ــ في عهد الشريف سعد بن زيد في سنة 1104هـ اجتمعت على الشريف قبائل العرب نحو 37 قبيلة وقصدهم أن يغزوا قبيلة حرب لأنها خرجت عن طاعة الإمام وأخذوا ذخائر أهل المدينة من حبوب وزيت وقمح وتحزبوا في وادي الصفراء كما ذكر عبد الغني النابلسي في رحلته.
قلت: ورغم انتصار الشريف إلا أنه لم يتمكن من إخضاع قبيلة حرب بدليل لجوء الشريف سعيد وهو ابن الشريف سعد بن زيد إلى شيخ حرب سنة 1116هـ.
ـ وفي سنة 1291هـ أرسل الشريف سرور إلى قبائل هذيل وثقيف وعتيبة فجمع منها جيشاً حاشداً واستنفر الأشراف فخرجوا في نصرته وقد قيل إنه كان ينثر الذهب بين المتطوعين المقاتلين وإنه جعل لكل من قطع رأساً خمسة مشاخص فنشطت القبائل للعمل معه ولما وصل بجيشه إلى مستورة بين رابغ والمدينة أرسل من يغزوا جبل صبح حتى احتله ثم اشتبك مع بطون حرب عدة اشتباكات كان له فيها الظفر.
وقد علق الشيخ عاتق بن غيث البلادي على هذه الحوادث وأمثالها بقوله: وقل إن نجد قبيلة أو شعباً تعرض لمثل هذا الاضطهاد فثبت في دياره لا يتزعزع (انظر نسب حرب ص120).
قلت: ولذلك اطلق العرب على قبيلة حرب عدة ألقاب منها حرابة الدول وحرب الروم ومنزحة القبائل وغيرها.
السادس عشر: كنت قد أثبت في مقالي السابق (حرب قبيلة قحطانية الأصل حجازية نجدية الموطن) إنه لا صحة لقول من قال من المؤرخين المعاصرين أن حرب قبيلة ذات جذرين قحطاني وعدناني أو من قال أنها قحطانية امتزجت بها فروع عدنانية قلت لعل هؤلاء المؤرخين احتجوا بكثرة بطون هذه القبيلة ووفرة عددها لأني رأيتهم قالوا نفس الشيء عن القبائل الكبيرة الأخرى مثل مطير وقحطان وعتيبة وغيرها فزعموا أن هذه القبائل أحلاف من قحطان وعدنان وليتهم حين زعموا ذلك بينوا لنا الفخوذ العدنانية والفخوذ القحطانية في هذه القبائل لكنهم سكتوا عن ذلك مما يدل على ضعف قولهم ووهنه. ثم متى كانت الكثرة أو القلة حجة في مثل هذه الأمور ألم يقل الشاعر العربي:
وجرثومة لم يدخل الذل وسطهاقريبة أنسابها كثير عديدها
ألم يذكر الزركلي في كتابه «الأعلام» المجلد 3 ص262: أن ذرية العباس بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه خلال قرنين ونيف قد بلغوا ثلاثين ألفاً.
قلت: ولا شك أيضاً أن هناك من المعاصرين للعباس بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه من انقرض نسله كأبي ذر رضي اللَّه عنه. وخذ مثلاً قبيلة شهران كانت في الجاهلية وصدر الإسلام تعد أحد فخوذ خثعم ثم مع مرور الأيام والسنين أصبح الفخذ أوفر عدداً وأكثر بطوناً وأوسع دياراً حتى أصبحت خثعم اليوم تعد أحد فخوذ قبيلة شهران.
وخذ مثلاً آخر ما ذكره ابن خلدون في كتابه «العبر» من أن قيلة المعقل كانت في عام 443هـ عند دخول الهلالية إلى بلاد المغرب لا يزيد عددها عن مئتين وهم الآن من أقوى قبائل مراكش وتفرقوا بطوناً. إذن لا يستغرب أن تبلغ قبيلة حرب زهاء أربع مئة ألف خلال ما يزيد عن ألف عام كما أنه ليس من المستغرب أن تقل قبائل أخرى أو تزيد ثم إني لم أكن السابق إلى هذا القول أقصد قولي بأن حرب ذات أرومة خولانية قحطانية لم يدخل فيها فروع عدنانية إلا فخوذ صغيرة لا تكاد تذكر.
فقد قال عبد الملك العصامي في كتابه «سمط النجوم العوالي» (4/ 511) وفي معرض حديثه عن حوادث سنة 1080هـ ما نصه: (وهؤلاء العرب من قبيلة تعرف بحرب ولم نعلم حرباً هذا جدهم لمن ينسب وإلى أي جيل يحسب وهم جمع كبير يشتمل على قريب من خمسين فخذاً كل فخذ يشتمل على جماعة لهم جد خاص وعليهم الدرك في حفظ الطريق من عسفان إلى المدينة الشريفة).
فهذا عبد الملك العصامي من المتقدمين يرى أن هذه الفخوذ ذات الجدود الخاصة أي المنسوبة إليها تعود إلى الجد الأكبر حرب.
وخذ من المعاصرين الأستاذ الأديب علي بن حسن العبادي رئيس نادي الطائف الأدبي قال في كتابه «نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب» ص49 ما نصه: (فبنو حرب ليسوا قبائل شتى كما قلت آنفاً وإن انضوى إلى لوائها وانحاز إليها ولبس جلدتها مزينة وسليم وهوازن وعبيدة وبشر وهم خمس غرباء حلفاء قبيلتان وثلاث فصائل من ثلاثة وستين بطناً وفخذاً أو تزيد كلها من بني حرب صريحة محضة خالصة النسب ولولا ضيق المجال لسردت تلك البطون والفخوذ ليعلم بها من رغب الإطالة والإسهاب)،، وفي ختام مقالي أرجو أن يكون في هذه الأدلة والشواهد التي بلغت ستة عشر ما يقطع الشك باليقين حول نسب هذه القبيلة العربية.
وليس يصح في الأذهان شيء
إذ احتاج النهار إلى دليل
هذا واللَّه من وراء القصد.
جدة: مهندس/ محمد بن فهد الحربي
ج 7, 8 س 31 - محرم وصفر سنة 1417هـ - حزيران, تموز (يونيو, يوليو) سنة 1996م 0310566
ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:57 م]ـ
حذف لتكرره
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 04 - 08, 08:40 م]ـ
وهنا رأي لابن حجر حول نسب الأحامدة سكان الفقرة!
قال ابن حجر:
في هذه السنة كثر عبث العربان بالوجه القبلي والبحري، واشتد بأسهم وثارت الأحامدة من عرب الصعيد وهم ناقلة من أراضي الحجاز من آل بلي سكان دامة فما فوقها على جهة ينبع، فتحولوا إلى الصعيد الأعلى ونزلوا فيه واتخذوه وطنا، ووثبوا على والي قوص فقتلوه وقتلوا خلقا معه.
¥