[فوائد لغوية مستفادة أثناء دراسة متن حلية طالب العلم]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 01 - 09, 09:00 م]ـ
السلام عليكم
بعد أن قرأت قول الشيخ العثيمين -رحمه الله - في شرحه لمتن حلية طالب العلم:
((ثم إن كلامه في غالب كتبه كلامٌ يدل على تضَلُّعِهِ في اللغة العربية، ولهذا يأتي أحيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعةٍ، مراجعة قواميس اللغة، والذي يظهر أنه لا يتكلف ذلك، لأن الكلام سَلِس ومستقيم، وهذا يدل على أن الله تعالى أعطاه غريزةً في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا، حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري، ومقامات الحريري معروفة لأكثركم مقامات جيدة وفيها مواعظ وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.))
قررت أن أستفيد من ذلك، وأبحث عن معاني أغلب الكلمات التي لم أفهم معناها أو لست متأكدة من صحة فهمي لها، فتزداد حصيلتي اللغوية إن شاء الله.
الكلمات التي اخترت البحث في معناها قد تكون معلومة لأغلب رواد الملتقى، ولكن أضعها لعل أحدا يستفيد منها.
ملاحظة: ما زلت في بداية المتن، وسأضيف ما انتهي منه بالتدريج إن شاء الله.
والله أسأل العون والإخلاص والتوفيق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 01 - 09, 09:06 م]ـ
بسم الله
المتن:
(إذ نَرَى الكتائبَ الشبابيَّةَ تَتْرَى، يتَقَلَّبُون في أعطافِ العلْمِ مثْقَلِينَ بِحَمْلِه يَعُلُّونَ منه ويَنْهَلُون، فلَدَيْهِم من الطموحِ والجامِعِيَّةِ، والاطِّلاعِ الْمُدْهِشِ والغَوْصِ على مَكنوناتِ المسائلِ، ما يَفرحُ به المسلمونَ نَصْرًا فسبُحانَ مَن يُحْيِي ويُميتُ قُلوبًا.)
تَتْرَى: أصلها من الوِتْر، وهو الفرد.
ومنه: تَوَاتَر، أي تتابع.
قال تعالى} ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى {[المؤمنون: 44] أي متواترين/متتابعين، وترا بعد وتر، واحدا خلف واحد يتبع بعضهم بعضا. (1)
والفرق بين التتابع والتواتر:
قال الحريري: العرب تقول: جاءت الخيل متتابعة، إذا جاء بعضها في إثر بعض بلا فصل، وجاءت متواترة، إذا تلاحقت وبينها فصل، ومنه قولهم: فعلته متواترا، أي حالا بعد حال، وشيئا بعد شيء ... ومما يؤيد ما ذكرنا من معنى التواتر قوله تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترا}، ومعلوم ما بين كل رسولين من الفترة وتراخي المدة. (2)
أعطاف:
- وَعِطْفُ الشَّيْءِ: جَانِبُهُ وَالْجَمْعُ أَعْطَافٌ، مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ. (3)
- وعِطْفا الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف، وعِطْفا كل شيء جانباه. (4)
(يَعُلُّونَ منه ويَنْهَلُون)
يَعُلُّون: من العَلَل وهي الشَّرْبَة الثانية. والفعل يَعُلُّون عَلاًّ وعَلَلاً. (5)
ينهلون: النَّهَلُ: الشُّرْب الأول، ونَهِلَ: شرِبَ في أوّل الوِرد. لأنَّ الإبل تُسقى في أوَّلِ الوِرْدِ فتُرَدُّ إلى العَطَنِ، ثمَّ تُسقى الثانية وهي العَلَلَ فتُرَدُّ إلى المرعى.
يُقال: عَلَلٌ بعد نَهَل، (6) قال الشاعر:
وهُمْ سَقَوْني
عَلَلاً بعد نَهَلْ ... من بَعْدِ ما ذَبَّ اللِسانُ وذَبَلْ (7)
المتن:
( ... فها أنا ذا أَجْعَلُ سِنَّ القَلَمِ على القِرْطَاسِ، فاتْلُ ما أَرْقُمُ لك أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْنًا: ... )
أرقُم: من"الرَّقْم" وهو الكتابة والختم. (8)
قال ابن فارس: (رقم) الراء والقاف والميم* أصلٌ واحد يدلُّ على خَطٍّ وكتابةٍ وما أشبَهَ ذلك. فالرَّقْم: الخَطّ. والرَّقيم: الكتاب. (9)
أنعم الله بك عينا:
وأَنْعَمَ اللهُ بك عيناًِ ونَعِمَ بك عيناًِ أيْ: أقرّ بك عَيْنَ من تحبّ (10)
قال الشيخ بكر في حاشية الحِلية: أوضحت في حرف الألف من "معجم المناهي اللفظية" أن هذا اللفظ: (أنعم الله بك عينا) لا يصح النهى عنه.
ما أوضحه الشيح رحمه الله في "معجم المناهي اللفظية" ص612:
أنعم الله بك عيناً:
قال النووي: (فصل: روينا في سنن أبي داود، عن عبدالرزاق، عن معمر، عن قتادة، أو غيره، عن عمران بن الحصين - رضي الله عنهما - قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً. وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك.
قال عبدالرزاق: قال معمر: يكره أن يقول الرجل: أنعم الله بك عيناً. ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك.
¥