تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهمية الحديث النبوي في الدراسات اللغوية والنحوية]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:35 ص]ـ

[أهمية الحديث النبوي في الدراسات اللغوية والنحوية]

د. ياسر درويش

مقالات ذات صلة ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx#relatedArticles)

تاريخ الإضافة: 28/ 1/1430 هجري 25/ 01/2009 ميلادي

إنَّ من المعروف لدى المهتمِّين بعلوم العربيَّة وعلوم الدين: أنَّ القرآن وعلومه أسبقُها إلى التَّدوين، ثم لما دُوِّن القرآن وحُفظ من الضياع، بوشر بالاهتمام بِحفظ الحديث وتدوينِه؛ خوفًا عليه من الضَّياع، وهذا ليس هدمًا لما سنستنتجُه في الفصْل الأوَّل، من أنَّ الحديث كان يدوَّن منذُ زمن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - ولكنَّنا نقصد هنا التَّدوين الرسْمي الجماعي الذي كان على رأْس المائة الأولى للهجرة.

وبعد أن دوِّن الحديث وحُفظ، عكَف العلماء على دراسة هذيْن المصدرين المهمَّين من مصادر التَّشريع؛ لأنَّ كلاًّ منهما مكمِّل للآخر، فالقرآن هو كلام الله المتعبَّدُ بتلاوته، الذي أُنزلت فيه قوانين الحياة وأحكام شريعتها، والحديث الشريف هو كلام النبي الذي أُنزل عليه القُرآن، فكان جلُّ كلامه، بل كل حياته، خدمة وتفسيرًا لمراد الله في كتابه، وهو القائل - عزَّ وجلَّ -: {وأنزَلنا إلَيكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ} [النحل: 44].

إذاً؛ فمهمَّة الحديث النبوي أوَّلاً وأخيرًا هي شرح كلام الله وتِبيان معانيه، بالإضافة إلى أنَّه المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فلا يمكن أن يتضمَّن القرآن آياتٍ تشرح كيفيَّة الوضوء والصلاة، وأحكام الحجِّ والزكاة، واختلاف الظروف والمناسبات، ومن هنا اكتسب الحديث صفةً قدسيَّة؛ نظرًا للمهمَّة التشريعية التي يقوم بها، ومن هنا أيضًا جاء الاهتِمام بتدوينه بعد تدوين القرآن الكريم مباشرة، ذلك أنَّ الصَّحابة الذين عاشوا مع النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسمِعوا أحاديثه وعرفوا قيمَتَها، عندما كانوا يحتجُّون بها في أحكام دينهم، تبيَّنت لهم أهميَّتها وأهميَّة تدوينها.

فإذا ما عرفنا هذه الأهميَّة للحديث النبوي وعلومِه تأكَّدت لدينا حقيقةٌ أكيدة لا مِرية فيها، وهي أنَّ الحديث كانت له سمة واضحة، وأثر بيِّن في مختلف علوم الإسلام، سواء منها علوم الدين وعلوم العربيَّة وغيرها.

ذلك أنَّ القارئ لنصوص الحديثِ الشريف يستطيعُ أن يضع يدَه على نصوصٍ نبويَّة كثيرة، فيها الحضُّ على العلم وطلبِه؛ فقد قال معلِّمُ الناسِ الخيرَ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((طَلَبُ العِلمِ فَرِيضةٌ على كُلِّ مُسلِمٍ)) [1] ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx#_ftn1)، وقال: ((إنَّ العُلَماءَ هُم وَرَثةُ الأنبِياءِ)) [2] ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx#_ftn2)، وقال: ((لا حَسَدَ إلاَّ في اثنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مالاً فَسُلِّطَ على هَلكَتِه في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتاهُ اللهُ الحِكْمَةَ، فهُوَ يَقْضِي بِها ويُعَلِّمُها)) [3] ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx#_ftn3)، إلى غير ذلك من الأحاديث النبويَّة الشريفة التي تشير إلى فضْل العلم والحث على طلبه.

وإنَّنا لنعلم أنَّ أوَّل ما بدأ به علمُ الحديث هو الرِّحلة في طلبِه [4] ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx#_ftn4)، وهي التي شقَّت الطريق أمام العلماء، وفتحت لهم آفاقًا رحيبة؛ إذ إنَّ علماء الحديث كانوا يرحلون في طلَب الحديث الواحد المسافات الشَّاسعة؛ بل ربَّما قطع الواحد منهم فيافيَ الجزيرة العربيَّة من أجل كلِمة واحدة، أو رواية أخرى لحديث يعرفونه ويَحفظونه، حتَّى قال الشعبي: "لو أنَّ رجلاً سافر من أقصى الشَّام إلى أقصى اليمن ليسمعَ حكمة، ما رأيت أنَّ سفره ضاع" [5] ( http://www.alukah.net/articles/1/4948.aspx# حاشية 5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير