبو تراب ص 127 من كبوات اليراع الجزء الأول:
أن اشتقاق كلمة عرفات مختلف فيها على اربعة أقوال:
الأول: مشتق من الاعتراف لأن الحجاج يعترفون للحق بالربوبية، وعلى هذ يوجه بعضهم قول آدم وحواء عليهما السلام: ربنا ظلمنا أنفسنا. فقال الله: الآن عرفتما أنفسكما حيث اعترفتما بالتقصير ..
الثاني: أنه مشتق من العُرف -بضم العين- بمعنى الصبر. وهو صبر الحجاج على مشاق الوصول إليه.
الثالث: أنه مشتق من العَرف -بفتح العين- وهو الرائحة الطيبة، وتوجيهه أن الحجاج يتطهرون من الذنوب ويكتسبون رائحة طيبة.
الرابع: مشتق من المعرفة، وتعليله من ثمانية وجوه:
1 - أن الله يتعرف إلى الحجاج في هذا اليوم بالرحمة.
2 - تعارف الحجاج لبعضهم في هذا الموقف.
3 - قول ابن عباس أن آدم وحواء تعارفا في هذا المكان.
4 - أن آدم علمه جبريل مناسك الحج فلما وقفا بعرفة قال له: أعرفت المناسك، قال نعم. وهو مروي في كتب التفسير.
5 - ما روي عن علي بن أبي طالب أنه عرف هذا المكان أول ما رآه.
6 - أن جبريل علم إبراهيم المناسك وأوصله إليها فقال له أعرفت المناسك؟.
7 - أن إبراهيم التقى بإسماعيل وهاجر بعد أن تركهما ثم عاد من الشام بعرفة.
8 - أن إبراهيم أُري المناسك كلها عند الأمر له بذبح ابنه فعرف عرفات.
بعدها قال أبو تراب:
والترجيح يحتاج إلى بحث طويل لسنا هنا بصدده.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:54 م]ـ
قال صاحب مراقي السعود:
والجَبْذُ والجَذْبُ كبير ويَرى ........... للأكبر الثلم وثلبا من دَرَى
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[13 - 01 - 07, 04:43 م]ـ
قال ابن فارس " تبن: التاء والباء والنون: كلمات متفاوتة جدا، وذلك دليل أن من كلام العرب موضوع وضعا من غير قياس ولا اشتقاق "
ثم ذكر جملةمما جاء على هذه المادة وهو متفاوت في المعنى
¥