سُؤالٌ بَرِيء!
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - 12 - 08, 12:59 ص]ـ
المعروف في < لو > أنها حرف امتناع لامتناع، ولكن يقول كعب بن زهير:
لَو كنتُ أعجب من شيء لأعجبني ** سعيُ الفتى وهْو مخبوٌّ له القدرُ
فهل كعب بن زهير لا يَعجب من شيء؟!
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 - 12 - 08, 06:54 م]ـ
(لو) تأتي على وجوه، منها أن تكون شرطية غير امتناعية
- كما في قول توبة بن الحُمَيّر:
و لو أن ليلى الأخيلية سلمت
علىّ ودوني جندل وصفائحُ
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدًى من جانب القبر صائحُ
- و كما في البيت موضع السؤال -
و (لو) هذه، هي و (إن) الشرطية تجريان في مضمار واحد؛ لذلك:
تدخل اللام في جواب (إن) كما تدخل في جواب (لو).
قال بذلك ابن الأنباري وحكاه خالد الأزهري في موصِّل الطلاب.
وانظر مغني اللبيب لابن هشام (لو).
وبالله التوفيق.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - 12 - 08, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي منصور ..
حتى لو كانت < لو > هنا بالمعنى الذي ذكرتَه فما يزال الإشكال باقيا؛ لأن كعبا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على هذا المعنى لم يكن يعجب من شيء مطلقا لما قال هذا البيت، كما أن ليلى الأخيلية لم تسلم على توبة لما قال توبة هذا البيت.
فكل ما أفاده هذا المعنى الذي ذكرته هو عدم وجوب انتفاء هذا الشيء مستقبلا، ولكنه لا يمنع انتفاء هذا الشيء حالا.
لذلك من قال بأن < لو > بمعنى < إن > في قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم}. جعلها تقلب الماضي إلى الإستقبال، فهم في هذه الحالة لم يتركوا ذرية من خلفهم ضعافا وهم يخافون عليهم.
فإذا كان البيت:
إن كنت أعجب من شيء لأعجبني ** سعي الفتى وهو مخبو له القدر
فإن المعنى سيكون: إن عجبت من شيء مستقبلا فسأعجب من سعي الفتى وهو مخبو له القدر، كما أن توبة يعني إذا سلمت علي ليلى مستقبلا فإني ... ألخ.
فما رأيك أحسن الله إليك؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[18 - 01 - 09, 11:15 م]ـ
يبدو أن البيت على ظاهره وأنه أراد أنه لا يعجب من شيء وإن كان شيء يعجب منه فإنه سيعجب من سعي الفتى وهو مخبوء له القدر.
فيكون ادعاؤه عدم العجب من شيء من باب المبالغة وأنه مجرب في الحياة.
ومثل ذلك _ فيما يظهر لي _ قول المُتَنخِّل في مرثيته ابنَه:
لقد عجبتُ وما بالدهر من عجب ** أنَّى قُتلتَ وأنت الحازم البطل
فتكون < لو > هنا على أصلها حرف امتناع لامتناع.
والله أعلم.