النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَا انْحَسَرَ عَنْهُ الْمَاءُ فَكُلْ، وَمَا طَفَا فَلَا تَأْكُلْ} وَلَا يُقَالُ هَذَا نَهْيُ إشْفَاقٍ لِمَا قِيلَ: إنَّ الطَّافِيَ يُورِثُ الْبَرَصَ [ص: 248] وَهَذَا لِأَنَّ الِاسْتِكْثَارَ مِنْ السَّمَكِ يُورِثُ الْبَرَصَ الطَّافِي وَغَيْرُهُ سَوَاءٌ، وَإِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبَيِّنًا لِلْأَحْكَامِ دُونَ الطِّبِّ، وَحُرْمَةُ تَنَاوُلِ الطَّافِي مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ. حَتَّى قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لِلسَّمَّاكِينَ لَا تَبِيعُوا الطَّافِيَ فِي أَسْوَاقِنَا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَكْلُ الطَّافِي حَرَامٌ، وَلِأَنَّهُ حَيَوَانٌ مَاتَ بِغَيْرِ سَبَبٍ فَلَا يُؤْكَلُ كَسَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ، بِخِلَافِ الْجَرَادِ فَمَوْتُهُ لَا يَكُونُ إلَّا بِسَبَبٍ عَلَى مَا بَيَّنَّا أَنَّهُ بَحْرِيُّ الْأَصْلِ بَرِّيُّ الْمَعَاشِ، فَإِنْ مَاتَ فِي الْبَحْرِ فَقَدْ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ مَعَاشِهِ، وَمَا مَاتَ فِي الْبَرِّ فَقَدْ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ أَصْلِهِ، وَهَذَا سَبَبٌ لِهَلَاكِهِ فَوِزَانُهُ لَوْ مَاتَ السَّمَكُ بِسَبَبٍ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْمُوجِبَ لِلْحُرْمَةِ مِنْ الْآثَارِ يَتَرَجَّحُ عَلَى الْمُوجِبِ لِلْحِلِّ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ.}
انتهى
قال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح الموطأ
(وعندهم -يعني الشراح- ذكروا أن في موضع من الرأس إذا استعمل في الحجامة صار سبباً في العمى.
طالب: .........
صحيح؟
طالب: ........
الشراح يقولون هذا.
طالب: ........
يعني من أي موضع كان؟ ما له أثر؟
طالب: .........
إيه؛ لأنه يقول هنا: فوق رأسه، وفي الصحيحين: وسط رأسه، وهم يقولون: إن في الرأس جزء لو استعمل في الحجامة صار سبباً في العمى، يعني جرب كل مواضع الرأس؟
طالب: ........
ولا ثبت شيء، يعني يصير مثل قولهم: أكل السمك مع شرب اللبن يورث البرص، يمكن هذا مثله؟
طالب: يضعف الذاكرة.
يضعف؟
طالب: الذاكرة.
إيه، في موضع يضعف الذاكرة، هذا يضعف الذاكرة، الناس يدورون الذاكرة ما هو ....
طالب: .........
تقوي الذاكرة، مع وسط الرأس أو مع القفا؟
طالب: .........
يقولون: نقرة القفا.
طالب: .........
وين؟ الحجامات كلها من هنا من الخلف.
طالب: .......
الوسط؟
طالب: هذه وهذه تؤثر على الحواس.
ويش يسمونهن ذولاء؟
طالب: الأخدعين.
الأخدعين إيه.
)
من موقع الشيخ
قال ابن القيم في زاد المعاد
(وقد رأيت أن أختم الكلام في هذا الباب بفصل مختصر عظيم النفع في المحاذر والوصايا الكلية النافعة لتتم منفعة الكتاب ورأيت لابن ماسويه فصلا في كتاب " المحاذير " نقلته بلفظه قال من أكل البصل أربعين يوما وكلف فلا يلومن إلا نفسه.
ومن افتصد فأكل مالحا فأصابه بهق أو جرب فلا يلومن إلا نفسه.
ومن جمع في معدته البيض والسمك فأصابه فالج أو لقوة فلا يلومن إلا نفسه.
ومن دخل الحمام وهو ممتلئ فأصابه فالج فلا يلومن إلا نفسه.
ومن جمع في معدته اللبن والسمك فأصابه جذام أو برص أو نقرس فلا يلومن إلا نفسه.)
وترجمة ابن ماسويه من الأعلام
(ابن ماسويه ( .. - 243 ه = .. - 857 م) يوحنا بن ماسويه، أبو زكريا: من علماء الاطباء.
سرياني الاصل.
عربي المنشأ.
كان أبوه صيدلانيا في جنديسابور (بخوزستان) ثم من أطباء العين، في بغداد.
وتقدم، وخدم الرشيد.
وببغداد نشأ ابنه يوحنا (صاحب الترجمة) ونبغ حتى كان أحد الذين عهد إليهم هارون الرشيد بترجمة ما وجد من كتب الطب القديمة، في أنقرة وعمورية وغيرهما من بلاد الروم، وجعله أمينا على الترجمة، ورتب له كتابا حاذقين بين يديه.
ولم يقتصر عمله على خدمة العلم بل خدم الرشيد والمأمون ومن بعدهما إلى أيام المتوكل، بمعالجتهم وتطبيب مرضاهم، حتى كانوا لا يتناولون شيئا من أطعمتهم إلا بحضرته.
وكان يقف على رؤوسهم ومعه البراني بالجوارشات المقوية والهاضمة.
وأصاب شهرة واسعة وثروة طائلة.
وكان مجلسه ببغداد أعمر مجلس، يجمع الطبيب والمتفلسف والاديب والظريف.
له نحو أربعين كتابا معظمها رسائل، منها " البرهان " يقال: في ثلاثين جزءا، و " الازمنة - خ " و " النوادر الطبية - ط " و " ماء الشعير - ط " صفحتان، و " جواهر الطيب المفردة - ط " و " المشجر - خ " و " خواص الاغذية والبقول - خ " و " الفوز الاصغر - خ " رسالة، في المجموع 1933 بخزانة أسعد افندي، باستنبول، وصفها الميمني في مذكراته بأنها جليلة و " معرفة العين وطبقاتها - خ " و " دغل العين - خ " و " الحميات - خ " وقد ترجم هذان إلى العبرية، ومنهما مخطوطتان بها.
توفي بسامرا)
¥