تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الهمداني في الإكليل ج1/ص304 – 305 - 306

إن بني حرب لما صارت إلي قدس من الحجاز وبها عنزة وبنو الحارث وبنو مالك من سليم من مزينة, ناصبتهم الحرب عنزة, والذي هاج أن رجلا حربيا وأخر عنزياً أمتريا في جذاذ نخل, فعدى الحربي على العنزي فضربه ضربة بتك بها يده, فعدت بنو حرب وهم يومئذ ستمائة رجل فأجلو من بالبلد من عنزة إلي الأعراض من خيبر, وقتلوا منها بشرا كثيرا.

ثم ناصبتهم مزينة الحرب وكانت أهل ثروة زهاء خمسة آلاف، فقتلوا منها مقتلة عظيمة، وأجلوهم إلى الساحل من الجار والصفراء وأرض جشم، فهم بها إلى اليوم، لا يدخلون الفرع إلا بجوار وذمام من بني حرب وبقيت سُليم, فناصبتهم بنو الحارث وبنو مالك من سليم، وهم زهاء أربعة الآف، و هم أهل الحرتين والنقيع فحاربوهم دهراًً فأجلوهم من الحرتين والنقيع، وقتلوا منهم عددا كثيراً و صارت بنو الحارث وبنو مالك لا يدخل منها الحرتين والنقيع داخل إلا بذمام من بني حرب، وقد يبقى عليهم محمود لأن أمه جشمية من هوازن، فلما غلبت بنو حرب على تلك البلاد و قهرت غيرها تعلقت بها قريش بأصهارها, وأسند إليهم كل، وألقى أزمة أمره بخفارتهم، وكان المقتدر بالله يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق، و إلى اليوم وهم على ذلك.

يقول أحد الباحثين من قبيلة عنزة معلقاً على هذا النص:

عنزة في القرن الثالث كانت في العراق مع بكر بن وائل, وليست في الحجاز, واقرأ تاريخ الطبري وابن الأثير تجد أن عنزة كانت في حروب نواحي الزابيين, وهم نهرين في شمال العراق, بالقرب من إيران حالياً، وقد أورد الهمداني فيه ما يؤكد أن قبائل نواحي الحجاز هي غطفان وطي, ولم يذكر بني حرب إلا حول المدينة، والاهم انه لم يذكر عنزة في تلك النواحي في عهده, فإذا كانت عنزة بين الزابيين وبغداد في القرن الثالث الهجري كما ذكر التاريخ، فمن هم عنزة الذين تحاربوا مع بني حرب على جذاذ النخل كما قال الهمداني غفر الله له؟! ,

وهل ورد في التاريخ القديم أن عنزة أو بني وائل قسمين قسم في العراق وقسم في الحجاز؟! , والجواب: لم يرد أن عنزة في الحجاز إلا في القرن الخامس وما تلاه إلى اليوم، حيث انتقلت قبائل وائل تحت مسمى عنزة الحالية من نواحي عين التمر وبادية الأنبار إلى نواحي خيبر والمدينة المنورة، وقبل القرن الخامس الهجري لم تحتك عنزة مع بني حرب الذين كانوا لا يزالون في اليمن تلك الحقبة, ونعود فنقول هذه الحادثة لم يذكرها الهمداني، بل أضيفت إلى كتابه ونسبت له، وجميع الباحثين في الوطن العربي يعرفون أن الإكليل الأصلي لا يوجد منه إلا مجلد واحد يتضمن بعض فضائل قحطان والأزد مع نبذة عن أنسابهم, وهو الثابت انه من الإكليل، والسبب في أن الكتاب لم يصل إلينا هو قيام القبائل اليمنية بمحاربة هذا الكتاب وإتلافه، فضلاً عن أن كتاب الهمداني الآخر صفة جزيرة العرب, ينقض ما في الإكليل من تواجد عنزة أو أي من بطون ربيعة في نواحي جبل قدس.

يقول مصعب الجهني وحول هذا النص عدة أمور:

الأمر الأول: أن الهمداني يتناقض مع نفسه هاهنا فقد قال في كتابه صفة جزيرة العرب في تحديد أرض جهينة قال: وقُدس .. الخ؟ , فهو هنا في الإكليل يقول أن جبل قدس لحرب وفي صفة جزيرة العرب يقول لجهينة! , فلا أدري كيف يستقيم هذا؟ , وكيف يحتج نسابة حرب بهذه الرواية الشاذة التي هي أوهن من بيوت العنكبوت بل ولم نجد من تابع الهمداني عليها, وأيضا تناقض ما في كتابه الأخر صفة جزيرة العرب بل وتخالف ما رواه المعجميون والجغرافيون المعاصرين له ومن أتى بعده!.

الأمر الثاني: أن التاريخ يكذب أي وجود لقبيلة عنزة الوائلية في تلك النواحي في ذلك الوقت وإلى اليوم! , وقد بحثت في جميع كتب التواريخ والبلدان ولم أجد من ذكر عنزة في تلك النواحي في ذلك الوقت إلا الهمداني!! , وجميع نسابة عنزة يكذبون هذه الرواية, وسبق أن كتبت في موضوع سابق بأن عنزة لم تستقر بالحجاز إلا في العصور المتأخره, وهذا يدحض وينسف رواية الهمداني وما بها من أكاذيب!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير