تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عن قصيدة النثر؟؟!!]

ـ[أبو علي المعامري الجبوري]ــــــــ[27 - 01 - 09, 12:32 ص]ـ

الحَمْقَى يُؤَصِّلونْ و النَّوْكَى بِتَأْثِيلِهِمْ يَسْتَمْتِعُونْ

يستغرب كثير من المغفلين من استغرابي من مصطلح (قصيدة النثر) و لا ضير في ذلك إذ نحن في زمن يُستغرب فيه سماع العلم و الحق و يُستنكرْ، و يُعتاد فيه سماع الغباء و الباطل و يُستثمرْ، و استغرابي من هذا المصطلح كاستغراب أي رجل في عقله ذرة من التفكير- و لن أقول السليم فالتفكير لا يأتي إلا من سليم أصلا- من قول أحد المجانين "جنة الجحيم " أو "نار السلام" أو "ماء الظمأ" أو "دائرة المستقيم" أو "نباح الحصان" و "صهيل الكلاب" أو" أرض السماء" و "ظلمة الضياء" أو "سمكة الصحراء" و "ناقة المحيط" أو" رجل الأنثى" و "طفل الرجال" أو "سواد البياض" و " ليل النهار" أو "شبل البقرة" و " عجل الأسد" أو "شمس الليل" و "قمر النهار" أو "بيضة الديك" ..........

و لو عددنا لما انتهينا و لكنني قد تعلمت منذ الصغر و منذ أن كنت في حضن المعلمين في المدارس و مذ كنت أرضع لبان العربية من ثُدِيِّ أهلها أن علماء العربية أجمعوا - سامحني على هذه المبتذلة و هذا القول الغريب فكيف يكون الإجماع على ما هو مسلم به، و لك أن تنشد قول القائل:

و ليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

و لك أن تستغرب! و لك بعد هذا أن تقول أجمع الناس على أن الشمس مصدر النور! و أن البلل من الماء! و أن الحريق من النار! و غيرها من الإجماعات المهمة اللتي لولاها لما عرفها الناس و ضلوا عنها و تذكر معي قول ابن دانيال الموصلي:

العيد عيد و الصيام صيام ... و الشهر شهر كله أيام

و الفطر من بعد الغروب محلل ... لكنه بعد الشروق حرام

و إذا لقيت مخاطبا بتحية ... عند اللقاء فإن ذاك سلام

و لقد يكون البخل شحا في الورى ... و المفضلون على الأنام كرام

و رأيت أخوالي لأمي إخوة ... لكن إخوة والدي أعمام

......... الأبيات - أجمعوا أن كلام العرب منذ بداية كلامهم مقسوم إلى قسمين المنثور و المنظوم

فلو سألتهم ما الفرق بينهما؟ لقالوا لك لو فهمت معنى كلمتي المنثور و المنظوم لما سألت.

فالمنثور هو تشبيه بالعقد الذي انتثرت حباته و هنا كلماته

و المنظوم هو تشبيه بالعقد الذي انتظمت حباته و اجتمعت في سلك واحد يضمها و متى انحل فسد العقد و تحول المنظوم إلى منثور

فما هو هذا السلك الناظم أيها اللبيب؟

يجيبك من عنده أدنى إلمام بالعربية أنه الوزن و الإيقاع و القافية و البحر و الروي

نعم هذا هو السلك و هذا هو الفارق بين المنظوم و المنثور فهل علمت استغرابي من أين أتى؟!

فإن قلت لي إن في الشعر خصائص أكثر مما ذكرت، فأين أنت من الخيال المجنح، و التصوير الفني، و الإيحاء البلاغي، و التكثيف الرمزي، و الإيجاز اللفظي، و التركيز المعنوي، أين أنت من كل هذه الخصائص التي يمتاز بها الشعر عن غيره من الأجناس الأدبية النثرية الأخرى

فمن هذا المنطلق أطلقنا على ما تحققت فيه هذه السمات بالقصيدة النثرية

أقول لك صدقت و لكن ما ذكرت يوجد في النصوص النثرية بكثرة زاخرة و لا يختص بها الشعر دون النثر - و إن كانت في الشعر أكثر ظهورا - و على الرغم من ذلك لم نجد النقاد القدامى سموا هذه النصوص النثرية بالشعر بل أبقوا عليه مصطلح النثر.

لأنه لم يحقق شرط النظم الأساسي و الفارق الرئيسي ألا و هو الوزن و القافية.

فكيف بالحمقى المؤصلين و النوكى المستمتعين أن يقولوا (قصيدة النثر)

فهل هذا قسم جديد أضافوه على القسمين السابقين و بهذا نكون قد تميزنا - نحن العرب - عن سائر الأمم فيكون لدينا ثلاثة أجناس ليست عند سوانا من الأمم (نثر) و (نظم) و (نظم نثر) ياللخيبة؟!

يا سيدي أقول لك و أصارحك إن هذا من تأثير المخنثين على هذه الأمة أليس هذا تخنيثا؟ إنه جنس جديد في لسان العرب ... أجل جنس (المخنث اللفظي) فلا هو (نثر) و لا هو (نظم) بل بين بين .... إنه (نظم نثر)

أو لعله من تأثير دعاة الوسطية فهو لا إسلام و لا كفر، و لا نظم و لا نثر، فعلامَ هذا النهر و الزجر؟!

فلو كان كذلك فباطل ما قالته العرب، و لنسمِّ أنفسنا باسم أمة أخرى أرى تركيبها من تركيب هؤلاء المخنثين و الوسطيين أيضا و ليسمونا بـ (عرب الأجانب) أو فليمزجها من شاء و ليقل (عرجنبي) إنها (الأمة العرجنبية) و ليسموا جنسهم الأدبي الجديد بـ (الشعنثر) فهذا أليق بنا و بهم أو فليريحونا من هذرهم و سخافتهم و غبائهم و تبعيتهم و لينضووا تحت لسان العرب لا لثغة المخنثين الوسطيين.

قاتلهم الله أنا يؤفكون ......

و اعلم أيها العربي لا (العرجنبي) و لا (الشعنثري) أن قائل هذا القول عن لغة الأعارب يَجْنَحْ، و في ساحة البوار و الخسران يسرَحْ، و من معين الجهل و الغباوة يمتَحْ، و صدره بالغلِّ على العربية و أهلها ينضحْ، و لكنه خشي على شعوبيته أن تُفْضَحْ، فكنَّى بالشعنثرية عن الشعوبية و ما صَرَّحْ، لعلَّ قلب من به مرض يعلق به ما إليه لَمَّحْ. فاختر لنفسك طريقا فإما أن تكون عربيا على ما كان عليه آباؤك و أجدادك

ذُمَّ المَنَازِلَ بَعدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى و العيشَ بعدَ أُولئكَ الأقْوَامِ

و إما أن تتخنث و تصبح بين بين فأنت (عرجنبي شعنثري) بامتياز.

اللهم إنا نعوذ بك من هذر الشعنثريين و ضلالة العرجنبيين و سخافة الوسطيين.

و السلام ختام .......

أبو علي المعامري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير