تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لغتنا العربية]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 02 - 09, 11:26 ص]ـ

[لغتنا العربية]

تامر عبدالفتاح

مقالات للكاتب ( http://www.alukah.net/articles/1/authorarticles.aspx?authorid=1505)

مقالات ذات صلة ( http://www.alukah.net/articles/1/4958.aspx#relatedArticles)

تاريخ الإضافة: 29/ 1/1430 هجري 26/ 01/2009 ميلادي

الحديث عن اللغة العربية لا ينبغي أن ينتهي؛ بل لا بد أن يأخذ طابع الاستمرارية، طالما أننا نحيا بها، وتحيا بنا.

لقد جعلها الله - سبحانه - وعاءً لكتابه المجيد؛ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، كما أنها وعاء لعلوم الدين كلها من تفسير، وفقه، وتوحيد، وغيرها، وهي لغة حديث رسولنا العظيم - صلَّى الله عليه وسَلَّم - الذي أوتي جوامع الكلم، وهي التي تحوي كنوز تراثنا العلمي والأدبي، ذلك التراث الذي نفخ الروح في هذه الأمة قديمًا فسادتِ الدنيا كلَّها.

ولقد أفاض كثير من الكتَّاب في الحديث عن العلل التي أصابت لغتنا، والعي الذي أصاب ألسنةَ المتحدثين بها، فأصبحت لغة غريبة بين قومها، لا تلقى منهم عناية ولا اهتمامًا، والأسباب واضحة لا تخفى على أحد.

وقد يكون كلامنا معادًا إذا قلنا: إن الشباب في كل دولنا العربية تقريبًا يرى أن الوظائف المرموقة، وفرص العمل المربحة هي غالبًا من نصيب أولئك الذين يجيدون لغة أجنبية أو لغتين، أما الذين يجيدون اللغة العربية، فأصبح مكانهم في الصفوف الخلفية، وصارت النصيحة المتداولة على ألسنة كثيرة موجهة للنشء تقول لهم: أتقنوا لغة أجنبيه، تفوزوا بالخير والفلاح.

أما الذين يدرسون اللغة العربية في المعاهد والجامعات، فإنهم - وهذا شيء محزن - جرفتْهم الأقدار إلى هذا المصير، الذي لم يرغبوا فيه؛ إذ إن أكثرهم من أولئك الذين تَلْفظهم الكليات العملية؛ كالطب، والهندسة، وغيرها.

وقد نتج عن ذلك أن نشأ جيل من مدرِّسي اللغة العربية، لا يكاد يحسن نطق جملة واحدة، إذا قرأ أحدهم القرآن تعتع فيه، واعوجَّ لسانه، والشعر الذي تحسبه لؤلؤًا منثورًا، إذا أنشده أحدهم ذهب برونقه وروائه، فلا تكاد تحسبه شعرًا، أو حتى نثرًا مقبولاً، هؤلاء هم الأمناء على أجيالنا، والقائمون على تأديبها وتقويم ألسنتها.

* * * *

أما وسائل إعلامنا، فيبدو أن الحديث عنها أصبح كلامًا لا غَنَاء فيه، وكأني بالقائمين عليها لا يعنيهم أن تكون لغة أجهزتهم لغة عربية سليمة، أو غير سليمة، لا يعنيهم ذلك في شيء، طالما أن ما يريدون توصيله للناس، يصل إليهم بأية صيغة كانت.

* * * *

وإن نسيتُ، فلا أنسى أبدًا الخطباء، وخاصةً خطباءَ المساجد، فقد سمعت بعضهم وهو يخطب يغمُّ عليه بدهياتٌ في اللغة، وبرغم كل هذا، فإنني لا أرى الإصلاحَ عسيرًا، وأعدُّ من خطواته ما يأتي:

1 - أن يبدأ تقويم اللسان من الصغر، وذلك بالاهتمام الجاد بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، أو التي تسمى في بعض البلاد: "الكتاتيب"؛ ذلك لأن حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، هو الحليب الذي إذا رضعه الطفل، اكتسب مناعة ضد اعوجاج اللسان.

2 - إنشاء مجمع لغوي على مستوى الدول العربية كلها، لا تكون مهمته مقصورة على نحت الألفاظ، وإنما يتولى - بما يتاح له من وسائل - حماية لغتنا من التبذل والانحطاط، وإحياء تراثنا اللغوي الهائل، وتنشئة أجيال قادرة على التحدث باللغة العربية الناصعة.

3 - أن تكون لهذا المجمع إذاعة وصحيفة يشرف عليها، ويؤدي من خلالهما رسالته.

4 - أن يضاف بند إلى مواثيق الشرف الإعلامية في الدول العربية، ينص على أن التفريط في التحدث أو الكتابة باللغة العربية السليمة يُعَدُّ إخلالاً بهذه المواثيق.

5 - أن يوضع المتحدثون بلغتنا الجميلة في موضعهم السليم، فلا يُحْرَمون من الوظائف والمناصب الهامة، بينما تعطى لغيرهم ممن يجيدون لغاتٍ أجنبيةً.

6 - أن يدرك كل مَن له اهتمام بالثقافة الإسلامية أن بين علوم اللغة العربية وعلوم الدين رباطًا وثيقًا جدًّا، فهما خادمان للقرآن الكريم؛ لذا فتعلم علوم اللغة من الضرورات الشرعية، التي لا غنى عنها لفهم القرآن الكريم.

http://www.alukah.net/articles/1/4958.aspx

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير