[تراكيب لغوية وأمثال اشتهرت وبيان معناها .. من كلام أهل العلم]
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، قد طرء علي أن أكتب هذا الموضوع قبل أيام فلما رأيت موضوع الأخ الفاضل السباق المسيطير مامعنى (حيص بيص) و (بنت شفه)؟. ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42093)
عزمت على أن أضع موضوعي هذا ضمن موضوعه لتطابق الفكرة إلا أني خشيت أن لا يدخل كثير من إخواننا لأن موضوع الأخ أبومحمد هو خاص في تلك العبارتين وعنوانه دليل على هذا وموضوعي أرغب منه العموم وأرجوا أن أستفيد أكثر كما هي العادة من إخواني الفضلاء وفقهم الله في إفادة أخيهم ..
أشرع في الموضوع:
هناك تراكيب لغوية اشتهرت على ألسنة الناس ... ولكن قد يخفى معناها على بعضهم فأحببت أن أقيدها لعل الله عز وجل يجعل هذا الموضوع مما تستثار به همة إخواننا من طلاب العلم فيفيدونا مما وقفوا عليه:
- درج عند الناس استخدام لفظ {لا ينتطح فيه عنزان} لبيان اتفاق الناس في موضع من المواضع ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التعليق على قصة قتل عصماء بنت مروان في الصارم المسلول (إنما خص النبي صلى الله عليه و سلم العنز لأن العنز تشام العنز ثم تفارقها و ليس كنطاح الكباش و غيرها) الصارم المسلول (198/ 2) ثم ذكر رحمه الله في موطن آخر سبب إيراد هذا المثل على لسان النبي صلى الله عليه وسلم إن صح (مع أن انتطاحهما إنما هو كالتشام فبين صلى الله عليه و سلم أنه لا يتحرك لذلك قليل من الفتن و لا كثير رحمة من الله بالمؤمنين و نصرا لرسوله و دينه فلو لم يكن هناك ما يحذر معه قتل هذه لولا الهجاء لما خيف هذا) الصارم المسلول (207/ 2)
- درج عند الناس استعمال قولهم {ضربت أخماساً بأسداسٍ} لمن حار في شيء ولم يهتدي إلى أمر معين ..
قال ابن القيم رحمه الله: التي جرت عليها السنة العامة والخاصة حيث يقولون في المفكر المتأمل ضرب اخماسه في أسداسه فأخماسه حواسه الخمس واسداسه جهانه الست وأرادوا بذلك انه جذبه القلب وسار به في الاقطار والجهات حتى قلب حواسه الخمس في جهاته ألست وضربها فيها لشدة فكره. (مفتاح دار السعادة 2/ 203)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 02 - 09, 09:51 ص]ـ
بارك الله فيكم
يقال ((شَذَ رَ مَذَ رَ))
الشذْر قِطَعٌ من الذهب تُلقَط من معدنهِ بدون إذابة الحجارة أوخرزٌ يُفصَل بهِ بين الجواهر في النظم. أو هو اللؤْلؤُ الصغير الواحدة شَذْرة ج شُذُور
وتفرَّقوا شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ أي ذهبوا في كل وجهٍ. وهما اسمان جُعِلا اسمًا واحدًا وبُنِيا على الفتح كخمسة عشر ومحلُّهما نصبٌ على الحال. ومذر اتباعٌ وقيل ميمهُ بدلٌ من الباءِ وهو من البذر. وقيل أنهُ من مَذِرَت البيضة إذا فسدت لأن الفساد من أسباب التفرُّق
قال الزبيدي في تاج العروس
من أمْثَاِلِهم: تَفَرَّقُوا شَذَرَ مذَرَ بالتَّحْرِيك فيهما ويُكْسَرُ أوَّلُهُمَا وقد تُبدَل الميم من مذَر باءً موحّدةً وقال بعضُهم: هو الأصْلُ لأنّه من التَّبْذِيرِ وهو التَّفْرِيقُ قاله شيخُنَا
قلت: والذي يَظْهَرَ أنَّ الميم هو الأصل لأن المقصود منه إنّما هو الإتْباعُ فقط لا ملاحظَةُ معنَى التَّفْرِيقِ كأخَواته الآتِيَة فتأمّل أي ذَهَبُوا كُلّ ِوَجْهٍ وزاد الميْدانيّ فقال: ويُقَال: ذَهَبُوا شَغَرَ بَغَر وشَذَرَ مَذَرَ وجِذَعَ مِذَعَ أي تَفَرَّقوا في كُلِّ وجْهٍ.
وزاد في اللِّسان: ولا يُقَال ذلك في الإقْبَالِ وفي حديث عائِشَةَ رضِيَ اللُه عنها: " إنَّ عُمَرَ رضِيَ الُله عنهُ شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذرَ مَذَرَ أي فَرَّقَه وبَدَّدَه في كُلّ وَجْه.آه
وقال الزمخشري في الفائق
شذر مذر أي متفرقا. هما اسمان جُعلا واحداً، وشذر من التشذر، ومذر، ميمه بدل من باء، من التبذير،
وقال الألوسي في تفسيره
وقرأ ابن مسعود. والأعمش {*فشرذ} بالذال المعجمة وهو بمعنى شرد بالمهملة، وعن ابن جنى أنه لم يمر بنا في اللغة تركيب شرذ والأوجه أن تكون الذال بدلاً من الدال، والجامع بينهما أنهما مجهوران ومتقاربان،
وقيل: إنه قلب من شذر، ومنه شذر مذر للمتفرق
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 02 - 09, 10:12 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ...
موضوع لطيف طريف فريد ... وبانتظار المزيد.
والشكر موصول للشيخ المفيد / أبي العز ... فمشاركاته مما يثري الموضوعات ... فجزاه الله خيرا.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[06 - 12 - 10, 08:38 ص]ـ
لتذكير الأعضاء فالموضوع جميل ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 12 - 10, 09:57 ص]ـ
وجدت على ما ذكر الشيخ أبو العز (شذر مذر) أن المذر ليس لها معنى وإنما قال بعض أهل اللغة نتأد لكلامنا وهو ما عناه الزبيدي في نقل أبي العز المتقدم إنما هو للإتباع فانتبه