تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فابن حزم كان في الأندلس أما الهمداني والكلاعي والأشعري والحميري فهم أبناء الجزيرة العربية عاشوا في بلاد اليمن قريباً للجحاز والقاعدة هنا معروفة فصاحب الدار أعلم بما فيها خاصة إذا علمنا أن ثلاثة من هؤلاء العلماء وهم الهمداني والكلاعي والحيمري قد عاشوا فترة من حياتهم في صعدة أي في بلاد حرب القديمة قبل هجرتها إلى الحجاز.

ملاحظة:

إن قولي إن ابن حزم هو صاحب الخطأ الأول في نسب حرب لأن كل من نسب قبيلة حرب إلى بني هلال كالقلقشندي وابن خلدون وغيرهما إنما نقل هذا عن ابن حزم في كتابه «جمهرة أنساب العرب».

عاشراً: ذكر الأستاذ محمد سليمان الطيب في كتابه «موسوعة القبائل العربية» في ص678 ما نصه: (لو أن حرب مؤكد نسبهم إلى بني هلال بن عامر كما وقع ابن حزم في الخطأ لأكد ذلك الحمداني في القرن السابع للهجرة وهو أكثر احتكاكاً بقبائل العرب لأنه كان مهمنداراً للديار المصرية ويسجل أنساب القبائل من خلال دار الضيافة لها عندما تأتي وفود هذه القبائل العربية من داخل مصر ومن الجزيرة العربية ومن الشام وبلاد المغرب لمقابلة سلاطين مصر إبان القرن السابع الهجري. والحقيقة أن ابن حزم في الجمهرة قد قال نسب حرب إلى هلال بن عامر في ثلاث كلمات دون توضيح وقد انساق ابن خلدون وراء ابن حزم لأنه جاء بعده).

ثم ذكر محمد الطيب أن القلقشندي قد استند عليهما أي ابن حزم وابن خلدون ولم يؤكد القلقشندي ذلك النسب بل ذكره في ثلاث كلمات والدليل على عدم تأكيده لهذا النسب أنه قال: وذكرهم الحمداني من عرب الحجاز ولم ينسبهم في قبيلة.

الحادي عشر: جاء في كتاب مختصر رحلتي ابن عبد السلام الدرعي المغربي للشيخ حمد الجاسر ص148 ما نصه: أن الدرعي اجتمع وهو في رابغ بعربي قال عنه عليه أثر الصدق والخير وهو من قبيلة حرب من سكان الأبواء ـ قال الدرعي وسألته عن تعيين أسماء قبائل الحجاز اليوم فعين بينها قبائل شتى وقال: يا سيدي لا نجد بالحجاز قبيلة واحدة ذات شوكة إلا قد حدث سكناها بالحجاز بعد العهد النبوي وأما الذين أدركوا العهد النبوي كثقيف بناحية الطائف ونحوهم فلا تجدهم إلا ضعفاء مستضعفين متمسكين ببعض آثار الدين والخير.

قلت: لا شك أن هذا الأعرابي الحربي لم تغب عنه قبيلة بني هلال من هوازن لأنها أشهر من أن تنسى ولو كانت قبيلة حرب تنتمي إلى بني هلال لعرف ذلك ولأَخْبر به الرحالة الدرعي.

كما أن هذه الأعرابي الحربي قد أشار إلى أن قبيلة حرب سكنت الحجاز بعد العهد النبوي وذلك حين قال (لا نجد بالحجاز قبيلة واحدة ذات شوكة إلا وقد حدث سكناها بالحجاز بعد العهد النبوي) أضف إلى ذلك أن في كلام هذا الأعرابي الحربي ما يفيد بأن قبيلة حرب لا تنتمي أصلاً إلى أي قبيلة من قبائل الحجاز في العهد النبوي كهوازن وثقيف وغيرها (5).

هذا ولا أنسى أن أذكر أن الرحالة الدرعي قد التقى بهذا الأعرابي في سنة 1198هـ.

الثاني عشر: من الشواهد التي تفيد بأن قبيلة حرب قحطانية نازحة من اليمن هو أن جميع قبائل الحجاز القديمة احتفظت بأسمائها القديمة كهذيل وخزاعة وسليم وجهينة وبلي وغيرها فلماذا لم تحتفظ حرب باسم بني هلال ألا يدل ذلك على أن حرب ليست من بني هلال خاصة إذا عرفنا ما تتمتع به قبيلة بني هلال من صيت وذكر نابه بين العرب.

الثالث عشر: من المعروف لدى العارفين بأنساب حرب أن هناك ثلاثة فخوذ من حرب تسكن في جنوب المملكة العربية السعودية وبالتحديد في بلاد خولان الشمالية وبلاد خولان السفلى وهذه الفخوذ هي (المسارحة ـ العبادل ـ حرب (فخذ احتفظ باسم القبيلة الأم).

وكل من تسأله من المسارحة أو العبادل يؤكد لك انتسابه إلى قبيلة حرب الحجازية وهو الصحيح الذي لا شك فيه.

وقد رأيت بعض النسابين ينسبون المسارحة إلى خولان وهذا هو الصواب إن كان المقصود أن المسارحة من حرب ثم من خولان أما إن كان المقصود غير ذلك فلا شك أنه وهم (6).

سارحة من مسروح من حرب انتقلوا من الحجاز إلى هذه البلاد منذ عدة قرون أما العبادل وحرب فهم من بني سالم من حرب انتقلوا قبل مئتي عام وإن كان هناك من يرى أنهم من بقايا قبيلة حرب في اليمن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير